عدد الابيات : 121
طباعةسَارَتْ عَلَى نَهْجِ الْمَلَاحِمِ وَحْدَهَا
فَكَأَنَّمَا سَطْرُ الْخُلُودِ وَلَّاءُ
سَارَةُ، يَا سِرَّ الْفَصَاحَةِ حِينَمَا
صَاحَتْ بِهَا الْأَرْوَاحُ وَالْأَنْحَاءُ
أَمَّا الْعُيُونُ فَكُلُّهَا لَكِ سُجَّدٌ
وَسُبِيتِ إِذْ عَشِقَتْكِ الْأَضْوَاءُ
وَسَمَتْ بِكِ الْأَحْلَامُ حَتَّى مَا بَقَى
فِي الْحُسْنِ إِلَّا سِحْرُكِ الْوَضَّاءُ
لَكِ مِنْ كَمَالِ الْغِيدِ أَرْفَعُ رُتْبَةٍ
مَا طَالَهَا وَصْفٌ، وَلَا الْإِيحَاءُ
سَارَةُ، وَإِنْ نُسِجَ الْغَرَامُ بِمَدْحِهِمْ
فَأَنْتِ فِيهِمْ سِحْرُ رُوحِهِ وَالْبَهَاءُ
هَيْهَاتَ أَنْ يُرْوَى الْجَمَالُ بِغَيْرِ مَا
سُكِبَتْ بِهِ أَنْفَاسُكِ النَّجْلَاءُ
أَنْتِ الَّتِي سَجَدَ الزَّمَانُ لِذِكْرِهَا
وَتَجَمَّلَتْ بِحَدِيثِهَا الْأَنْحَاءُ
مَنْ ذَا يَرُدُّ الْبَوْحَ عَنْكِ، وَفِي الْهَوَى
كُتِبَتْ بِكِ آيَاتُهُ الزَّهْرَاءُ؟
وَسَقَى الْغَرَامُ، فَكَانَ كَأْسُكِ قَطْرَةً
مِنْهَا تَدَفَّقَ فِي الدُّنَا الْإِغْرَاءُ
كُلُّ الْقَصَائِدِ قَدْ تَقَاصَرَتِ الرُّؤَى
حَتَّى أَتَيْتِ، فَخُطَّ فِيكِ الرَّوَاءُ
يَا مَنْ خُتِمَتْ بِهَا الْقَصَائِدُ، فَانْبَرَى
قَلْبُ الزَّمَانِ، وَكَادَ أَنْ يُغْفَى هَوَاءُ
مُذْ جِئْتِ، وَالْحَرْفُ الْقَدِيمُ تَحَرَّرَتْ
فِيهِ الْمَعَانِي، وَانْتَشَى الْإِمْلَاءُ
مَا عَادَ يُرْجَى لِلْبَيَانِ تَسَوُّلٌ
مَا دَامَ فِيكِ، لِسِحْرِهِ، اسْتِغْنَاءُ
أَنْتِ الْخِتَامُ، وَحُسْنُ كُلِّ بِدَايَةٍ
مِنْكِ ابْتَدَى، وَإِلَيْكِ مَا الْإِنْهَاءُ
سَارَةُ، وَهَلْ فَوْقَ الْمُعَلَّقَةِ الذُّرَى
إِلَّا مَقَامُكِ، فَاسْتَوَى الْإِعْلَاءُ
يَا نَجْمَةً فِي رُوحِنَا مُتَأَلِّقٌ
نُورُ الْمَحَبَّةِ، وَالْبُهَا أَنْدَاءُ
فِيكِ اجْتَمَعَتِ الشَّمْسُ وَالظِّلُّ
الَّذِي لَا يُدْرِكُ الْأَسْرَارَ فِيهِ ذَكَاءُ
وَسَنَابِلُ الْأَشْعَارِ تَنْحَنِي إِذَا
جَاءَ الْجَمَالُ، وَكَانَ فِيهِ دُعَاءُ
فَلَكِ الْخِتَامُ، وَفِي الْخِتَامِ بِدَايَةٌ
سَارَةُ، بِهَا تُخْتَصَرُ الْأَسْمَاءُ
نَبَّأَتْنَا بِنَأْيِهَا ذَاتُ النَّوَى
فَغَدَا النَّوَى مِنْهَا لَنَا إِعْيَاءُ
كَمْ ثَوَى فِي الْقَلْبِ مِنْهَا مَوْطِنٌ
ثُمَّ انْثَنَى، وَظِلَالُهُ إِمْحَاءُ
قَدْ عَهِدْنَا عَهْدَهَا بِذُرَى الْهَوَى
وَغَدًا تَحَوَّلَ ذَلِكَ الْإِخَاءُ
كَمْ سَقَيْنَا الْحُبَّ مِنْ ذَاتِ الدُّجَى
وَرَعَيْنَا مِنْ حَنِينِهِ صَحْرَاءُ
فَإِذَا الْوِشَاحُ مُقَيَّدًا بِوَدًى
وَالْقَلْبُ بَعْدَ الْوُدِّ فِيهِ جَفَاءُ
آذَنَتْنَا، فَانْدَثَرَتْ بِضِحْكِهَا
ذِكْرَى، وَكَانَ ضَيَاعُهَا إِرْجَاءُ
سَحْقًا لِتِلْكَ اللَّحْظَةِ الْمُتَوَهِّجَةِ
حِينَ اسْتَحَالَ وِصَالُهَا إِغْفَاءُ
كَمْ تَهَادَيْنَا الْقُلُوبَ عَلَى الْمُنَى
وَالْيَوْمَ قَلْبُ النَّأْيِ فِيهِ شَقَاءُ
قَدْ رَضِينَا بِالْبِعَادِ تَرَفُّعًا
إِنْ كَانَ يُسْقِينَا الْهَوَى إِغْوَاءُ
فَاصْبِرِي إِنْ عَزَّ فِينَا صَبْرُنَا
وَاحْتَسِبِي، فَالْوَجْدُ فِيهِ بَلَاءُ
لَيْسَ مَنْ يَهْوَى عَلَى عَجَلٍ يُرَى
بَلْ مَنْ بِهِ فِي الْعِشْقِ صَبْرٌ جَاءُ
قَدْ جَعَلْنَا مِنْ صَهِيلِ أَنِينِنَا
نَشْجًا، بِهِ الْأَرْوَاحُ تَسْتَهْوَاءُ
كَمْ سَكَبْتُ اللَّيْلَ فِي لُجَجِ الْأَسَى
وَالدَّمْعُ فِي جَمْرِ الْجَوَى إِطْفَاءُ
وَتَنْسِجُ الذِّكْرَى عَلَى أَهْدَابِنَا
وَشْيَ الْأَسَى، وَتُفِيضُهَا الْأَنْبَاءُ
أَيُّ أَسْمَاءٍ خَلَتْ مِنْ وَعْدِهَا
فَتَبَاعَدَتْ، وَانْجَابَ عَنْهَا الضَّاءُ
سَوْفَ أَبْكِي فِي فِجَاجِ الصَّمْتِ
إِنْ نَادَيْتُهَا، وَاللَّيْلُ فِيهِ دُعَاءُ
لَا تُجِيبُ، كَأَنَّهَا مَا بَيْنَنَا
كَانَتْ، وَلَا فِي قَلْبِهَا إِيوَاءُ
إِنَّمَا الْأَيَّامُ تُبْدِي وُدَّهَا
ثُمَّ تَنْقَلِبُ الْمُنَى هَيْجَاءُ
فَدَعِينِي، مَا أُطِيقُ الْبُعْدَ فِيكِ
وَالْهَوَى فِي مُقْلَتَيْكِ ابْتِلَاءُ
وَاذْكُرِي أَنِّي عَلَى عَهْدِ الْهَوَى
صَبٌّ، لَهُ فِي النَّأْيِ مَا لَا يُرَاءُ
سَارَةُ يَا سِرَّ الضِّيَاءِ وَبَهْجَتِي
فِيكِ الْمَكَارِمُ وَالْعُلَى أَصْدَاءُ
مَا بَيْنَ طَرْفِكِ وَالسُّهَادِ مَحَاجِرِي
تَجْرِي، وَفِيكِ الْحُسْنُ وَالْأَنْوَاءُ
أَبْصَرْتُ فِيكِ مِنَ الْفَضَائِلِ جَنَّةً
وَلَقَدْ نَطَقْتِ، فَالْكَلَامُ دُعَاءُ
يَا مَنْ وَلَدْتِ النُّورَ فِي قَسَمَاتِهَا
أُمُّ الْجَمَالِ، وَفِي حُمَاهَا النَّاءُ
هَلْ خَلَّفَتْ فِي الْأَرْضِ مِثْلَكِ عَائِلَةٌ
سَكَنَ الْعُلَا مِنْ صِيتِهَا النُّجَبَاءُ؟
قَوْمٌ كِرَامٌ، إِنْ ذَكَرْتَ فِعَالَهُمْ
سَكَتَ الزَّمَانُ، وَفُضِّلَ الْإِطْرَاءُ
سُلَالَةٌ مِنْ عِزِّهَا تَتَفَاخَرُ
الْأَيَّامُ، وَالْأَحْقَابُ، وَالْآبَاءُ
فِيهِمْ مِنَ الصَّفْحِ الْجَمِيلِ سِيَاسَةٌ
فِيهِمْ مِنَ النَّدَى صَفَا وَسَخَاءُ
مَا أَكْرَمَ الْغُصْنَ الَّذِي عَنْ طِيبِهِمْ
نَبَتَتْ سَارَةُ، فَهِيَ فِيهِ بَهَاءُ
فِي كُلِّ جَارِحَةٍ لَهَا آيَاتُهَا
وَكَأَنَّهَا لِلدَّهْرِ فِيهِ رَجَاءُ
تَمْشِي، كَأَنَّ الْأَرْضَ تَحْنُو خُطْوَةً
وَتَطِيبُ عِنْدَ مُرُورِهَا الْأَرْجَاءُ
وَتَرِفُّ فِي كَفِّ النَّسِيمِ ثِيَابُهَا
فَتَغَارُ مِنْهَا الشَّمْسُ وَالْأَنْوَاءُ
يَا مَنْ بَعَثْتِ الرُّوحَ فِي كَلِمَاتِنَا
وَتَجَمَّلَتْ بِلُقْيَاكِ هَا الْأَسْمَاءُ
أَقْسَمْتُ إِنَّكِ لِلْحِسَانِ نِهَايَةٌ
وَبِكِ ابْتَدَأَ الْوَصْفُ وَالْإِنْشَاءُ
مَا مَرَّ يَوْمٌ لَمْ يَكُنْ لَكِ ذِكْرُهُ
قِبْلَةُ الْحَنِينِ، وَصَوْتُهُ الْإِغْرَاءُ
كَمْ مَرَّةٍ عَاتَبْتُ وَجْدَكِ دَاخِلِي
وَلَكِنَّ قَلْبِيَ مَا لَهُ إِغْوَاءُ
كُلُّ الْجَمِيلَاتِ الَّتِي قَدْ عُدْنَ لِي
ذِكْرَاكِ وَحْدَكِ عِنْدَهُنَّ فَنَاءُ
أَنْتِ الَّتِي فِي الْقَلْبِ سُكْنَاكِ ارْتَقَى
فَغَدَوْتِ لِي دَارًا، وَأَنْتِ فِنَاءُ
فَإِذَا ذَكَرْتُكِ، زَادَنِي شَوْقٌ، وَهَلْ
تُطْفَى الْقُلُوبُ إِذَا سَرَى الْهَيْجَاءُ؟
يَا زَهْرَةً فِي الْحُسْنِ فَاقَتْ غَادَةً
سَارَةُ يَا أَمَلَ الْهَوَى، وَالضَّاءُ
الْعِشْقُ إِنْ طَهُرَتْ نَوَايَاهُ ارْتَقَى
وَبِهِ النَّجَابَةُ تُولَدُ الْخُلَقَاءُ
وَالْحُبُّ إِنْ نُزِّهَتْ دُرُوبُهُ عَلَا
وَغَدَا لِرُوَّادِهِ الرِّضَا وَالرَّاءُ
مَنْ لَمْ يَكُنْ فِي الْوُدِّ حُرَّ ضَمِيرِهِ
فَالدَّهْرُ عَنْهُ وَمَا لَدَيْهِ سَوَاءُ
مَا كُلُّ طَرْفٍ يُشْتَهَى يُرْجَى بِهِ
فِي الْحُسْنِ مَعْنًى، وَالْوِصَالُ جَزَاءُ
لَكِنَّ سَارَةَ، فِي هَوَاهَا رِفْعَةٌ
لَا تَنْحَنِي، بَلْ تُحْتَذَى النُّجَبَاءُ
كَالشَّمْسِ، لَا تَأْتِي عَلَى طَلَبِ الْهَوَى
وَلَكِنْ لِمَنْ يُجْدَى بِهِ الْإِعْلَاءُ
فَإِذَا أَطَاعَتْكَ الْحَيَاةُ وَلَمْ تَكُنْ
لِرِضَى الْحَبِيبِ مُطِيعَةً... بَلَاءُ
قَدْ كُنْتُ أَزْهَدُ فِي الْمَكَارِمِ كُلِّهَا
حَتَّى رَأَيْتُ بِنُورِهَا الْإِغْرَاءُ
فَإِذَا هِيَ الدُّنْيَا الَّتِي أَهْوَى بِهَا
عَقْلِي، وَقَلْبِي، وَالْعُلَى، وَالْآبَاءُ
مَا نَالَ مَجْدَ الْعَاشِقِينَ مَفَاخِرٌ
إِلَّا إِذَا صُفِّيَ الْهَوَى وَالنَّقَاءُ
إِنَّ النِّسَاءَ كَالدُّرَرْ، لَا تَسْتَوِي
إِلَّا الَّتِي بِمَكَارِمٍ تَتَلَاءَى
وَسَارَةُ عِلْمُ النَّوَايَا وَالْعُلَى
فِي سِرِّهَا لُطْفٌ، وَفِيهَا صَفَاءُ
عَيْنَاكِ يَا سِرَّ الْجَمَالِ عُذُوبَةٌ
يَجْرِي بِهِمَا فِي الْمُهَجِ الْإِرْوَاءُ
وَصَبَاكِ إِنْ هَبَّتْ نَسَائِمُهُ، بَدَا
وَكَأَنَّهُ فِي جِيدِهَا إِيمَاءُ
أَرَأَيْتِ مَنْ عَشِقَ الْكَرِيمَ، وَلَمْ يَكُنْ
إِلَّا عَلَى سُنَنِ الْوَفَا إِغْفَاءُ؟
مَا الْحُبُّ إِنْ لَمْ تَكْتُبْهُ عَلَى الدُّجَى
نَارًا، وَفِي الْمِحْرَابِ مِنْهُ دَمعَاءُ
الْعِشْقُ مَدْرَسَةٌ، وَمَنْ أَدْرَاكَ مَا
دَرْسُ الْوَفَاءِ إِذَا بِهِ الْإِعْلَاءُ
وَسَارَةُ كَانَتْ كِتَابَ يَقِينِيَ
فِيهَا الْجَمَالُ، وَحَوْلَهَا النَّعْمَاءُ
لَا الْفَاتِنَاتُ، وَلَا اللَّيَالِي كُلُّهَا
يُغْنِينَ عَنْ ذِكْرَى بِهَا الْأَشْيَاءُ
سَارَةُ، يَا قِبْلَةَ الْقَصِيدِ، وَصَوْتَهُ
فِيكِ التَّمَامُ، وَبِالْحُرُوفِ بَهَاءُ
يَا مَنْ تَهِيمُ بِكِ الْقُلُوبُ إِذَا بَدَتْ
وَتُصَابُ مِنْ نُورِ الْجَمَالِ ضِيَاءُ
سَارَةُ، يَا تَاجَ الْقَصِيدَةِ وَالْفِدَا
وَبِكِ اكْتَمَلَ لَحْنُهَا وَالْغِنَاءُ
لَوْلَاكِ مَا نَهَضَ الْبَيَانُ بِصَهْوَةٍ
وَلَا اسْتَقَامَتْ فِي الْفُؤَادِ لِوَاءُ
وَلَأَنْتِ، يَا أَنْقَى النِّسَاءِ، قَصِيدَتِي
وَلَكِ انْحَنَتْ كَلِمَاتُنَا الْبَيْدَاءُ
مَنْ ذَا يُضَاهِيكِ الْمَحَاسِنَ سِيرَةً؟
سُجِدَتْ أَمَامَ سُنَاكِ هَا الْعَلْيَاءُ
شِئْتُ الْحَيَاةَ عَلَى هَوَاكِ كَرِيمَةً
مَا دَامَ فِيكِ لِحُبِّنَا إِغْرَاءُ
وَبِكِ ارْتَقَى مَعْنَى الْغَرَامِ، فَلَمْ تَزَلْ
مِنْكِ الْمَعَانِي تَرْتَقِي وَتُضَاءُ
يَا زَهْرَةً فِي عِزِّهَا لَا تُجْتَنَى
إِلَّا لِمَنْ صَفَتِ الدُّرُوبُ وَفَاءُ
سَارَةُ، وَإِنْ نَامَ الزَّمَانُ، فَإِنَّنِي
فِي عِشْقِكِ الْمُتَوَقِّدِ السَّهْرَاءُ
مَا كُلُّ قَلْبٍ يَسْتَحِقُّ هَوَاكِ، بَلْ
قَلْبٌ تَسَامَى، وَالْقُلُوبُ سَوَاءُ
قَدْ عَلَّقْتُكِ فِي الضُّلُوعِ وِسَادَةً
وَسَكَنْتِ فِي وُجْدَانِنَا الْأَرْجَاءُ
سَارَةُ، إِذَا نَطَقَتْ حُرُوفُكِ أَزْهَرَتْ
فِي الدَّهْرِ أَفْلَاكٌ، وَغَنَّى الْمَاءُ
وَإِذَا سَكَتِّ، فَالصَّدَى مِنْ صَمْتِكِ
يَرْوِي، وَتَنْسَكِبُ بِهِ الْأَنْبَاءُ
أَنْتِ الَّتِي كَتَبَتْكِ رُوحِي مَوْطِنًا
وَعَلَيْكِ مِنْ نُسُكِ الْهَوَى الْإِعْلَاءُ
أَقْسَمْتُ أَنْ لَا حُبَّ بَعْدَكِ قَائِمًا
فَأَنْتِ فِيهِ مَطَالِعٌ وَخَفَاءُ
إِنْ كَانَ حُسْنُ النَّاسِ يَشْبِهُ بَعْضَهُ
فَأَنْتِ وَحْدَكِ لَا يُشَبِّهُ مَاءُ
يَا آيَةً فِي الْكَوْنِ نُسِجَ نُورُهَا
مِنْ ضَوْءِ رُوحٍ سَاجِيٍ وَبَهَاءُ
لَوْ قِيلَ مَنْ لِلْكَوْنِ يُجْلَى سِحْرُهُ؟
قُلْتُ: الَّتِي مِنْهَا جَرَى الْإِمْلَاءُ
فَسَلَامُ مَنْ كَتَبَ الْغَرَامَ، وَقَدْ رَوَى
بِالْحَرْفِ أَنَّ سَارَةَ هِيَ الْعَلْيَاءُ
يَا سَارَةُ، وَالْمَجْدُ عَنْكِ يُرْوَى، وَهَلْ
تُمْحَى إِذَا ذُكِرَتْ لَهَا الْأَسْمَاءُ؟
سَارَتْ عَلَى نَهْجِ الْمَلَاحِمِ وَحْدَهَا
فَكَأَنَّمَا سَطْرُ الْخُلُودِ دُعَاءُ
سَارَةُ، يَا سِرَّ الْفَصَاحَةِ حِينَمَا
صَاحَتْ بِهَا الْأَرْوَاحُ وَالْأَنْحَاءُ
أَمَّا الْعُيُونُ فَكُلُّهَا لَكِ سُجَّدَتْ
وَسُبِيتِ إِذْ عَشِقَتْكِ الْأَضْوَاءُ
وَسَمَتْ بِكِ الْأَحْلَامُ حَتَّى مَا بَقَى
فِي الْحُسْنِ إِلَّا سِحْرُكِ الْوَضَّاءُ
لَكِ مِنْ كَمَالِ الْغِيدِ أَرْفَعُ رُتْبَةٍ
مَا طَالَهَا وَصْفٌ، وَلَا الْإِيحَاءُ
سَارَةُ، وَإِنْ نُسِجَ الْغَرَامُ بِمَدْحِهِمْ
فَأَنْتِ فِيهِمْ رُوحُهُ وَالْبَهَاءُ
هَيْهَاتَ أَنْ يُرْوَى الْجَمَالُ بِغَيْرِ مَا
سُكِبَتْ بِهِ أَنْفَاسُكِ النَّجْلَاءُ
أَنْتِ الَّتِي سَجَدَ الزَّمَانُ لِذِكْرِهَا
وَتَجَمَّلَتْ بِحَدِيثِهَا الْأَنْحَاءُ
مَنْ ذَا يَرُدُّ الْبَوْحَ عَنْكِ، وَفِي الْهَوَى
كُتِبَتْ بِكِ آيَاتُهُ الزَّهْرَاءُ؟
وَسَقَى الْغَرَامُ، فَكَانَ كَأْسُكِ قَطْرَةً
مِنْهَا تَدَفَّقَ فِي الدُّنَا الْإِغْرَاءُ
كُلُّ الْقَصَائِدِ قَدْ تَقَاصَرَتِ الرُّؤَى
حَتَّى أَتَيْتِ، فَخُطَّ فِيكِ الرَّوَاءُ
يَا مَنْ خُتِمَتْ بِهَا الْقَصَائِدُ، فَانْبَرَى
قَلْبُ الزَّمَانِ، وَكَادَ أَنْ يُغْفَى هَوَاءُ
مُذْ جِئْتِ، وَالْحَرْفُ الْقَدِيمُ تَحَرَّرَتْ
فِيهِ الْمَعَانِي، وَانْتَشَى الْإِمْلَاءُ
مَا عَادَ يُرْجَى لِلْبَيَانِ تَسَوُّلٌ
مَا دَامَ فِيكِ، لِسِحْرِهِ، اسْتِغْنَاءُ
أَنْتِ الْخِتَامُ، وَحُسْنُ كُلِّ بِدَايَةٍ
مِنْكِ ابْتَدَى، وَإِلَيْكِ مَا الْإِنْهَاءُ
سَارَةُ، وَهَلْ فَوْقَ الْمُعَلَّقَةِ الذُّرَى
إِلَّا مَقَامُكِ، فَاسْتَوَى الْإِعْلَاءُ
يَا نَجْمَةً فِي رُوحِنَا مُتَأَلِّقٌ
نُورُ الْمَحَبَّةِ، وَالْبُهَا أَنْدَاءُ
فِيكِ اجْتَمَعَتِ الشَّمْسُ وَالظِّلُّ
الَّذِي لَا يُدْرِكُ الْأَسْرَارَ فِيهِ ذَكَاءُ
وَسَنَابِلُ الْأَشْعَارِ تَنْحَنِي إِذَا
جَاءَ الْجَمَالُ، وَكَانَ فِيهِ دُعَاءُ
فَلَكِ الْخِتَامُ، وَفِي الْخِتَامِ بِدَايَةٌ
سَارَةُ، بِهَا تُخْتَصَرُ الْأَسْمَاءُ
146
قصيدة