الديوان » عمار شاهر قرنفل - الرحال » سَارَةُ وَالْوَفَاءُ الْأَبَدِيُّ

عدد الابيات : 24

طباعة

أَلَا يَا سَـــرَاءُ الرُّوحِ فِيكِ مُعَذَّبُ

وَهَلْ يَرْحَـــلُ الْعِشْقُ الْقَدِيمُ وَيَذْهَبُ؟

جَفَا الْجَفْنُ إِلَّا مِنْ خَيَالٍ مُؤَرَّقٍ

يُقَضِّيهِ وَجْـــدٌ لَا يُـــرَامُ وَيُـــحْجَبُ

سَرَتْ فِي دَمِي، وَالْأَجَـــلُ الْيَوْمَ وَاقِفٌ

كَسَيْـــفٍ عَلَى نَحْـــرِي يَمُرُّ وَيُرْهِبُ

أَلَا فَاسْمَعِي، فَالـــرُّوحُ تَهْذِي بِحُبِّهَا

وَفِي كُـــلِّ نَفْسٍ لِلْـــوَفَاءِ تَرَكُّبُ

كَأَنَّ الْمَنَـــايَا لَحْنُ شَـــوْقٍ مُؤَجَّلٍ

تُرَنِّمُـــهُ الْأَيَّامُ وَالْحَظُّ أَشْـــيَبُ

رَأَيْتُ سَـــوَادَ الْمَوْتِ بَيْنَ أَجْفُنِي

فَهَلْ تَذْكُـــرِينَ الْعَهْـــدَ وَالْوُدَّ أَقْرَبُ؟

سَلِينِي عَنِ الْحُـــبِّ الَّذِي كَانَ صَادِقًا

وَكَيْفَ غَـــدَوْنَا فِي الْهَـــوَى نَتَقَلَّبُ

تَوَاعَدْنَـــا أَلَّا يَشُـــوبَ غَرَامَنَا

رِيَـــاحُ الْأَسَـــى أَوْ دَهْرُ جَوْرٍ مَغْضَبُ

وَهَا أَنَـــذَا فِي الْحَتْفِ أَسْأَلُ مُهْجَتِي

أَمَا كُنْـــتُ أَهْـــوَاهَا وَوُدِّي مُرَحَّبُ؟

وَإِنِّي وَإِنْ شَـــحَّ الزَّمَانُ بِقُرْبِهَا

لَقَـــدْ كُنْتُ بِالْعَهْـــدِ الْقَدِيمِ مُثَبَّبُ

وَفِي الْمَوْتِ أَنْفَـــاسٌ تَهِيمُ بِلَحْظِهَا

إِذَا قِيلَ سَـــارَةُ، طَابَ جُرْحِيَ يُعَذَّبُ

أَيَا لَيْتَ أَيَّامِي تَـــدُومُ لِقُرْبِكُمْ

فَإِنِّي بِنُـــورِ الْوَجْـــدِ مَا زِلْتُ أَلْهَبُ

وَإِنِّي وَإِنْ شَـــطَّ الطَّرِيقُ عَنِ الْمُنَى

أَرَى فِي عُيُونِ الْحُـــبِّ دَرْبًا وَأَكْسَبُ

أَلَا فَاحْمِلِـــينِي فِي فُـــؤَادِكِ لَحْظَةً

فَقَلْـــبِي إِلَى ذِكْرَاكِ لَا زَالَ يَنْسَبُ

وَفِي اللَّحْظَةِ الْخَرْسَـــاءِ حَيْثُ تَجَلَّدَتْ

دُمُوعِي بِـــدَمْعِ الْعَـــاشِقِينَ تُصَـــبِّبُ

فَلَا تُطْفِئِي بِالنَّأْيِ نَـــارَ مَشَاعِرِي

فَإِنَّ الْهَوَى يَحْيَـــا، وَإِنَّ الْفَتَى يُعجبُ

إِذَا مَا تَنَفَّسَ فَجْرُ رُوحِـــي لِلْعُلَى

وَرَاحَتْ خَطَـــايَا الْأَرْضِ عَنِّي تَهْرُبُ

سَأَذْكُـــرُ أَنَّ الْحُبَّ لَا مَـــوْتَ بَعْدَهُ

وَأَنَّكِ فِي ذِكْـــرَى الْفُـــؤَادِ مُقَرَّبُ

فَلَا تَبْكِـــي يَوْمًا حِينَ تَلْقِينَ خَبَرَتِي

فَإِنِّي بِقَلْبِ الْحُـــبِّ أَحْيَا وَأُعْجَبُ

وَإِنْ قِيلَ: مَاتَ الْعَـــاشِقُ الْعَذْبُ، إِنَّمَا

هُـــوَ الْعِشْقُ فِي عَيْنَيْكِ حَيًّا يُـــرَتِّبُ

فَيَا سَـــارَةُ، لَا تَنْسَيْ فُؤَادِي وَحُبَّهُ

فَإِنَّ الْهَـــوَى وَعْدٌ، وَوَعْدُكِ أَقْرَبُ

وَهَذَا الْوَدَاعُ الْحُلْوُ مُـــرٌّ مَذَاقُهُ

كَأَنَّـــيَ فِي كَأْسِ الْفِـــرَاقِ مُجَـــرَّبُ

إِذَا غَابَ جَسَـــمِي فَاذْكُرِي أَنَّ رُوحَـــنَا

تَآلَفَتِ الْأَيَّـــامُ فِيهَا وَتَـــرْحَبُ

فَأَنَا فِي السَّـــمَاءِ نَجْمَةٌ لَنْ تُفَارِقَكِ

وَإِنْ مِتُّ… فَالْحُـــبُّ الْجَمِيلُ سَيُكْتَبُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عمار شاهر قرنفل - الرحال

عمار شاهر قرنفل - الرحال

146

قصيدة

عمار شاهر قرنفل، كاتب وشاعر ومدوّن، يحمل دبلومًا في القانون الدولي من كلية الحقوق بجامعة حلب. وُلد في سلقين في 31 مارس 1972، فكان للحروف فيه ميلاد آخر. عاشق للشعر، رحّال بين الكلمات والمعاني،

المزيد عن عمار شاهر قرنفل - الرحال

أضف شرح او معلومة