عدد الابيات : 49
لِأَلْقَى بَنِي الْأَحْمَدِ إِنَّ فِعَالَهُمْ
تَزِيدُ عَلَى كُلِّ الْفَعَالِ الْمَرَاتِبُهْ
أُولَاكَ الْأُولَى شَقُّوا الْعَمَى بِسُيُوفِهِمْ
مِنَ الْعَيْنِ حَتَّى أَبْصَرَ الْحَقَّ طَالِبُهْ
أَلَا يَا صَبَا سَارَةَ هَبَّ لِيَ النَّدَى
وَأَلْقِ عَلَى الْأَزْهَارِ فِتْنَتَكِ الْعَذْبَهْ
فَإِنِّي رَأَيْتُ الْبَدْرَ يَحْكِي جَبِينَهَا
وَتَزْهُو بِهِ الْأَنْوَارُ إِنْ نُورُهَا صَبَّهْ
فَهَلْ تَعْلَمُونَ الْحُسْنَ كَيْفَ تَأَلَّقَتْ
بِهِ كُلُّ أَرْضٍ كَانَتِ الرُّوحُ تَرْتَبِهْ
يَرَاهَا الْهَوَى بَدْرًا وَيَحْسُبُ طَيْفَهَا
إِلَهَ الْجَمَالِ الْعَذْبِ بَسَطَ الْكُرْبَهْ
إِذَا أَقْبَلَتْ فَالنُّورُ يُشْرِقُ وَجْهُهَا
وَإِنْ غَابَتِ الْأَكْوَانُ ذَابَتْ بِمَا سَبَّهْ
أَلَا قُلْتُ لِلْقَلْبِ الَّذِي قَدْ تَشَظَّى
بِهَا فَأَضَاءَ النُّورُ وَازْدَادَ مُنْتَجِبَهْ
فَدَعْنِي وَحُبِّي فِي سَرَائِرِ خَافِقِي
فَإِنِّيَ قَدْ صُغْتُ الْمَوَدَّةَ مُنْتَحِبَهْ
هِيَ النُّورُ فِي الدُّنْيَا وَالْخُلْدِ زَهْوُهُ
وَإِنْ غَابَتِ الْأَفْلَاكُ فِي نُورِهَا شُهْبَهْ
وَمَا الْبَدْرُ إِلَّا وَجْهُهَا إِنْ تَبَسَّمَتْ
وَمَا الْفَجْرُ إِلَّا مِنْ ثَنَايَاهُ قَدْ وَهَبَّهْ
وَمِنْهَا رَبِيعُ الْعَيْشِ يَزْهُو وَإِنَّهُ
إِذَا نَطَقَتْ فَالْمُزْنُ يَسْقِي وَيَجْتَبِهْ
وَإِنِّي إِذَا مَا قُلْتُ سَارَةُ فِي الْهَوَى
تَنَفَّسَ رُوحِي وَازْدَهَتْ بَهْجَةَ الطُّرْبَهْ
فَهِيَ الْمَطَرُ الْعَذْبُ الَّذِي أَرْسَلَتْهُ
سَمَاءُ الْهَوَى تَسْقِي قُلُوبًا بِهِ كُرْبَهْ
إِذَا لَاحَ وَجْهُ الْحُسْنِ مِنْهَا فَإِنَّهُ
يُفِيضُ عَلَى الْأَكْوَانِ أَلْوَانَهُ الْعُجْبَهْ
وَإِنْ نَطَقَتْ فَالطِّيبُ يَسْكُنُ نَبْرَةً
تَرَاقَصَ فِي أَحْرُفِهَا السِّحْرُ وَالْمَحَبَّهْ
وَكَمْ أَسْكَنَتْ فِي خَافِقِي وَجْدَ عَاشِقٍ
يُرَدِّدُ فِي أَسْمَائِهَا أَسْرَارَهُ الْعَتْبَهْ
هِيَ الشَّمْسُ إِنْ أَشْرَقَتْ زَادَ ضَوْءُهَا
فَضَاءَ الدُّنَا وَالْمَجْدُ حَلَّ فِي رُتْبَهْ
لَهَا الْمُلْكُ فِي عَرْشِ الْجَمَالِ مُسَطَّرٌ
وَإِنْ قِيلَ مَنْ تَهْوَى؟ فَسَارَةُ الْمَحَبَّهْ
وَمَنْ كَانَ فِي الدُّنْيَا يُرِيدُ بَهَاءَهَا فَإِنِّي
رَأَيْتُ الْحُسْنَ فِي صُورَتِهَا الرَّهْبَهْ
إِذَا مَرَّ طَيْفُ الْحُسْنِ فِي رُكْنِ دَارِهَا
تَنَفَّسَتِ الْأَزْهَارُ وَارْتَدَّتِ الْعُجْبَهْ
وَكَمْ كُنْتُ أَهْوَى بَعْدَ حُبِّكِ رَاحَةً
فَأَصْبَحَتِ الْأَيَّامُ فِي بُعْدِكِ صَعْبَهْ
وَإِنِّي إِذَا مَا غِبْتِ عَنِّي تَكَسَّرَتْ
قَنَادِيلُ صَبْرِي وَاعْتَلَتْ نَارُهَا لَهْبَهْ
أَغَارُ مِنَ النَّجْمِ الَّذِي قَدْ أَتَاكِ لِحَاضِرٍ
وَأَحْسُبُهُ يَهْوَى هَوَاكِ كُلَّ الْكُرْبَهْ
وَإِنِّي لَأَرْضَى أَنْ أُرَاقِبَ خَطْوَةً لَكِ
أَلْفَ خَطْوٍ فِي الْمُحَيَّا وَفِي الرَّغْبَهْ
وَإِنِّي إِذَا نَاجَيْتُ سَارَةَ خَافِقِي
تَرَنَّحَ بَحْرُ الْهَوَى وَجْدُهُ الْعَذْبَهْ
فَإِنْ قِيلَ مَا الْأَصْوَاتُ؟ قُلْتُ صَدَاهَا
يَسِيرُ بِهِ اللَّيْلُ الْهَنِيءُ وَيَجْتَبِهْ
تُرَنِّمُهَا الْأَطْيَارُ صُبْحًا فَإِنَّهَا سَقَتْهَا
مِنَ الْعُشْبِ النَّدِيِّ بِهِ الرُّطْبَهْ
وَإِنْ ضَحِكَتْ فَالْبَدْرُ يُشْرِقُ مِنْهَا
وَيَحْسَبُهَا الزَّهْرُ يُنْبِتُ الْهِيبَهْ
وَفِي وَجْهِهَا نُورُ الْجَمَالِ يُضِيءُ
الدُّنَا إِنْ أَقْبَلَتْ فِيهِ مُحْتَسِبَهْ
وَإِنِّي لَأَشْتَاقُ اللِّقَاءَ كَأَنَّنِي أُسَافِرُ
فِي عَيْنَيْكِ صَبٌّ وَقَدْ بِهِ النُّكْبَهْ
فَإِنْ جِئْتُكِ الْمُشْتَاقَ ضَاعَتْ خُطَايَ
فِي طَرِيقِ الْعِشْقِ الْمُبَاحِ وَجُبِهْ
وَإِنْ غِبْتِ يَا نُورَ الْمَدَائِنِ كُلِّهَا فَإِنِّي
أَرَى الشَّمْسَ الَّتِي غَابَتِ السُّحْبَهْ
وَكَمْ قُلْتُ: يَا سَارَةُ رِفْقًا فَإِنَّنِي
مُسَافِرُ أَشْوَاقٍ تَحُطُّ عَلَى الرُّطْبَهْ
فَإِنْ كَانَ فِي الدُّنْيَا فِرَاقٌ فَإِنَّهُ
يُجَدِّدُ نَارَ الْعِشْقِ إِنْ خَبَتِ الرُّتْبَهْ
هِيَ النُّورُ فِي الْأُفُقِ الَّذِي لَا يُضَاهِيهِ
سِوَى بَدْرِهِ الَّذِي يُنِيرُ بِهِ الْكُرْبَهْ
تُحِبُّهَا الْأَرْضُ الَّتِي أَنْتَجَتْهَا وَتَهْوَى
مَسَاهَا فِي الطُّرُوقِ الَّتِي بِهَا دُؤبَّهْ
وَإِنْ كَانَ فِي الْعُشَّاقِ حُبٌّ كَحُبِّنَا
فَإِنَّ الْقُلُوبَ الْعَاشِقَاتِ لَهَا نَصْبَهْ
فَحُبُّكِ فِي الدُّنْيَا نَبَاتٌ وَإِنَّهُ إِذَا
نَمَا فَالزَّهْرُ يَسْقِي لَهُ الْعُشْبَهْ
فَإِنْ كَانَ فِي الدُّنْيَا جَمَالٌ مُوَطَّدٌ
فَحُبُّكِ سَارَةُ الْهَوَى كَيْفَ قَدْ كَتَبَهْ
عَلَى قَلْبِيَ النَّابِضِ بِالشَّوْقِ وَالْهَوَى
وَإِنِّي لَأَهْوَاكِ الْهَوَى كَيْفَ مَا نَحَبَهْ
وَإِنْ كَانَ فِي الْعُشَّاقِ صِدْقٌ وَوَافِي
فَحُبُّكِ فِي قَلْبِي تَمَكَّنَ وَاسْتَحْبَهْ
سَأَبْقَى عَلَى الْعَهْدِ الَّذِي قَدْ وَضَعْتِهِ
وَإِنْ بَاعَنِي الدَّهْرُ وَازْدَانَ بِالْجُبَهْ
وَإِنِّي لَأَحْيَا بِالْقَرَارِ مُتَيَّمًا وَإِنِّي
لَأَهْوَى الْهَوَى كَيْفَ مَا خُذْ وَجَنَّبَهْ
سَأَبْقَى لَكِ الْعُشَّاقُ فِي الْحُبِّ كُلُّهُمْ
وَإِنْ غَابَ لَيْلُ الْعُمْرِ ضِيَاؤُهُ الشُّهْبَهْ
وَإِنِّي سَأُبْقِي الْعَهْدَ فِي قَلْبِي الَّذِي
يُجَدِّدُهُ الدَّهْرُ الَّذِي يَكْتُبُ الْكُتُبَهْ
فَإِنْ مِتُّ يَا سَارَةُ فِي حُبِّكِ الَّذِي
يُحِبُّهُ صَبٌّ فِي هَوَاكِ وَقَدْ نُكِبَهْ
فَسَارَةُ نُورِي فِي الْحَيَاةِ وَإِنَّهَا
لَدَيَّ مَكَانُ الرُّوحِ بِالْحُبِّ وَالرُّتْبَهْ
81
قصيدة