عدد الابيات : 14
أَيَا مُهْجَةَ الْقَلْبِ، يَا بَدْرَهُ الْأَنْوَرُ
وَيَا زَهْرَةَ الرَّوْضِ إِذْ يَنْضَرُ الزَّهْرُ
مَلَكْتِ الْفُؤَادَ فَمَا لِي سِوَى طَلَلٍ
تُذَكِّرُنِي مِنْكِ مَا كَانَ يَسْتَعِرُ
إِذَا مَا تَبَسَّمْتِ ضَاءَتْ لَنَا ظُلَمٌ
كَأَنَّكِ فِي الْحُسْنِ نُورٌ لَهُ أَثَرُ
لَهَا وَجْنَتَانِ كَوَرْدِ الرُّبَى نَضِرَتْ
يُحَاكِيهِمَا الْمُزْنُ إِذِ الدُّرَرُ يُمْطَرُ
وَفِي مُقْلَتَيْهَا سُهَادٌ يُمِيتُ الْفَتَى
فَمِنْ نَظْرَةٍ تَنْجَلِي الْهِمَّةُ وَالْفِكَرُ
وَإِنْ نَطَقَتْ فَالْمَسَاكِينُ تُسْحَرُهَا
كَأَنَّ حَدِيثَكِ يَا زَيْنَتِي كُلُّهُ سُوَرُ
إِذَا جِئْتُهَا خَافِقَ الْقَلْبِ مُضْطَرِبًا
تَبَدَّدَ خَوْفِي وَكَادَ الْأَسَى يَنْدَثِرُ
لَهَا عِطْفُ غُصْنٍ، وَلِلشَّمْسِ طَلْعَتُهَا
وَلِلْبَدْرِ وَجْهٌ بَدِيعٌ بِهِ يُفْتَخَرُ
وَقَدْ زَادَهَا الْحُسْنُ تِيهًا فَلَا عَجَبٌ
فَهَلْ يَسْتَوِي الدُّرُّ وَالسَّيْفُ إِذْ يُنْحَرُ؟
رُوَيْدَكِ يَا مَهْدَ رُوحِي فَإِنَّنِي
قَتِيلُكِ فِي الْحُبِّ لَا مُنْكِرٌ وَلَا مُعْتَذِرُ
لَئِنْ زُرْتِنِي فِي مَنَامِي فَأَنْتِ بِهِ
حَقِيقَةُ رُوحٍ بِهَا الْقَلْبُ قَدْ يَنْضَرُ
سَلَوْتِ الْوَرَى غَيْرَ أَنِّي بِحُبِّكِ لَمْ
أَزَلْ مُغْرَمًا وَالْهَوَى بِيَ يَسْتَعِرُ
فَيَا زَهْرَةَ الْعُمْرِ، يَا غَايَةَ الْمُنَى
لَكِ الْقَلْبُ حَيًّا وَمَيْتًا، وَهَلْ يُؤْمَرُ؟
135
قصيدة