عدد الابيات : 103
طباعةيَا سَائِلِي عَنْ مَنْبَعِ الْأَمْجَادِ، قُلْ
فِي سَلْقَيْنَ لَاحَ الْمَدَى وَتَطَوَّبُ
فِي كُلِّ رُكْنٍ مِنْ جَلَالِ نِسَائِهَا
نُورٌ يُصَافِحُ مَنْ أَتَى وَيُرَحِّبُ
هُنَّ الطَّهَارَةُ إِنْ مَشَتْ فِي خُطْوَةٍ
وَالْعِزُّ مِنْ نَبْضِ الْحَيَاءِ يُسْتَعَبُ
مَنْ ذَا يُقَارِبُ نَبْلَهُنَّ؟ فَكُلُّ مَنْ
يَحْكِي الْجَمَالَ أَمَامَهُنَّ يُغَلَّبُ
سَلْقِينُ أُمٌّ، وَالْبَنَاتُ زُهُورُهَا
وَالطُّهْرُ تَاجٌ مَا لِغَيْرِكِ يُطْلَبُ
يَا سَلْقَيْنُ، فِي نِسْوَتِكِ الْفَخْرُ رَقَى
وَغَدَتْ كَرَامَتُهُنَّ مَجْدًا يَتَبَوَّبُ
فِي كُلِّ بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِكِ رَوْضَةٌ
وَالْحُسْنُ فِيكِ بِضِيَاءِ أُنْثَى يُصْهَبُ
نِسَاؤُكِ الْعُلْيَا إِذَا قُلْنَ اكْتَفَتْ
كَلِمَاتُهُنَّ فَخَامَةً لِعِزٍّ لَا تُتْرَبُ
هُنَّ التُّقَى، هُنَّ الصَّفَا، هُنَّ الرُّبَا
هُنَّ الْكِرَامُ إِذَا الْعُلَى تَتَطَلَّبُ
مَا مِثْلُهُنَّ نِسَاءُ شَرْقٍ أَوْ دُنَا
فَالْقَلْبُ فِي سَلْقِينَ إِنْسٌ يُرَحَّبُ
هُنَّ السَّكِينَةُ إِنْ جَرَى طُوفَانُنَا
وَالْمُحْتَدَى إِنِ الدُّنَا تَتَقَلَّبُ
مَا خَابَ دَارٌ فِيهِ أُنْثَى مِنْكُمُ
فَالْبِرُّ مِنْكِ، وَبِالْحَنَانِ تُرَكَّبُ
هُنَّ الشَّقَائِقُ إِنْ دَنَتْ أَنْسَامُهَا
يَرْنُو الْهَوَى لِحَدِيثِهَا وَيُعَذَّبُ
تِلْكَ الْمَكَارِمُ لَا تُنَالُ بِسَيْفِنَا
بَلْ فِي نِسَاءِ سَلْقِينَ تُصْخَبُ
يَا مُدَّعِي فَهْمَ النِّسَاءِ تَأَدَّبَنْ
فَالْعِزُّ فِيهِنَّ الْوَفَاءُ الْمُصَحَّبُ
هُنَّ النَّقَاءُ، وَإِنْ سَكَتْنَ تَفَجَّرَتْ
بِالصَّمْتِ أَلْحَانُ الطَّهَارَةِ تُنْسَبُ
هُنَّ الْوَفَاءُ، وَإِنْ رَأَيْتَ جِبَاهَهُنْ
فَالشَّرَفُ فِي قِسْمَاتِهَا يَتَلَهَّبُ
هُنَّ السَّكِينَةُ، لَا تُمَاثِلُهُنَّ فِي
صَبْرِ الزَّمَانِ، وَلَا الْجِبَالُ تُطَيَّبُ
يَا سَائِلِي عَنْ مَجْدِ قَوْمِي فَاعْلَمَنْ
أَنَّ النِّسَاءَ هُنَّ الْأُلَى لَا يُشْيَبُ
سَلْقِينَ، حَيْثُ الْمَجْدُ أُنْثَى، وَالْعُلَى
تَنْسَابُ فِي خِدْرِ الْحَيَاءِ وَتُرْحَبُ
الْأُمُّ فِيكِ، سَلْقِينُ، قُدْوَةُ عَاطِفٍ
هِيَ تَاجُ بَيْتٍ، وَالضِّيَاءُ الْمُنْتَبُ
مَا رُئِيَ مِثْلَ الْأُمَّهَاتِ كَرَامَةً
فِي كُلِّ شِبْرٍ طُهْرُهُنَّ يُطَرَّبُ
تَسْقِي الْحَنَانَ بِوَجْهِهَا وَبِكَفِّهَا
وَتُقِيمُ رُكْنَ الْبَيْتِ حَيْثُ يُنَصَّبُ
فِي صَدْرِهَا وَطَنٌ، وَفِي عَيْنَيْهَا
نُورٌ عَلَى دَرْبِ الصِّغَارِ يُثَبِّبُ
هِيَ سَلْقَيْنُ الثَّانِيَةُ، إِنْ قُلْتَ مَنْ؟
قُلْ أُمُّهَا بِالْعِزِّ كَانَتْ تُضْرَبُ
فِي كَفِّ أُمِّي كُلُّ مَعْنَى الرَّحْمَةِ
وَالْحُبُّ مِنْ نَظَرَاتِهَا يَتَسَرَّبُ
هِيَ قُدْوَةٌ، هِيَ مَمْلَكَةٌ، هِيَ دَعْوَةٌ
تَمْضِي إِلَى الرَّحْمَنِ لَا تَتَعَجَّبُ
لَوْ أَنَّ كَفَّ الْأَرْضِ تُوزَنُ بِنُورِهَا
لَرَجَحَتِ الْأُمُّ الَّتِي لَا تَكْذِبُ
يَا أُمَّتِي، تَاجَ الصَّبَاحِ عَلَى الدُّنَا
مَا دَامَ طِيبُكِ بِالْمَدَى لَا يُحْسَبُ
أَنْتِ النَّدَى، أَنْتِ الرَّجَاءُ، وَسِرُّهُ
أَنْتِ الْحَيَاةُ، وَكُلُّ فَضْلٍ يُنْسَبُ
وَالْأُخْتُ فِيكِ سَلْقِينُ، عِزٌّ قَائِمٌ
هِيَ دِفْءُ دَارٍ لَا يَزُولُ وَيَغْرُبُ
فِيهَا الْحَنَانُ إِذَا جَفَتْ كُلُّ الدُّنَا
وَبِهَا الْمَكَارِمُ فِي الْحَيَاةِ تُكَرَّبُ
هِيَ أُخْتُنَا، وَسَنَاءُ فَجْرٍ بَاسِمٍ
وَبِسَيْفِهَا حَقُّ الْإِخَاءِ يُهَذَّبُ
تَرْعَى الصِّغَارَ، وَتَجْمَعُ الشَّمْلَ
إِذَا تَفَرَّقَ الْأَهْلُ الْكِرَامُ وَأَغْرَبُوا
فِيهَا الصَّلَاحُ، وَفِي رُبَاهَا حِكْمَةٌ
هِيَ نُورُ سَلْقِينَ الَّذِي لَا يُحْجَبُ
وَالْأُخْتُ تَاجُ الْبَيْتِ، نَبْضُ نُبُوءَةٍ
فِيهَا السَّكِينَةُ وَالْحَيَاءُ الْمُرْهَبُ
مِنْهَا الْكَرَامَةُ إِنْ تَكَلَّمَتِ الْعُلَا
وَمِنْ حُرُوفِ وِدَادِهَا مَا يُذْهِبُ
قَسَمٌ بِمَنْ جَعَلَ السَّكِينَةَ طَبْعَهَا
مَا مِثْلُهَا فِي الْعَالَمِينَ تُقَرَّبُ
وَجْهٌ يَفِيضُ مِنَ الرُّجُولَةِ وَقْفَةً
وَعَلَى الْحَيَاءِ سَجَّادَةٌ لَا تَسْلُبُ
إِنْ ضَحِكَتْ عَادَتِ الْحَيَاةُ فَصَاحَةً
وَتَفَتَّحَتْ أَبْوَابُ حُسْنٍ يَسْكُبُ
وَالْجَدَّةُ الْوُسْطَى، بِفَيْضِ حَنَانِهَا
تَنْثَالُ كَالنَّبْعِ الْأَصِيلِ الْمُشْرَبُ
هِيَ أُمُّ أُمٍّ، وَالْحِكَايَاتُ سِحْرُهَا
وَالصَّدْرُ مَأْوًى مِنْ جِرَاحٍ تُقَطَّبُ
فِي كُلِّ تَجْعِيدَةٍ بِوَجْهِ حَنِينِهَا
ذِكْرَى زَمَانٍ بِالْعَفَافِ مُشَبَّبُ
يَا مَنْ تَجَلَّتْ فِي الدُّهُورِ عَظِيمَةً
جَدَّاتُ سَلْقِينَ الْعُلَا لَا تَتَرَّهَبُ
هُنَّ التُّرَاثُ، وَكَنْزُ فَخْرٍ دَائِمٍ
وَلِكُلِّ بَيْتٍ مِنْ عُلَاهُنَّ أَبْوَابُ
وَالْجَدَّةُ الْبَيْضَاءُ لَحْنُ حَضَارَةٍ
وَالْفَضْلُ مِنْ كَفَّيْهَا لَا يُنْهَبُ
جُمِعَتْ بِهَا كُلُّ السِّنِينَ وَقِصَّةٌ
يُرْوَى بِهَا التَّارِيخُ ثُمَّ يُرَحَّبُ
هِيَ سُورَةُ الصَّبْرِ الْكَرِيمِ، وَجَذْوَةٌ
مِنْهَا الْمُرُوءَةُ وَالْعُلَا تَتَرَكَّبُ
فِي حُضْنِهَا تَنْمو الْحَيَاةُ طَهَارَةً
وَعَلَى الدُّعَاءِ جَبِينُهَا يَتَعَشَّبُ
يَا جَدَّتِي، مِنْ نُورِكِ الدُّنْيَا خَجِلَتْ
وَغَدًا تُقِيمُ لِطِيبِ ذِكْرَاكِ الْهُدُبُ
يَا بُنَيَّتِي، يَا فَرْحَةً فِي مُهْجَتِي
أَنْتِ الْحَيَاةُ إِذَا الزَّمَانُ تَغَيَّبُ
أَنْتِ النَّقَاءُ وَإِنْ بَدَتْ خُطُوَاتُكِ
نَهْرٌ مِنَ الْأَخْلَاقِ صَافٍ لَا يَضْطَرِبُ
إِنْ كُنْتِ زَهْرًا، فَالْبُيُوتُ رَيَاحِينٌ
مِنْ حُسْنِكِ الْوَضَّاءِ لَا تَتَغَيَّبُ
مَا أَجْمَلَ الْأَيَّامَ إِنْ نَطَقْتِ بِهَا
فَالصَّوْتُ مِنْكِ مِنَ الْمَسَاءِ يُهْرَبُ
يَا فَخْرَ سَلْقِينَ الْجَمِيلَةِ إِنَّكِ
لِلْبَيْتِ فَجْرٌ كُلُّ نَجْمٍ يَصْحَبُ
وَالْبِنْتُ إِنْ نَبَتَتْ كَرَيْحَانِ الدُّنَا
فَعُطُورُهَا فِي كُلِّ رُوحٍ تُوهَّبُ
يَا زَهْرَةَ الدُّنْيَا، وَيَا طُهْرَ الرُّبَى
مِنْكِ الْبَهَاءُ، وَفِيكِ حُسْنٌ يُرْغَبُ
تَبْنِينَ أُمَّةً، وَتَنْسِجِينَ حَضَارَةً
وَالنُّورُ مِنْ كَفَّيْكِ يَغْمُرُ مُنْخَبُ
أَنْتِ الرَّحِيقُ، وَإِنْ بَدَوْتِ صَبِيَّةً
فَالنُّورُ فِي عَيْنَيْكِ مَا لَا يُسْتَلَبُ
يَا زَهْرَةَ الْبَيْتِ الْجَمِيلَةِ إِنْ بَدَتْ
غَطَّتْ عَلَى كُلِّ الدُّنَا مَا يُحْسَبُ
يَا نِسْوَةَ الْأَمْجَادِ، يَا نَبْضَ الْعُلَا
مِنْكِ الْمَعَانِي بِالشُّمُوخِ تُكْتَبُ
أَنْتُنَّ دُرَرُ الْأَرْضِ، بَلْ تَاجُ السَّمَا
يَا مَنْ بِعِطْرِكُنَّ يُزْهَى الْمَذْهَبُ
سَلْقِينُ إِنْ سَاءَلْتُهَا: مَنْ مَجْدُهَا؟
قَالَتْ: نِسَائِي فَخْرُهَا الْمُتَرَكِّبُ
مَا كَانَ طِيبٌ إِنْ خَلَتْ نِسْوَاتُهَا
فَالطُّهْرُ مِنْ خُطَا الْكَرِيمَاتِ يُلْهَبُ
فِي كَفِّ كُلِّ فَتَاةِ سَلْقِينَ الرُّبَا
عِزٌّ يَضُوعُ، وَمَكَارِمُ أَمْجَادٌ تُنْجَبُ
وَنِسَاؤُنَا طُهْرٌ، وَمِسْكُ خِصَالِهِمْ
أَنْدَى مِنَ الرَّيْحَانِ إِنْ هُوَ يُقْطَبُ
فِي كُلِّ بَيْتٍ سَلْقِينِيٍّ زَهْرَةٌ
تَزْهَى، وَتُزْرِي بِالْحَيَاةِ وَتُعْجَبُ
هُنَّ النَّقَاءُ إِذَا النَّقَاءُ تَزَيَّنَتْ
وَالْفَجْرُ فِي أَرْوَاحِهِنَّ يُحْتَبُ
يَنْسُجْنَ بِالْمَجْدِ الْحَيَاءَ، كَأَنَّمَا
خُلِقَ الْحَيَاءُ لِوَجْهِهِنَّ وَيُرْكَبُ
مِنْهُنَّ قَامَاتُ الْعُلَى، وَسُيُوفُهَا
مِنْ حِلْمِهِنَّ، وَلَا يُرَى مَنْ يُغْضِبُ
وَالْعِلْمُ مِنْهُنَّ الْمَدَى، وَفَضِيلَةٌ
تَعْلُو، إِذَا سَقَطَ الزَّمَانُ وَتَحَجَّبُ
أُمَّهَاتُ عِلْمٍ، صَابِرَاتٌ، قَارِئَاتٌ
لِلنُّورِ، وَالْإِحْسَانُ فِيهِنَّ الْأَقْطَّابُ
فِي كُلِّ فَصْلٍ مِنْ حُرُوفِ قَصِيدَتِي
سَلْقِينُ تَشْرَقُ بِالنِّسَاءِ وَتَرْغَبُ
مَا ضَلَّ شَعْبٌ فِيهِ أُمٌّ حِكْمَةٌ
أَوْ بِنْتُ طُهْرٍ، أَوْ أُخَيَّةُ مُتَهَيِّبُ
أَوْ جَدَّةٌ، تَهْدِي الدُّعَاءَ لِحَفِيدِهَا
فَالدَّعْوَةُ الْغَرَّاءُ مُبَارَكَةٌ لَا تَتَغَيَّبُ
يَا فَخْرَ سَلْقِينَ الْعَظِيمِ بِنِسْوَةٍ
هُنَّ النُّجُومُ، وَلَا سِوَاهُنَّ الشُّهُبُ
مَا زَالَ طِيبُ حَدِيثِهِنَّ مِسْكَةً
تَسْرِي عَلَى وَجْهِ الدُّنَا وَتَتَسَبَّبُ
كَلِمَاتُهُنَّ إِذَا وُضِعْنَ بِجَانِبٍ
غَارَتْ نُجُومُ الشِّعْرِ ثُمَّ تَقْرَّبُ
صَبْرٌ، حَيَاءٌ، عِفَّةٌ، وَمَهَابَةٌ
وَغِنًى، وَطِيبُ الْقَلْبِ لَا يَتَعَذَّبُ
سَلْقِينُ أُنْثَى فِي جَمَالِ فَضَائِلٍ
تُرْوَى، وَتُكْتَبُ، وَالْفَخَارُ يُقَلَّبُ
يَا بِنْتَ قَوْمِي، أَنْتِ طُهْرُ قَصِيدَتِي
وَسَمَاكِ فِي وَجْهِ الْقَصَائِدِ أَلْهَبُ
أَنْتِ الَّتِي لَوْ شَاءَ قَيْسٌ وَصْفَهَا
مَا نَامَ قَبْلَ الْحَرْفِ، بَلْ كَانَ يُغْلَبُ
مَا دَامَ فِي كَفِّ النِّسَاءِ حَيَاؤُهُنْ
فَالْعِزُّ لَا يُسْرَى بِهِ أَوْ يُغْصَبُ
وَسَلَامُ قَلْبِي مَا حَيِيتُ مُخَلَّدٌ
يَبْقَى لِذِكْرِكِ، وَالْوَفَاءُ مُرَتَّبُ
كَحُلِيّ لَيْلٍ فِي عُيُونِ النَّاظِرِينَ
أَوْ طَيْفِ وَرْدٍ فِي الصَّبَاحِ مُقَرَّبُ
أَقْسَمْتُ مَا أَنْسَى الْمَكَارِمَ إِنْ بَدَتْ
فِي وَجْهِكِ الزَّاهِي، وَلَا أَتَضَبَّبُ
فَأَنْتِ أُمُّ الْحَرْفِ، بَلْ تَاجُ السُّنَنْ
وَبِحُسْنِ خُلُقِكِ كُلُّ بَيْتٍ يُعْرَبُ
يَا نِسْوَةَ الْمَجْدِ الَّذِي لَا يَنْثَنِي
فِي سَلْقِينَ الْمَجْدُ بِالْأُنْثَى يُنْسَبُ
مِنْكُنَّ بَدَأْتُ قَصِيدَتِي فَتَوَهَّجَتْ
وَغَدًا بِنُورِ صَدَاكِ تُخْتَمُ الْكُتُبُ
يَا مَنْبَعَ الْأَخْلَاقِ، يَا تَاجَ الْوَرَى
يَا أُنْسَ قَلْبٍ فِي الْخُطُوبِ يُجَرَّبُ
يَا فَخْرَ سَلْقِينَ الْعَظِيمِ بِنِسْوَةٍ
هُنَّ النُّجُومُ، وَلَا سِوَاهُنَّ الشُّهُبُ
مَا زَالَ طِيبُ حَدِيثِهِنَّ مِسْكَةً
تَسْرِي عَلَى وَجْهِ الدُّنَا وَتَتَسَبَّبُ
يَا نِسْوَةَ الْأَمْجَادِ، يَا نَبْضَ الْعُلَا
مِنْكِ الْمَعَانِي بِالشُّمُوخِ تُخَضَّبُ
أَنْتُنَّ دُرَرُ الْأَرْضِ، بَلْ تَاجُ السَّمَا
يَا مَنْ بِعِطْرِكُنَّ يُزْهَى الْمَطَيَّبُ
سَلْقِينُ إِنْ سَاءَلْتُهَا: مَنْ مَجْدُهَا؟
قَالَتْ: نِسَائِي فَخْرُهَا الْمُتَرَكِّبُ
مَا كَانَ طِيبٌ إِنْ خَلَتْ نِسْوَاتُهَا
فَالطُّهْرُ مِنْ خُطَا الْكَرِيمَاتِ يُطيبُ
فِي كَفِّ كُلِّ فَتَاةِ سَلْقِينَ الرُّبَا
عِزٌّ يَضُوعُ، وَمَكَارِمٌ تُعْشَبُ
سَلْقَيْنُ، يَا وَطَنَ الْحَيَاءِ وَصَوْنِهِ
قَدْ جِئْتُ أَكْتُبُ مَا يَلِيقُ وَيُكْتَبُ
جِئْتُ الْقَصَائِدَ تَرْفَعُ الْهَامَاتِ فِي
وَجْهِ الزَّمَانِ، فَكُلُّ بَيْتٍ يُعْجَبُ
هَذَا الْقَصِيدُ سَلَالَةٌ مِنْ طُهْرِكُمْ
مَا زَالَ فِي سِفْرِ الْمَعَانِي يُنْسَبُ
يَا بِنْتَ قَوْمِي، لَسْتِ مِثْلَ خَلِيقَةٍ
سَلْقَيْنُ فِيكِ الْمَكْرُمَاتُ تُرَتَّبُ
وَسَلَامُ قَلْبِي مَا حَيِيتُ مُخَلَّدٌ
يَبْقَى لِذِكْرِكِ، وَالْوَفَاءُ مُرَكَّبُ
146
قصيدة