الديوان » العصر الأندلسي » القحطاني الأندلسي » نونية القحطاني ( يا منزل الآيات والفرقان )

عدد الابيات : 689

طباعة

يَا مُنْزِلَ الآيَاتِ وَالْفُرْقَانِ

بَيْنِي وَبَيْنَكَ حُرْمَةُ الْقُرْآنِ

اِشْرَحْ بِهِ صَدْرِي لِمَعْرِفَةِ الْهُدَى

وَاعْصِمْ بِهِ قَلْبِي مِنَ الشَّيْطَانِ

يَسِّرْ بِهِ أَمْرِي وَأَقْضِ مَآرِبِي

وَأَجِرْ بِهِ جَسَدِي مِنَ النِّيرَانِ

وَاحْطُطْ بِهِ وِزْرِي وَأَخْلِصْ نِيَّتِي

وَاشْدُدْ بِهِ أَزْرِي وَأَصْلِحْ شَانِي

وَاكْشِفْ بِهِ ضُرِّي وَحَقِّقْ تَوْبَتِي

وَارْبِحْ بِهِ بَيْعِي بِلاَ خُسْرَانِ

طَهِّرْ بِهِ قَلْبِي وَصَفِّ سَرِيرَتِي

أَجْمِلْ بِهِ ذِكْرِي وَأَعْلِ مَكَانِي

وَاقْطَعْ بِهِ طَمَعِي وَشَرِّفْ هِمَّتِي

كَثِّرْ بِهِ وَرَعِي وَأَحْيِ جَنَانِي

أَسْهِرْ بِهِ لَيْلِي وَأَظْمِ جَوَارِحِي

أَسْبِلْ بِفَيْضِ دُمُوعِهَا أَجْفَانِي

اِمْزِجْهُ يَا رَبِّي بِلَحْمِي مَعْ دَمِي

وَاغْسِلْ بِهِ قَلْبِي مِنَ الأَضْغَانِ

أَنْتَ الَّذِي صَوَّرْتَنِي وَخَلَقْتَنِي

وَهَدَيْتَنِي لِشَرَائِعِ الإِيمَانِ

أَنْتَ الَّذِي عَلَّمْتَنِي وَرَحِمْتَنِي

وَجَعَلْتَ صَدْرِي وَاعِيَ الْقُرْآنِ

أَنْتَ الَّذِي أَطْعَمْتَنِي وَسَقَيْتَنِي

مِنْ غَيْرِ كَسْبِ يَدٍ وَلاَ دُكَّانِ

وَجَبَرْتَنِي وَسَتَرْتَنِي وَنَصَرْتَنِي

وَغَمَرْتَنِي بِالْفَضْلِ وَالإِحْسَانِ

أَنْتَ الَّذِي آوَيْتَنِي وَحَبَوْتَنِي

وَهَدَيْتَنِي مِنْ حَيْرَةِ الْخِذْلاَنِ

وَزَرَعْتَ لِي بَيْنَ الْقُلُوبِ مَوَدَّةً

وَعَطَفْتَ مِنْكَ بِرَحْمَةٍ وَحَنَانِ

وَنَشَرْتَ لِي في الْعَالَمِينَ مَحَاسِنًا

وَسَتَرْتَ عَنْ أَبْصَارِهِمْ عِصْيَانِي

وَجَعَلْتَ ذِكْرِي في الْبَرِيَّةِ شَائِعًا

حَتَّى جَعَلْتَ جَمِيعَهُمْ إِخْوَانِي

وَاللهِ لَوْ عَلِمُوا قَبِيحَ سَرِيرَتِي

لأَبَى السَّلاَمَ عَلَيَّ مَنْ يَلْقَانِي

وَلأَعْرَضُوا عَنِّي وَمَلُّوا صُحْبَتِي

وَلَبُؤْتُ بَعْدَ كَرَامَةٍ بِهَوَانِ

لَكِنْ سَتَرْتَ مَعَايِبِي وَمَثَالِبِي

وَحَلِمْتَ عَنْ سَقَطِي وَعَنْ طُغْيَانِي

فَلَكَ الْمَحَامِدُ وَالْمَدَائِحُ كُلُّهَا

بِخَوَاطِرِي وَجَوَارِحِي وَلِسَانِي

وَلَقَدْ مَنَنْتَ عَلَيَّ رَبِّ بِأَنْعُمٍ

مَا لِي بَشُكْرِ أَقَلِّهِنَّ يَدَانِ

فَوَحَقِّ حِكْمَتِكَ الَّتِي آتَيْتَنِي

حَتَّى شَدَدتَّ بِنُورِهَا بُرْهَانِي

لَئِنِ اجْتَبَتْنِي مِنْ رِضَاكَ مَعُونَةٌ

حَتَّى تُقَوِّيَ أَيْدُهَا إِيمَانِي

لأُسَبِّحَنَّكَ بُكْرَةً وَعَشِيَّةً

وَلَتَخْدُمَنَّكَ في الدُّجَى أَرْكَانِي

وَلأَذْكُرَنَّكَ قَائِمًا أَوْ قَاعِدًا

وَلأَشْكُرَنَّكَ سَائِرَ الأَحْيَانِ

وَلأَكْتُمَنَّ عَنِ الْبَرِيَّةِ خَلَّتِي

وَلأَشْكُوَنَّ إِلَيْكَ جَهْدَ زَمَانِي

وَلأَقْصِدَنَّكَ في جَمِيعِ حَوَائِجِي

مِنْ دُونِ قَصْدِ فُلاَنَةٍ وَفُلاَنِ

وَلأَحْسُمَنَّ عَنِ الأَنَامِ مَطَامِعِي

بِحُسَامِ يَأْسٍ لَمْ تَشُبْهُ بَنَانِي

وَلأَجْعَلَنَّ رِضَاكَ أَكْبَرَ هِمَّتِي

وَلأَضْرِبَنَّ مِنَ الْهَوَى شَيْطَانِي

وَلأَكْسُوَنَّ عُيُوبَ نَفْسِي بِالتُّقَى

وَلأَقْبِضَنَّ عَنِ الْفُجُورِ عِنَانِي

وَلأَمْنَعَنَّ النَّفْسَ عَنْ شَهَوَاتِهَا

وَلأَجْعَلَنَّ الزُّهْدَ مِنْ أَعْوَانِي

وَلأَتْلُوَنَّ حُرُوفَ وَحْيِكَ في الدُّجَى

وَلأُحْرِقَنَّ بِنُورِهِ شَيْطَانِي

أَنْتَ الَّذِي يَا رَبِّ قُلْتَ حُرُوفَهُ

وَوَصَفْتَهُ بِالْوَعْظِ وَالتِّبْيَانِ

وَنَظَمْتَهُ بِبَلاَغَةٍ أَزَلِيَّةٍ

تَكْيِيفُهَا يَخْفَى عَلَى الأَذْهَانِ

وَكَتَبْتَ في اللَّوْحِ الْحَفِيظِ حُرُوفَهُ

مِنْ قَبْلِ خَلْقِ الْخَلْقِ في أَزْمَانِ

فَاللهُ رَبِّي لَمْ يَزَلْ مُتَكَلِّمًا

حَقًّا إِذَا مَا شَاءَ ذُو إِحْسَانِ

نَادَى بِصَوْتٍ حِينَ كَلَّمَ عَبْدَهُ

مُوسَى فَأَسْمَعَهُ بِلاَ كِتْمَانِ

وَكَذَا يُنَادِي في الْقِيَامَةِ رَبُّنَا

جَهْرًا فَيَسْمَعُ صَوْتَهُ الثَّقَلاَنِ

أَنْ يَا عِبَادِي أَنْصِتُوا لِي وَاسْمَعُوا

قَوْلَ الإِلَهِ الْمَالِكِ الدَّيَّانِ

هَذَا حَدِيثُ نَبِيِّنَا عَنْ رَبِّهِ

صِدْقًا بِلاَ كَذِبٍ وَلاَ بُهْتَانِ

لَسْنَا نُشَبِّهُ صَوْتَهُ بِكَلاَمِنَا

إِذْ لَيْسَ يُدْرَكُ وَصْفُهُ بِعِيَانِ

لاَ تَحْصُرُ الأَوْهَامُ مَبْلَغَ ذَاتِهِ

أَبَدًا وَلاَ يَحْوِيهِ قُطْرُ مَكَانِ

وَهُوَ الْمُحِيطُ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمُهُ

مِنْ غَيْرِ إِغْفَالٍ وَلاَ نِسْيَانِ

مَنْ ذَا يُكَيِّفُ ذَاتَهُ وَصَفَاتِهِ

وَهُوَ الْقَدِيمُ مُكَوِّنُ الأَكْوَانِ

سُبْحَانَهُ مَلِكًا عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى

وَحَوَى جَمِيعَ الْمُلْكِ وَالسُّلْطَانِ

وَكَلاَمُهُ الْقُرْآنُ أَنْزَلَ آيَهُ

وَحْيًا عَلَى الْمَبْعُوثِ مِنْ عَدْنَانِ

صَلَّى عَلَيْهِ اللهُ خَيْرَ صَلاَتِهِ

مَا لاَحَ في فَلَكَيْهِمَا الْقَمَرَانِ

هُوَ جَاءَ بِالْقُرْآنِ مِنْ عِنْدِ الَّذِي

لاَ تَعْتَرِيهِ نَوَائِبُ الْحَدَثَانِ

تَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ وَوَحْيُهُ

بِشَهَادَةِ الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ

وَكَلاَمُ رَبِّي لاَ يَجِيءُ بِمِثْلِهِ

أَحَدٌ وَلَوْ جُمِعَتْ لَهُ الثَّقَلاَنِ

وَهُوَ الْمَصُونُ مِنَ الأَبَاطِلِ كُلِّهَا

وَمِنَ الزِّيَادَةِ فِيهِ وَالنُّقْصَانِ

مَنْ كَانَ يَزْعُمُ أَنْ يُبَارِيَ نَظْمَهُ

وَيَرَاهُ مِثْلَ الشِّعْرِ وَالْهَذَيَانِ

فَلْيَأْتِ مِنْهُ بِسُورَةٍ أَوْ آيَةٍ

فَإِذَا رَأَى النَّظْمَيْنِ يَشْتَبِهَانِ

فَلْيَنْفَرِدْ بِاسْمِ الأُلُوهَةِ وَلْيَكُنْ

رَبَّ الْبَرِيَّةِ وَلْيَقُلْ سُبْحَانِي

فَإِذَا تَنَاقَضَ نَظْمُهُ فَلْيَلْبَسَنْ

ثَوْبَ النَّقِيصَةِ صَاغِرًا بِهَوَانِ

أَوْ فَلْيُقِرَّ بِأَنَّهُ تَنْزِيلُ مَنْ

سَمَّاهُ في نَصِّ الْكِتَابِ مَثَانِي

لاَ رَيْبَ فِيهِ بِأَنَّهُ تَنْزِيلُهُ

وَبِدَايَةُ التَّنْزِيلِ في رَمَضَانِ

اللهُ فَصَّلَهُ وَأَحْكَمَ آيَهُ

وَتَلاَهُ تَنْزِيلاً بِلاَ أَلْحَانِ

هُوَ قَوْلُهُ وَكَلاَمُهُ وَخِطَابُهُ

بِفَصَاحَةٍ وَبَلاَغَةٍ وَبَيَانِ

هُوَ حُكْمُهُ هُوَ عِلْمُهُ هُوَ نُورُهُ

وَصِرَاطُهُ الْهَادِي إِلَى الرِّضْوَانِ

جَمَعَ الْعُلُومَ دَقِيقَهَا وَجَلِيلَهَا

فَبِهِ يَصُولُ الْعَالِمُ الرَّبَّانِي

كَلِمَاتُهُ مَنْظُومَةٌ وَحُرُوفُهُ

بِتَمَامِ أَلْفَاظٍ وَحُسْنِ مَعَانِي

قَصَصٌ عَلَى خَيْرِ الْبَرِيَّةِ قَصَّهُ

رَبِّي فَأَحْسَنَ أَيَّمَا إِحْسَانِ

وَأَبَانَ فِيهِ حَلاَلَهُ وَحَرَامَهُ

وَنَهَى عَنِ الآثَامِ وَالْعِصْيَانِ

مَنْ قَالَ إِنَّ اللهَ خَالِقُ قَوْلِهِ

فَقَدِ اسْتَحَلَّ عِبَادَةَ الأَوْثَانِ

مَنْ قَالَ فِيهِ عِبَارَةٌ وَحِكَايَةٌ

فَغَدًا يُجَرَّعُ مِنْ حَمِيمٍ آنِ

مَنْ قَالَ إِنَّ حُرُوفَهُ مَخْلُوقَةٌ

فَالْعَنْهُ ثُمَّ اهْجُرْهُ كُلَّ أَوَانِ

لاَ تَلْقَ مُبْتَدِعًا وَلاَ مُتَزَنْدِقًا

إِلاَّ بِعَبْسَةِ مَالِكِ الْغَضْبَانِ

وَالْوَقْفُ في الْقُرْآنِ خُبْثٌ بَاطِلٌ

وَخِدَاعُ كُلِّ مُذَبْذَبٍ حَيْرَانِ

قُلْ غَيْرُ مَخْلُوقٍ كَلاَمُ إِلَهِنَا

وَاعْجَلْ وَلاَ تَكُ في الإِجَابَةِ وَانِي

أَهْلُ الشَّرِيعَةِ أَيْقَنُوا بِنُزُولِهِ

وَالْقَائِلُونَ بِخَلْقِهِ شَكْلاَنِ

وَتَجَنَّبِ اللَّفْظَيْنِ إِنَّ كِلَيْهِمَا

وَمَقَالَ جَهْمٍ عِنْدَنَا سِيَّانِ

يَا أَيُّهَا السُّنِّيُّ خُذْ بِوَصِيَّتِي

وَاخْصُصْ بِذَلِكَ جُمْلَةَ الإِخْوَانِ

وَاقْبَلْ وَصِيَّةَ مُشْفِقٍ مُتَوَدِّدٍ

وَاسْمَعْ بِفَهْمٍ حَاضِرٍ يَقْظَانِ

كُنْ في أُمُورِكَ كُلِّهَا مُتَوَسِّطًا

عَدْلاً بِلاَ نَقْصٍ وَلاَ رُجْحَانِ

وَاعْلَمْ بِأَنَّ اللهَ رَبٌّ وَاحِدٌ

مُتَنَزِّهٌ عَنْ ثَالِثٍ أَوْ ثَانِ

الأَوَّلُ الْمُبْدِي بِغَيْرِ بِدَايَةٍ

وَالآخِرُ الْمُفْنِي وَلَيْسَ بِفَانِ

وَكَلاَمُهُ صِفَةٌ لَهُ وَجَلاَلَةٌ

مِنْهُ بِلاَ أَمَدٍ وَلاَ حِدْثَانِ

رُكْنُ الدِّيَانَةِ أَنْ تُصَدِّقَ بِالْقَضَا

لاَ خَيْرَ في بَيْتٍ بِلاَ أَرْكَانِ

اللهُ قَدْ عَلِمَ السَّعَادَةَ وَالشَّقَا

وَهُمَا وَمَنْزِلَتَاهُمَا ضِدَّانِ

لاَ يَمْلِكُ الْعَبْدُ الضَّعِيفُ لِنَفْسِهِ

رُشْدًا وَلاَ يَقْدِرْ عَلَى خِذْلاَنِ

سُبْحَانَ مَنْ يُجْرِي الأُمُورَ بِحِكْمَةٍ

في الْخَلْقِ بِالأَرْزَاقِ وَالْحِرْمَانِ

نَفَذَتْ مَشِيئَتُهُ بِسَابِقِ عِلْمِهِ

في خَلْقِهِ عَدْلاً بِلاَ عُدْوَانِ

وَالْكُلُّ في أُمِّ الْكِتَابِ مُسَطَّرٌ

مِنْ غَيْرِ إِغْفَالٍ وَلاَ نُقْصَانِ

فَاقْصِدْ هُدِيتَ وَلاَ تَكُنْ مُتَغَالِيًا

إِنَّ الْقُدُورَ تَفُورُ بِالْغَلَيَانِ

دِنْ بِالشَّرِيعَةِ وَالْكِتَابِ كِلَيْهِمَا

فَكِلاَهُمَا لِلدِّينِ وَاسِطَتَانِ

وَكَذَا الشَّرِيعَةُ وَالْكِتَابُ كِلاَهُمَا

بِجَمِيعِ مَا تَأْتِيهِ مُحْتَفِظَانِ

وَلِكُلِّ عَبْدٍ حَافِظَانِ لِكُلِّ مَا

يَقَعُ الْجَزَاءُ عَلَيْهِ مَخْلُوقَانِ

أُمِرَا بِكَتْبِ كَلاَمِهِ وَفِعَالِهِ

وَهُمَا لأَمْرِ اللهِ مُؤْتَمِرَانِ

وَاللهُ صِدْقٌ وَعْدُهُ وَوَعِيدُهُ

مِمَّا يُعَايِنُ شَخْصَهُ الْعَيْنَانِ

وَاللهُ أَكْبَرُ أَنْ تُحَدَّ صِفَاتُهُ

أَوْ أَنْ يُقَاسَ بِجُمْلَةِ الأَعْيَانِ

وَحَيَاتُنَا في الْقَبْرِ بَعْدَ مَمَاتِنَا

حَقٌّ وَيَسْأَلُنَا بِهِ الْمَلَكَانِ

وَالْقَبْرُ صَحَّ نَعِيمُهُ وَعَذَابُهُ

وَكِلاَهُمَا لِلنَّاسِ مُدَّخَرَانِ

وَالْبَعْثُ بَعْدَ الْمَوْتِ وَعْدٌ صَادِقٌ

بِإِعَادَةِ الأَرْوَاحِ في الأَبْدَانِ

وَصِرَاطُنَا حَقٌّ وَحَوْضُ نَبِيِّنَا

صِدْقٌ لَهُ عَدَدُ النُّجُومِ أَوَانِي

يُسْقَى بِهَا السُّنِّيُّ أَعْذَبَ شَرْبَةٍ

وَيُذَادُ كُلُّ مُخَالِفٍ فَتَّانِ

وَكَذَلِكَ الأَعْمَالُ يَوْمَئِذٍ تُرَى

مَوْضُوعَةً في كَِفَّةِ الْمِيزَانِ

وَالْكُتْبُ يَوْمَئِذٍ تَطَايَرُ في الْوَرَى

بِشَمَائِلِ الأَيْدِي وَبِالأَيْمَانِ

وَاللهُ يَوْمَئِذٍ يَجِيءُ لِعَرْضِنَا

مَعَ أَنَّهُ في كُلِّ وَقْتٍ دَانِ

وَالأَشْعَرِيُّ يَقُولُ يَأْتِي أَمْرُهُ

وَيَعِيبُ وَصْفَ اللهِ بِالإِتْيَانِ

وَاللهُ في الْقُرْآنِ أَخْبَرَ أَنَّهُ

يَأْتِي بِغَيْرِ تَنَقُّلٍ وَتَدَانِ

وَعَلَيْهِ عَرْضُ الْخَلْقِ يَوْمَ مَعَادِهِمْ

لِلْحُكْمِ كَيْ يَتَنَاصَفَ الْخَصْمَانِ

وَاللهُ يَوْمَئِذٍ نَرَاهُ كَمَا نَرَى

قَمَرًا بَدَا لِلسِّتِّ بَعْدَ ثَمَانِ

يَوْمُ الْقِيَامَةِ لَوْ عَلِمْتَ بِهَوْلِهِ

لَفَرَرْتَ مِنْ أَهْلٍ وَمِنْ أَوْطَانِ

يَوْمٌ تَشَقَّقَتِ السَّمَاءُ لِهَوْلِهِ

وَتَشِيبُ فِيهِ مَفَارِقُ الْوِلْدَانِ

يَوْمٌ عَبُوسٌ قَمْطَرِيرٌ شَرُّهُ

في الْخَلْقِ مُنْتَشِرٌ عَظِيمُ الشَّانِ

وَالْجَنَّةُ الْعُلْيَا وَنَارُ جَهَنَّمٍ

دَارَانِ لِلْخَصْمَيْنِ دَائِمَتَانِ

يَوْمٌ يَجِيءُ الْمُتَّقُونَ لِرَبِّهِمْ

وَفْدًا عَلَى نُجُبٍ مِنَ الْعِقْيَانِ

وَيَجِيءُ فِيهِ الْمُجْرِمُونَ إِلَى لَظَى

يَتَلَمَّظُونَ تَلَمُّظَ الْعَطْشَانِ

وَدُخُولُ بَعْضِ الْمُسْلِمِينَ جَهَنَّمٍ

بِكَبَائِرِ الآثَامِ وَالطُّغْيَانِ

وَاللهُ يَرْحَمُهُمْ بِصِحَّةِ عَقْدِهِمْ

وَيُبَدَّلُوا مِنْ خَوْفِهِمْ بِأَمَانِ

وَشَفِيعُهُمْ عِنْدَ الْخُرُوجِ مُحَمَّدٌ

وَطُهُورُهُمْ في شَاطِئِ الْحَيَوَانِ

حَتَّى إِذَا طَهُرُوا هُنَالِكَ أُدْخِلُوا

جَنَّاتِ عَدْنٍ وَهْيَ خَيْرُ جِنَانِ

فَاللهُ يَجْمَعُنَا وَإِيَّاهُمْ بِهَا

مِنْ غَيْرِ تَعْذِيبٍ وَغَيْرِ هَوَانِ

وَإِذَا دُعِيتَ إِلَى أَدَاءِ فَرِيضَةٍ

فَانْشَطْ وَلاَ تَكُ في الإِجَابَةِ وَانِي

قُمْ بِالصَّلاَةِ الْخَمْسِ وَاعْرِفْ قَدْرَهَا

فَلَهُنَّ عِنْدَ اللهِ أَعْظَمُ شَانِ

لاَ تَمْنَعَنَّ زَكَاةَ مَالِكَ ظَالِمًا

فَصَلاَتُنَا وَزَكَاتُنَا أُخْتَانِ

وَالوَِتْرُ بَعْدَ الْفَرْضِ آكَدُ سُنَّةٍ

وَالْجُمْعَةُ الزَّهْرَاءِ وَالْعِيدَانِ

مَعَ كُلِّ بَرٍّ صَلِّهَا أَوْ فَاجِرٍ

مَا لَمْ يَكُنْ في دِينِهِ بِمُشَانِ

وَصِيَامُنَا رَمَضَانَ فَرْضٌ وَاجِبٌ

وَقِيَامُنَا الْمَسْنُونُ في رَمَضَانِ

صَلَّى النَّبِيُّ بِهِ ثَلاَثًا رَغْبَةً

وَرَوَى الْجَمَاعَةُ أَنَّهَا ثِنْتَانِ

إِنَّ التَّرَاوِحَ رَاحَةٌ في لَيْلِهِ

وَنَشَاطُ كُلِّ عُوَيْجِزٍ كَسْلاَنِ

وَاللهِ مَا جَعَلَ التَّرَاوِحَ مُنْكَرًا

إِلاَّ الْمَجُوسُ وَشِيعَةُ الصُّلْبَانِ

وَالْحَجُّ مْفْتَرَضٌ عَلَيْكَ وَشَرْطُهُ

أَمْنُ الطَّرِيقِ وَصِحَّةُ الأَبْدَانِ

كَبِّرْ هُدِيتَ عَلَى الْجَنَائِزِ أَرْبَعًا

وَاسْأَلْ لَهَا بِالْعَفْوِ وَالْغُفْرَانِ

إِنَّ الصَّلاَةَ عَلَى الْجَنَائِزِ عِنْدَنَا

فَرْضُ الْكِفَايَةِ لاَ عَلَى الأَعْيَانِ

إِنَّ الأَهِلَّةَ لِلأَنَامِ مَوَاقِتٌ

وَبِهَا يَقُومُ حِسَابُ كُلِّ زَمَانِ

لاَ تُفْطِرَنَّ وَلاَ تَصُمْ حَتَّى يَرَى

شَخْصَ الْهِلاَلِ مِنَ الْوَرَى إِثْنَانِ

مُتَثَبِّتَانِ عَلَى الَّذِي يَرَيَانِهِ

حُرَّانِ في نَقْلَيْهِمَا ثِقَتَانِ

لاَ تَقْصِدَنَّ لِيَوْمِ شَكٍّ عَامِدًا

فَتَصُومَهُ وَتَقُولَ مِنْ رَمَضَانِ

لاَ تَعْتَقِدْ دِينَ الرَّوَافِضِ إِنَّهُمْ

أَهْلُ الْمُحَالِ وَحِزْبَةُ الشَّيْطَانِ

جَعَلُوا الشُّهُورَ عَلَى قِيَاسِ حِسَابِهِمْ

وَلَرُبَّمَا كَمَلاَ لَنَا شَهْرَانِ

وَلَرُبَّمَا نَقََصَ الَّذِي هُوَ عِنْدَهُمْ

وَافٍ وَأَوْفَى صَاحِبُ النُّقْصَانِ

إِنَّ الرَّوَافِضَ شَرُّ مَنْ وَطِئَ الْحَصَا

مِنْ كُلِّ إِنْسٍ نَاطِقٍ أَوْ جَانِ

مَدَحُوا النَّبِيَّ وَخَوَّنُوا أَصْحَابَهُ

وَرَمَوْهُمُ بِالظُّلْمِ وَالْعُدْوَانِ

حَبُّوا قَرَابَتَهُ وَسَبُّوا صَحْبَهُ

جَدَلاَنِ عِنْدَ اللهِ مُنْتَقِضَانِ

فَكَأَنَّمَا آلُ النَّبِيِّ وَصَحْبُهُ

رُوحٌ يَضُمُّ جَمِيعَهَا جَسَدَانِ

فِئَتَانِ عَقْدُهُمَا شَرِيعَةُ أَحْمَدٍ

بِأَبِي وَأُمِّي ذَانِكَ الْفِئَتَانِ

فِئَتَانِ سَالِكَتَانِ في سُبُلِ الْهُدَى

وَهُمَا بِدِينِ اللهِ قَائِمَتَانِ

قُلْ إِنَّ خَيْرَ الأَنْبِيَاءِ مُحَمَّدٌ

وَأَجَلَّ مَنْ يَمْشِي عَلَى الْكُثْبَانِ

وَأَجَلَّ صَحْبِ الرُّسْلِ صَحْبُ مُحَمَّدٍ

وَكَذَاكَ أَفْضَلُ صَحْبِهِ الْعُمَرَانِ

رَجُلاَنِ قَدْ خُلِقَا لِنَصْرِ مُحَمَّدٍ

بِدَمِي وَنَفْسِي ذَانِكَ الرَّجُلاَنِ

فَهُمَا اللَّذَانِ تَظَاهَرَا لِنَبِيِّنَا

في نَصْرِهِ وَهُمَا لَهُ صِهْرَانِ

بِنْتَاهُمَا أَسْنَى نِسَاءِ نَبِيِّنَا

وَهُمَا لَهُ بِالْوَحْيِ صَاحِبَتَانِ

أَبَوَاهُمَا أَسْنَى صَحَابَةِ أَحْمَدٍ

يَا حَبَّذَا الأَبَوَانِ وَالْبِنْتَانِ

وَهُمَا وَزِيرَاهُ اللَّذَانِ هُمَا هُمَا

لِفَضَائِلِ الأَعْمَالِ مُسْتَبِقَانِ

وَهُمَا لأَحْمَدَ نَاظِرَاهُ وَسَمْعُهُ

وَبِقُرْبِهِ في الْقَبْرِ مُضْطَجِعَانِ

كَانَا عَلَى الإِسْلاَمِ أَشْفَقَ أَهْلِهِ

وَهُمَا لِدِينِ مُحَمَّدٍ جَبَلاَنِ

أَصْفَاهُمَا أَقْوَاهُمَا أَخْشَاهُمَا

أَتْقَاهُمَا في السِّرِّ وَالإِعْلاَنِ

أَسْنَاهُمَا أَزْكَاهُمَا أَعْلاَهُمَا

أَوْفَاهُمَا في الْوَزْنِ وَالرُّجْحَانِ

صِدِّيقُ أَحْمَدَ صَاحِبُ الْغَارِ الَّذِي

هُوَ في الْمَغَارَةِ وَالنَّبِيُّ اثْنَانِ

أَعْنِي أَبَا بَكْرِ الَّذِي لَمْ يَخْتَلِفْ

مِنْ شَرْعِنَا في فَضْلِهِ رَجُلاَنِ

هُوَ شَيْخُ أَصْحَابِ النَّبِيِّ وَخَيْرُهُمْ

وَإِمَامُهُمْ حَقًّا بِلاَ بُطْلاَنِ

وَأَبُو الْمُطَهَّرِةِ الَّتِي تَنْزِيهُهَا

قَدْ جَاءَنَا في النُّورِ وَالْفُرْقَانِ

أَكْرِمْ بِعَائِشَةَ الرِّضَا مِنْ حُرَّةٍ

بِكْرٍ مُطَهَّرَةِ الإِزَارِ حَصَانِ

هِيَ زَوْجُ خَيْرِ الأَنْبِيَاءِ وَبِكْرُهُ

وَعَرُوسُهُ مِنْ جُمْلَةِ النِّسْوَانِ

هِيَ عِرْسُهُ هِيَ أُنْسُهُ هِيَ إِلْفُهُ

هِيَ حِبُّهُ صِدْقًا بِلاَ إِدْهَانِ

أَوَلَيْسَ وَالِدُهَا يُصَافِي بَعْلَهَا

وَهُمَا بِرُوحِ اللهِ مُؤْتَلِفَانِ

لَمَّا قَضَى صِدِّيقُ أَحْمَدَ نَحْبَهُ

دَفَعَ الْخِلاَفَةَ لِلإِمَامِ الثَّانِي

أَعْنِي بِهِ الْفَارُوقَ فَرَّقَ عَنْوَةً

بِالسَّيْفِ بَيْنَ الْكُفْرِ وَالإِيمَانِ

هُوَ أَظْهَرَ الإِسْلاَمَ بَعْدَ خَفَائِهِ

وَمَحَا الظَّلاَمَ وَبَاحَ بِالْكِتْمَانِ

وَمَضَى وَخَلَّى الأَمْرَ شُورَى بَيْنَهُمْ

في الأَمْرِ فَاجْتَمَعُوا عَلَى عُثْمَانِ

مَنْ كَانَ يَسْهَرُ لَيْلَهُ في رَكْعَةٍ

وِتْرًا فَيُكْمِلُ خَتْمَةَ الْقُرْآنِ

وَلِيَ الْخِلاَفَةَ صِهْرُ أَحْمَدَ بَعْدَهُ

أَعْنِي عَلِيَّ الْعَالِمَ الرَّبَّانِي

زَوْجَ الْبَتُولِ أَخَا الرَّسُولِ وَرُكْنَهُ

لَيْثَ الْحُرُوْبِ مُنَازِلَ الأَقْرَانِ

سُبْحَانَ مَنْ جَعَلَ الْخِلاَفَةَ رُتْبَةً

وَبَنَى الإِمَامَةَ أَيَّمَا بُنْيَانِ

وَاسْتَخْلَفَ الأَصْحَابَ كَيْ لاَ يَدَّعِي

مِنْ بَعْدِ أَحْمَدَ في النُّبُوَّةِ ثَانِي

أَكْرِمْ بِفَاطِمَةَ الْبَتُولِ وَبَعْلِهَا

وَبِمَنْ هُمَا لِمُحَمَّدٍ سِبْطَانِ

غُصْنَانِ أَصْلُهُمَا بِرَوْضَةِ أَحْمَدٍ

للهِ دَرُّ الأَصْلِ وَالْغُصْنَانِ

أَكْرِمْ بِطَلْحَةَ وَالزُّبَيْرِ وَسَعْدِهِمْ

وَسَعِيدِهِمْ وَبِعَابِدِ الرَّحْمَنِ

وَأَبِي عُبَيْدَةَ ذِي الدِّيَانَةِ وَالتُّقَى

وَامْدَحْ جَمَاعَةَ بَيْعَةِ الرِّضْوَانِ

قُلْ خَيْرَ قَوْلٍ في صَحَابَةِ أَحْمَدٍ

وَامْدَحْ جَمِيعَ الآلِ وَالنِّسْوَانِ

دَعْ مَا جَرَى بَيْنَ الصَّحَابَةِ في الْوَغَى

بِسُيُوفِهِمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ

فَقَتِيلُهُمْ مِنْهُمْ وَقَاتِلُهُمْ لَهُمْ

وَكِلاَهُمَا في الْحَشْرِ مَرْحُومَانِ

وَاللهُ يَوْمَ الْحَشْرِ يَنْزَعُ كُلَّ مَا

تَحْوِي صُدُورُهُمُ مِنَ الأَضْغَانِ

وَالْوَيْلُ لِلرَّكْبِ الَّذِيْنَ سَعَوا إِلَى

عُثْمَانَ فَاجْتَمَعُوا عَلَى الْعِصْيَانِ

وَيْلٌ لِمَنْ قَتَلَ الْحُسَيْنَ فَإِنَّهُ

قَدْ بَاءَ مِنْ مَوْلاَهُ بِالْخُسْرَانِ

لَسْنَا نُكَفِّرُ مُسْلِمًا بِكَبِيرَةٍ

فَاللهُ ذُو عَفْوٍ وَذُو غُفْرَانِ

لاَ تَقْبَلَنَّ مِنَ التَّوَارِخَ كُلَّ مَا

جَمَعَ الرُّوَاةُ وَخَطَّ كُلُّ بَنَانِ

اِرْوِ الْحَدِيثَ الْمُنْتَقَى عَنْ أَهْلِهِ

سِيمَا ذَوِي الأَحْلاَمِ وَالأَسْنَانِ

كَابْنِ الْمُسَيِّبِ وَالْعَلاَءِ وَمَالِكٍ

وَاللَّيْثِ وَالزُّهْرِيِّ أَوْ سُفْيَانِ

وَاحْفَظْ رِوَايَةَ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ

فَمَكَانُهُ فِيهَا أَجَلُّ مَكَانِ

وَاحْفَظْ لأَهْلِ الْبَيْتِ وَاجِبَ حَقِّهِمْ

وَاعْرِفْ عَلِيًّا أَيَّمَا عِرْفَانِ

لاَ تَنْتَقِصْهُ وَلاَ تَزِدْ في قَدْرِهِ

فَعَلَيْهِ تَصْلَى النَّارَ طَائِفَتَانِ

إِحْدَاهُمَا لاَ تَرْتَضِيهِ خَلِيفَةً

وَتَنُصُّهُ الأُخْرَى إِلَهًا ثَانِي

وَالْعَنْ زَنَادِقَةَ الرَّوَافِضِ إِنَّهُمْ

أَعْنَاقُهُمْ غُلَّتْ إِلَى الأَذْقَانِ

جَحَدُوا الشَّرَائِعَ وَالنُّبُوَّةَ وَاقْتَدَوا

بِفَسَادِ مِلَّةِ صَاحِبِ الإِيوَانِ

لاَ تَرْكَنَنَّ إِلَى الرَّوَافِضِ إِنَّهُمْ

شَتَمُوا الصَّحَابَةَ دُونَمَا بُرْهَانِ

لُعِنُوا كَمَا بَغَضُوا صَحَابَةَ أَحْمَدٍ

وَوِدَادُهُمْ فَرْضٌ عَلَى الإِنْسَانِ

حُبُّ الصَّحَابَةِ وَالْقَرَابَةِ سُنَّةٌ

أَلْقَى بِهَا رَبِي إِذَا أَحْيَانِي

اِحْذَرْ عِقَابَ اللهِ وَارْجُ ثَوَابَهُ

حَتَّى تَكُونَ كَمَنْ لَهُ قَلْبَانِ

إِيمَانُنَا بِاللهِ بَيْنَ ثَلاَثَةٍ

عَمَلٍ وَقَوْلٍ وَاعْتِقَادِ جَنَانِ

وَيَزِيدُ بِالتَّقْوَى وَيَنْقُصُ بِالرَّدَى

وَكِلاَهُمَا في الْقَلْبِ يَعْتَلِجَانِ

وَإِذَا خَلَوْتَ بِرِيبَةٍ في ظُلْمَةٍ

وَالنَّفْسُ دَاعِيَةٌ إِلَى الطُّغْيَانِ

فَاسْتَحْيِ مِنْ نَظَرِ الإِلَهِ وَقُلْ لَهَا

إِنَّ الَّذِي خَلَقَ الظَّلاَمَ يَرَانِي

كُنْ طَالِبًا لِلْعِلْمِ وَاعْمَلْ صَالِحًا

فَهُمَا إِلَى سُبُلِ الْهُدَى سَبَبَانِ

لاَ تَتَّبِعْ عِلْمَ النَّجُومِ فَإِنَّهُ

مُتَعَلِّقٌ بِزَخَارِفِ الْكُهَّانِ

عِلْمُ النُّجُومِ وَعِلْمُ شَرْعِ مُحَمَّدٍ

في قَلْبِ عَبْدٍ لَيْسَ يَجْتَمِعَانِ

لَوْ كَانَ عِلْمٌ لِلْكَوَاكِبِ أَوْ قَضَا

لَمْ يَهْبِطِ الْمِرِّيخُ في السَّرَطَانِ

وَالشَّمْسُ في الْحَمْلِ الْمُضِيءِ سَرِيعَةٌ

وَهُبُوطُهَا في كَوْكَبِ الْمِيزَانِ

وَالشَّمْسُ مُحْرِقَةٌ لِسِتَّةِ أَنْجُمٍ

لَكِنَّهَا وَالْبَدْرُ يَنْخَسِفَانِ

وَلَرُبَّمَا اسْوَدَّا وَغَابَ ضِيَاهُمَا

وَهُمَا لِخَوْفِ اللهِ يَرْتَعِدَانِ

اُرْدُدْ عَلَى مَنْ يَطْمَئِنُّ إِلَيْهِمَا

وَيَظُنُّ أَنَّ كِلَيْهِمَا رَبَّانِ

يَا مَنْ يُحِبُّ الْمُشْتَرِي وَعُطَارِدًا

وَيَظُنُّ أَنَّهُمَا لَهُ سَعْدَانِ

لِمَ يَهْبِطَانِ وَيَعْلُوَانِ تَشَرُّفًا

وَبِوَهْجِ حَرِّ الشَّمْسِ يَحْتَرِقَانِ

أَتَخَافُ مِنْ زُحَلٍ وَتَرْجُو الْمُشْتَرِي

وَكِلاَهُمَا عَبْدَانِ مَمْلُوكَانِ

وَاللهِ لَوْ مَلَكَا حَيَاةً أَوْ فَنَا

لَسَجَدتُّ نَحْوَهُمَا لِيَصْطَنِعَانِ

وَلِيَفْسِحَا في مُدَّتِي وَيُوَسِّعَا

رِزْقِي وَبِالإِحْسَانِ يَكْتَنِفَانِي

بَلْ كُلُّ ذَلِكَ في يَدِ اللهِ الَّذِي

ذَلَّتْ لِعِزَّةِ وَجْهِهِ الثَّقَلاَنِ

فَقَدِ اسْتَوَى زُحَلٌ وَنَجْمُ الْمُشْتَرِي

وَالرَّأْسُ وَالذَّنَبُ الْعَظِيمُ الشَّانِ

وَالزُّهْرَةُ الْغَرَّاءُ مَعْ مِرِّيخِهَا

وَعُطَارِدُ الْوَقَّادُ مَعْ كَيْوَانِ

إِنْ قَابَلَتْ وَتَرَبَّعَتْ وَتَثَلَّثَتْ

وَتَسَدَّسَتْ وَتَلاَحَقَتْ بِقِرَانِ

أَلَهَا دَلِيلُ سَعَادَةٍ أَوْ شِقْوَةٍ

لاَ وَالَّذِي بَرَأَ الْوَرَى وَبَرَانِي

مَنْ قَالَ بِالتَّأْثِيرِ فَهْوُ مُعَطِّلٌ

لِلشَّرْعِ مُتَّبِعٌ لِقَوْلٍ ثَانِ

إِنَّ النُّجُومَ عَلَى ثَلاَثَةِ أَوْجُهٍ

فَاسْمَعْ مَقَالَ النَّاقِدِ الدَّهْقَانِ

بَعْضُ النُّجُومِ خُلِقْنَ زِينَةَ لِلسَّمَا

كَالدُّرِّ فَوْقَ تَرَائِبِ النِّسْوَانِ

وَكَوَاكِبٌ تَهْدِي الْمُسَافِرَ في السُّرَى

وَرُجُومُ كُلِّ مُثَابِرٍ شَيْطَانِ

لاَ يَعْلَمُ الإِنْسَانُ مَا يُقْضَى غَدًا

إِذْ كُلَّ يَوْمٍ رَبُّنَا في شَانِ

وَاللهُ يُمْطِرُنَا الْغُيُوثَ بِفَضْلِهِ

لاَ نَوْءَ عَوَّاءٍ وَلاَ دَبَرَانِ

مَنْ قَالَ إِنَّ الْغَيْثَ جَاءَ بِهَنْعَةٍ

أَوْ صَرْفَةٍ أَوْ كَوْكَبِ الْمِيزَانِ

فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا وَبُهْتَانًا وَلَمْ

يُنْزِلْ بِهِ الرَّحْمَنُ مِنْ سُلْطَانِ

وَكَذَا الطَّبِيعَةُ لِلشَّرِيعَةِ ضِدُّهَا

وَلَقَلَّمَا يَتَجَمَّعُ الضِّدَّانِ

وَإِذَا طَلَبْتَ طَبَائِعًا مُسْتَسْلِمًا

فَاطْلُبْ شُوَاظَ النَّارِ في الْغُدْرَانِ

عِلْمُ الْفَلاَسِفَةِ الْغُوَاةِ طَبِيعَةٌ

وَمَعَادُ أَرْوَاحٍ بِلاَ أَبْدَانِ

لَوْلاَ الطَّبِيعَةُ عِنْدَهُمْ وَفِعَالُهَا

لَمْ يَمْشِ فَوْقَ الأَرْضِ مِنْ حَيَوَانِ

وَالْبَحْرُ عُنْصُرُ كُلِّ مَاءٍ عِنْدَهُمْ

وَالشَّمْسُ أَوَّلُ عُنْصُرِ النِّيرَانِ

وَالْغَيْثُ أَبْخِرَةٌ تَصَاعَدَ كُلَّمَا

دَامَتْ بِهَطْلِ الْوَابِلِ الْهَتَّانِ

وَالرَّعْدُ عِنْدَ الْفَيْلَسُوفِ بِزَعْمِهِ

صَوْتُ اصْطِكَاكِ السُّحْبِ في الأَعْنَانِ

وَالْبَرْقُ عِنْدَهُمُ شُوَاظٌ خَارِجٌ

بَيْنَ السَّحَابِ يُضِيءُ في الأَحْيَانِ

كَذَبَ أَرِسْطَالِيسُهُمْ في قَوْلِهِ

هَذَا وَأَسْرَفَ أَيَّمَا هَذَيَانِ

الْغَيْثُ يُفْرَغُ في السَّحَابِ مِنَ السَّمَا

وَيَكِيلُهُ مِيكَالُ بِالْمِيزَانِ

لاَ قَطْرَةٌ إِلاَّ وَيَنْزِلُ نَحْوَهَا

مَلَكٌ إِلَى الآكَامِ وَالْفَيَضَانِ

وَالرَّعْدُ صَيْحَةُ مَالِكٍ وَهْوَ اسْمُهُ

يُزْجِي السَّحَابَ كَسَائِقِ الأَظْعَانِ

وَالْبَرْقُ شَوْظُ النَّارِ يَزْجُرُهَا بِهِ

زَجْرَ الْحُدَاةِ الْعِيسِ بِالْقُضْبَانِ

أَفَكَانَ يَعْلَمُ ذَا أَرِسْطَالِيسُهُمْ

تَدْبِيرَ مَا انْفَرَدَتْ بِهِ الْجِهَتَانِ

أَمْ غَابَ تَحْتَ الأَرْضَ أَمْ صَعَدَ السَّمَا

فَرَأَى بِهَا الْمَلَكُوتَ رَأْيَ عِيَانِ

أَمْ كَانَ دَبَّرَ لَيْلَهَا وَنَهَارَهَا

أَمْ كَانَ يَعْلَمُ كَيْفَ يَخْتَلِفَانِ

أَمْ سَارَ بَطْلِيمُوسُ بَيْنَ نُجُومِهَا

حَتَّى رَأَى السَّيَّارَ وَالْمُتَوَانِي

أَمْ كَانَ أَطْلَعَ شَمْسَهَا وَهِلاَلَهَا

أَمْ هَلْ تَبَصَّرَ كَيْفَ يَعْتَقِبَانِ

أَمْ كَانَ أَرْسَلَ رِيحَهَا وَسَحَابَهَا

بِالْغَيْثِ يُهْمِلُ أَيَّمَا هَمَلاَنِ

بَلْ كَانَ ذَلِكَ حِكْمَةَ اللهِ الَّذِي

بِقَضَائِهِ مُتَصَرَّفُ الأَزْمَانِ

لاَ تَسْتَمِعْ قَوْلَ الضَّوَارِبِ بِالْحَصَا

وَالزَّاجِرِينَ الطَّيْرَ بِالطَّيَرَانِ

فَالْفِرْقَتَانِ كَذُوبَتَانِ عَلَى الْقَضَا

وَبِعِلْمِ غَيْبِ اللهِ جَاهِلَتَانِ

كَذَبَ الْمُهَنْدِسُ وَالْمُنَجِّمُ مِثْلُهُ

فَهُمَا لِعِلْمِ اللهِ مُدَّعِيَانِ

الأَرْضُ عِنْدَ كِلَيْهِمَا كُرَوِيَّةٌ

وَهُمَا بِهَذَا الْقَوْلِ مُقْتَرِنَانِ

وَالأَرْضُ عِنْدَ أُولِي النُّهَى لَسَطِيحَةٌ

بِدَلِيلِ صِدْقٍ وَاضِحِ الْقُرْآنِ

وَاللهُ صَيَّرَهَا فِرَاشًا لِلْوَرَى

وَبَنَى السَّمَاءَ بِأَحْسَنِ الْبُنْيَانِ

وَاللهُ أَخْبَرَ أَنَّهَا مَسْطُوحَةٌ

وَأَبَانَ ذَلِكَ أَيَّمَا تِبْيَانِ

أَأَحَاطَ بَالأَرْضِ الْمُحِيطَةِ عِلْمُهُمْ

أَمْ بِالْجِبَالِ الشُّمَّخِ الأَكْنَانِ

أَمْ يُخْبِرُونَ بِطُولِهَا وَبِعَرْضِهَا

أَمْ هَلْ هُمَا في الْقَدْرِ مُسْتَوِيَانِ

أَمْ فَجَّرُوا أَنْهَارَهَا وَعُيُونَهَا

مَاءً بِهِ يُرْوَى صَدَى الْعَطْشَانِ

أَمْ أَخْرَجُوا أَثْمَارَهَا وَنَبَاتَهَا

وَالنَّخْلَ ذَاتَ الطَّلْعِ وَالْقِنْوَانِ

أَمْ هَلْ لَهُمْ عِلْمٌ بِعَدِّ ثِمَارِهَا

أَمْ بِاخْتِلاَفِ الطَّعْمِ وَالأَلْوَانِ

اللهُ أَحْكَمَ خَلْقَ ذَلِكَ كُلِّهِ

صُنْعًا وَأَتْقَنَ أَيَّمَا إِتْقَانِ

قُلْ لِلطَّبِيبِ الْفَيْلَسُوفِ بِزَعْمِهِ

إِنَّ الطَّبِيعَةَ عِلْمُهَا بُرْهَانِ

أَيْنَ الطَّبِيعَةُ عِنْدَ كُوْنِكَ نُطْفَةً

في الْبَطْنِ إِذْ مُشِجَتْ بِهِ الْمَاآنِ

أَيْنَ الطَّبِيعَةُ حِينَ عُدتَّ عُلَيْقَةً

في أَرْبَعِينَ وَأَرْبَعِينَ تَوَانِي

أَيْنَ الطَّبِيعَةُ عِنْدَ كَوْنِكَ مُضْغَةً

في أَرْبَعِينَ وَقَدْ مَضَى الْعَدَدَانِ

أَتُرَى الطَّبِيْعَةَ صَوَّرَتْكَ مُصَوَّرًا

بِمَسَامِعٍ وَنَوَاظِرٍ وَبَنَانِ

أَتُرَى الطَّبِيعَةَ أَخْرَجَتْكَ مُنَكَّسًا

مِنْ بَطْنِ أُمِّكَ وَاهِيَ الأَرْكَانِ

أَمْ فَجَّرَتْ لَكَ بِاللِّبَانِي ثَدْيَهَا

فَرَضَعْتَهَا حَتَّى مَضَى الْحَوْلاَنِ

أَمْ صَيَّرَتْ في وَالِدَيْكَ مَحَبَّةً

فَهُمَا بِمَا يُرْضِيكَ مُغْتَبِطَانِ

يَا فَيْلَسُوفُ لَقَدْ شُغِلْتَ عَنِ الْهُدَى

بِالْمَنْطِقِ الرُّومِيِّ وَالْيُونَانِي

وَشَرِيعَةُ الإِسْلاَمِ أَفْضَلُ شِرْعَةٍ

دِينُ النَّبِيِّ الصَّادِقِ الْعَدْنَانِ

هُوَ دِينُ رَبِّ الْعَالَمِينَ وَشَرْعُهُ

وَهُوَ الْقَدِيمُ وَسَيِّدُ الأَدْيَانِ

هُوَ دِينُ آدَمَ وَالْمَلاَئِكِ قَبْلَهُ

هُوَ دِينُ نُوحٍ صَاحِبِ الطُّوْفَانِ

وَلَهُ دَعَا هُودُ النَّبِيُّ وَصَالِحٌ

وَهُمَا لِدِينِ اللهِ مُعْتَقِدَانِ

وَبِهِ أَتَى لُوطٌ وَصَاحِبُ مَدْيَنٍ

فَكِلاَهُمَا في الدِّينِ مُجْتَهِدَانِ

هُوَ دِينُ إِبْرَاهِيمَ وَابْنَيْهِ مَعًا

وَبِهِ نَجَا مِنْ نَفْحَةِ النِّيرَانِ

وَبِهِ حَمَى اللهُ الذَّبِيحَ مِنَ الْبَلاَ

لَمَّا فَدَاهُ بِأَعْظَمِ الْقُرْبَانِ

هُوَ دِينُ يَعْقُوبَ النَّبِيِّ وَيُونُسٍ

وَكِلاَهُمَا في اللهِ مُبْتَلَيَانِ

هُوَ دِينُ دَاوُودَ الْخَلِيفَةِ وَابْنِهِ

وَبِهِ أَذَلَّ لَهُ مُلُوكَ الْجَانِ

هُوَ دِينُ يَحْيَى مَعْ أَبِيهِ وَأُمِّهِ

نِعْمَ الصَّبِيُّ وَحَبَّذَا الشَّيْخَانِ

وَلَهُ دَعَا عِيسَى بْنُ مَرْيَمٍ قَوْمَهُ

لَمْ يَدْعُهُمْ لِعِبَادَةِ الصُّلْبَانِ

وَاللهُ أَنْطَقَهُ صَبِيًّا بِالْهُدَى

في الْمَهْدِ ثُمَّ سَمَا عَلَى الصِّبْيَانِ

وَكَمَالُ دِينِ اللهِ شَرْعُ مُحَمَّدٍ

صَلَّى عَلَيْهِ مُنَزِّلُ الْقُرْآنِ

الطَّيِّبُ الزَّاكِي الَّذِي لَمْ يَجْتَمِعْ

يَوْمًا عَلَى زَلَلٍ لَهُ أَبَوَانِ

الطَّاهِرُ النِّسْوَانِ وَالْوُلْدِ الَّذِي

مِنْ ظَهْرِهِ الزَّهْرَاءُ وَالْحَسَنَانِ

وَأُولُو النُّبُوَّةِ وَالْهُدَى مَا مِنْهُمُ

أَحَدٌ يَهُودِيٌّ وَلاَ نَصْرَانِي

بَلْ مُسْلِمُونَ وَمُؤْمِنُونَ بِرَبِّهْمِ

حُنَفَاءُ في الإِسْرَارِ وَالإِعْلاَنِ

وَلِمِلَّةِ الإِسْلاَمِ خَمْسُ عَقَائِدٍ

وَاللهُ أَنْطَقَنِي بِهَا وَهَدَانِي

لاَ تَعْصِ رَبَّكَ قَائِلاً أَوْ فَاعِلاً

فَكِلاَهُمَا في الصُّحْفِ مَكْتُوبَانِ

جَمِّلْ زَمَانَكَ بِالسُّكُوتِ فَإِنَّهُ

زَيْنُ الْحَلِيمِ وَسُتْرَةُ الْحَيْرَانِ

كُنْ حِلْسَ بَيْتِكَ إِنْ سَمِعْتَ بِفِتْنَةٍ

وَتَوَقَّ كُلَّ مُنَافِقٍ فَتَّانِ

أَدِّ الْفَرَائِضَ لاَ تَكُنْ مُتَوَانِيًا

فَتَكُونَ عِنْدَ اللهِ شَرَّ مُهَانِ

أَدِمِ السِّوَاكَ مَعَ الْوُضُوءِ فَإِنَّهُ

مُرْضِي الإِلَهِ مُطَهِّرُ الأَسْنَانِ

سَمِّ الإِلَهَ لَدَى الْوُضُوءِ بِنِيَّةٍ

ثُمَّ اسْتَعِذْ مِنْ فِتْنَةِ الْوَلْهَانِ

فَأَسَاسُ أَعْمَالِ الْوَرَى نِيَّاتُهُمْ

وَعَلَى الأَسَاسِ قَوَاعِدُ الْبُنْيَانِ

أَسْبِغْ وُضُوءَكَ لاَ تُفَرِّقْ شَمْلَهُ

فَالْفَوْرُ وَالإِسْبَاغُ مُفْتَرَضَانِ

فَإِذَا انْتَشَقْتَ فَلاَ تُبَالِغْ جَيِّدًا

لَكِنَّهُ شَمٌّ بِلاَ إِمْعَانِ

وَعَلَيْكَ فَرْضًا غَسْلُ وَجْهِكَ كُلِّهِ

وَالْمَاءُ مُتَّبِعٌ بِهِ الْجَفْنَانِ

وَاغْسِلْ يَدَيْكَ إِلَى الْمَرَافِقِ مُسْبِغًا

فَكِلاَهُمَا في الْغَسْلِ مَدْخُولاَنِ

وَامْسَحْ بِرَأْسِكَ كُلِّهِ مُسْتَوْفِيًا

وَالْمَاءُ مَمْسُوحٌ بِهِ الأُذُنَانِ

وَكَذَا التَّمَضْمُضُ في وُضُوئِكَ سُنَّةٌ

بِالْمَاءِ ثُمَّ تَمُجُّهُ الشَّفَتَانِ

وَالْوَجْهُ وَالْكَفَّانِ غَسْلُ كِلَيْهِمَا

فَرْضٌ وَيَدْخُلُ فِيهِمَا الْعَظْمَانِ

غَسْلُ الْيَدَيْنِ لَدَى الْوُضُوءِ نَظَافَةٌ

أَمَرَ النَّبِيُّ بِهَا عَلَى اسْتِحْسَانِ

سِيمَا إِذَا مَا قُمْتَ في غَسَقِ الدُّجَى

وَاسْتَيْقَظَتْ مِنْ نَوْمِكَ الْعَيْنَانِ

وَكَذَلِكَ الرِّجْلاَنِ غَسْلُهُمَا مَعًا

فَرْضٌ وَيَدْخُلُ فِيهِمَا الْكَعْبَانِ

لاَ تَسْتَمِعْ قَوْلَ الرَّوَافِضِ إِنَّهُمْ

مِنْ رَأْيِهِمْ أَنْ تُمْسَحَ الرِّجْلاَنِ

يَتَأَوَّلُونَ قِرَاءَةً مَنْسُوخَةً

بِقِرَاءَةٍ وَهُمَا مُنَزَّلَتَانِ

إِحْدَاهُمَا نَزَلَتْ لِتَنْسَخَ أُخْتَهَا

لَكِنْ هُمَا في الصُّحْفِ مُثْبَتَتَانِ

غَسَلَ النَّبِيُّ وَصَحْبُهُ أَقْدَامَهُمْ

لَمْ يَخْتَلِفْ في غَسْلِهِمْ رَجُلاَنِ

وَالسُّنَّةُ الْبَيْضَاءُ عِنْدَ أُوْلِي النُّهَى

في الْحُكْمِ قَاضِيَةٌ عَلَى الْقُرْآنِ

فَإِذَا اسْتَوَتْ رِجْلاَكَ في خُفَّيْهِمَا

وَهُمَا مِنَ الأَحْدَاثِ طَاهِرَتَانِ

وَأَرَدتَّ تَجْدِيدَ الطَّهَارَةِ مُحْدِثًا

فَتَمَامُهَا أَنْ يُمْسَحَ الْخُفَّانِ

وَإِذَا أَرَدتَّ طَهَارَةً لِجَنَابَةٍ

فَلْتُخْلَعَا وَلْتُغْسَلِ الْقَدَمَانِ

غُسْلُ الْجَنَابَةِ في الرِّقَابِ أَمَانَةٌ

فَأَدَاؤُهَا مِنْ أَكْمَلِ الإِيمَانِ

فَإِذَا ابْتُلِيتَ فَبَادِرَنَّ بِغُسْلِهَا

لاَ خَيْرَ في مُتَثَبِّطٍ كَسْلاَنِ

وَإِذَا اغْتَسَلْتَ فَكُنْ لِجِسْمِكَ دَالِكًا

حَتَّى يَعُمَّ جَمِيعَهُ الْكَفَّانِ

وَإِذَا عَدِمْتَ الْمَاءَ كُنْ مُتَيَمِّمًا

مِنْ طِيبِ تُرْبِ الأَرْضِ وَالْجُدْرَانِ

مُتَيَمِّمًا صَلَّيْتَ أَوْ مُتَوَضِّئًا

فَكِلاَهُمَا في الشَّرْعِ مُجْزِيَتَانِ

وَالْغُسْلُ فَرْضٌ وَالتَّدَلُّكُ سُنَّةٌ

وَهُمَا بِمَذْهَبِ مَالِكٍ فَرْضَانِ

وَالْمَاءُ مَا لَمْ تَسْتَحِلْ أَوْصَافُهُ

بِنَجَاسَةٍ أَوْ سَائِرِ الأَدْهَانِ

فَإِذَا صَفَى في لَوْنِهِ أَوْ طَعْمِهِ

مَعَ رِيحِهِ مِنْ جُمْلَةِ الأَضْغَانِ

فَهُنَاكَ سُمِّيَ طَاهِرًا وَمُطَهِّرًا

هَذَانِ أَبْلَغُ وَصْفِهِ هَذَانِ

فَإِذَا تَغَيَّرَ لَوْنُهُ أَوْ طَعْمُهُ

مِنْ حَمْأَةِ الآبَارِ وَالْغُدْرَانِ

جَازَ الْوُضُوءُ لَنَا بِهِ وَطُهُورُنَا

فَاسْمَعْ بِقَلْبٍ حَاضِرٍ يَقْظَانِ

وَمَتَى تَمُتْ في الْمَاءِ نَفْسٌ لَمْ يَجُزْ

مِنْهُ الطُّهُورُ لِعِلَّةِ السَّيَلاَنِ

إِلاَّ إِذَا كَانَ الْغَدِيرُ مُرَجْرِجًا

غَدَقًا بِلاَ كَيْلٍ وَلاَ مِيزَانِ

أَوْ كَانَتِ الْمَيْتَاتُ مِمَّا لَمْ تَسِلْ

وَالْمَا قَلِيلٌ طَابَ لِلْغُسْلاَنِ

وَالْبَحْرُ أَجْمَعُهُ طَهُورٌ مَاؤُهُ

وَتَحِلُّ مَيْتَتُهُ مِنَ الْحِيتَانِ

إِيَّاكَ نَفْسَكَ وَالْعَدُوَّ وَكَيْدَهُ

فَكِلاَهُمَا لأَذَاكَ مُبْتَدِيَانِ

وَاحْذَرْ وُضُوءَكَ مُفْرِطًا وَمُفَرِّطًا

فَكِلاَهُمَا في الْعِلْمِ مَحْذُورَانِ

فَقَلِيلُ مَائِكَ في وُضُوءِكَ خَدْعَةٌ

لِتَعُودَ صِحَّتُهُ إِلَى الْبُطْلاَنِ

وَتَعُودَ مَغْسُولاَتُهُ مُمْسُوحَةً

فَاحْذَرْ غُرُورَ الْمَارِدِ الْخَوَّانِ

وَكَثِيرُ مَائِكَ في وُضُوئِكَ بِدْعَةٌ

يَدْعُو إِلَى الْوَسْوَاسِ وَالْهَمَلاَنِ

لاَ تُكْثِرَنَّ وَلاَ تُقَلِّلْ وَاقْتَصِدْ

فَالْقَصْدُ وَالتَّوْفِيقُ مُصْطَحِبَانِ

وَإِذَا اسْتَطَبْتَ فَفِي الْحَدِيثِ ثَلاَثَةٌ

لَمْ يُجْزِنَا حَجَرٌ وَلاَ حَجَرَانِ

مِنْ أَجْلِ أَنَّ لِكُلِّ مَخْرَجِ غَائِطٍ

شَرَجًا تَضُمُّ عَلَيْهِ نَاحِيَتَانِ

وَإِذَا الأَذَى قَدْ جَازَ مَوْضِعَ عَادَةٍ

لَمْ يُجْزِ إِلاَّ الْمَاءُ بِالإِمْعَانِ

نَقْضُ الْوُضُوءِ بِقُبْلَةٍ أَوْ لَمْسَةٍ

أَوْ طُولِ نَوْمٍ أَوْ بِمَسِّ خِتَانِ

أَوْ بَوْلَةٍ أَوْ غَائِطٍ أَوْ نَوْمَةٍ

أَوْ نَفْخَةٍ في السِّرِّ وَالإِعْلاَنِ

وَمِنَ الْمَذِيِّ أَوِ الْوَدِيِّ كِلَيْهِمَا

مِنْ حَيْثُ يَبْدُو الْبَوْلُ يَنْحَدِرَانِ

وَلَرُبَّمَا نَفَخَ الْخَبِيثُ بِمَكْرِهِ

حَتَّى يَضُمَّ لِنَفْخِهِ الْفَخِذَانِ

وَبَيَانُ ذَلِكَ صَوْتُهُ أَوْ رِيحُهُ

هَاتَانِ بَيِّنَتَانِ صَادِقَتَانِ

وَالْغُسْلُ فَرْضٌ مِنْ ثَلاَثَةِ أَوْجُهٍ

دَفْقِ الْمَنِيِّ وَحَيْضَةِ النِّسْوَانِ

إِنْزَالِهِ في نَوْمَةٍ أَوْ يَقْظَةٍ

حَالاَنِ لِلتَّطْهِيرِ مُوجِبَتَانِ

وَتَطَهُّرُ الزَّوْجَيْنِ فَرْضٌ وَاجِبٌ

عِنْدَ الْجِمَاعِ إِذَا الْتَقَى الْفَرْجَانِ

فَكِلاَهُمَا إِنْ أَنْزَلاَ أَوْ أَكْسَلاَ

فَهُمَا بِحُكْمِ الشَّرْعِ يَغْتَسِلاَنِ

وَاغْسِلْ إِذَا أَمْذَيْتَ فَرْجَكَ كُلَّهُ

وَالأُنْثَيَانِ فَلَيْسَ يُفْتَرَضَانِ

وَالْحَيْضُ وَالنُّفَسَاءُ أَصْلٌ وَاحِدٌ

عِنْدَ انْقِطَاعِ الدَّمِّ يَغْتَسِلاَنِ

وَإِذَا أَعَادَتْ بَعْدَ شَهْرَيْنِ الدِّمَا

تِلْكَ اسْتِحَاضَةُ بَعْدَ ذِي الشَّهْرَانِ

فَلْتَغْتَسِلْ لِصَلاَتِهَا وَصِيَامِهَا

وَالْمُسْتَحَاضَةُ دَهْرُهَا نِصْفَانِ

فَالنِّصْفُ تَتْرُكُ صَوْمَهَا وَصَلاَتَهَا

وَدَمُ الْمَحِيضِ وَغَيْرُهُ لَوْنَانِ

وَإِذَا صَفَا مِنْهَا وَأَشْرَقَ لَوْنُهُ

فَصَلاَتُهَا وَالصَّوْمُ مُفْتَرَضَانِ

تَقْضِي الصِّيَامَ وَلاَ تُعِيدُ صَلاَتَهَا

إِنَّ الصَّلاَةَ تَعُودُ كُلَّ زَمَانِ

فَالشَّرْعُ وَالْقُرْآنُ قَدْ حَكَمَا بِهِ

بَيْنَ النِّسَاءِ فَلَيْسَ يُطَّرَحَانِ

وَمَتَى تَرَى النُّفَسَاءُ طُهْرًا تَغْتَسِلْ

أَوْ لاَ فَغَايَةُ طُهْرِهَا شَهْرَانِ

مَسُّ النِّسَاءِ عَلَى الرِّجَالِ مُحَرَّمٌ

حَرْثُ السِّبَاخِ خَسَارَةُ الْحِرْثَانِ

لاَ تَلْقَ رَبَّكَ سَارِقًا أَوْ خَائِنًا

أَوْ شَارِبًا أَوْ ظَالِمًا أَوْ زَانِي

قُلْ إِنَّ رَجْمَ الزَّانِيَيْنِ كِلَيْهِمَا

فَرْضٌ إِذَا زَنَيَا عَلَى الإِحْصَانِ

وَالرَّجْمُ في الْقُرْآنِ فَرْضٌ لاَزِمٌ

لِلْمُحْصَنَيْنِ وَيُجْلَدُ الْبِكْرَانِ

وَالْخَمْرُ يَحْرُمُ بَيْعُهَا وَشِرَاؤُهَا

سِيَّانِ ذَلِكَ عِنْدَنَا سِيَّانِ

في الشَّرْعِ وَالْقُرْآنِ حُرِّمَ شُرْبُهَا

وَكِلاَهُمَا لاَ شَكَّ مُتَّبَعَانِ

أَيْقِنْ بِأَشْرَاطِ الْقِيَامَةِ كُلِّهَا

وَاسْمَعْ هُدِيتَ نَصِيحَتِي وَبَيَانِي

كَالشَّمْسِ تَطْلُعُ مِنْ مَكَانِ غُرُوبِهَا

وَخُرُوجِ دَجَّالٍ وَهَوْلِ دُخَانِ

وَخُرُوجِ يِأْجُوجٍ وَمَأْجُوجٍ مَعًا

مِنْ كُلِّ صَقْعٍ شَاسِعٍ وَمَكَانِ

وَنُزُولِ عِيسَى قَاتِلاً دَجَّالَهُمْ

يَقْضِي بِحُكْمِ الْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ

وَاذْكُرْ خُرُوجَ فَصِيلِ نَاقَةِ صَالِحٍ

يَسِمُ الْوَرَى بِالْكُفْرِ وَالإِيمَانِ

وَالْوَحْيُ يُرْفَعُ وَالصَّلاَةُ مِنَ الْوَرَى

وَهُمَا لِعِقْدِ الدِّيْنِ وَاسِطَتَانِ

صَلِّ الصَّلاَةَ الْخَمْسَ أَوَّلَ وَقْتِهَا

إِذْ كُلُّ وَاحِدَةٍ لَهَا وَقْتَانِ

قَصْرُ الصَّلاَةِ عَلَى الْمُسَافِرِ وَاجِبٌ

وَأَقَلُّ حَدِّ الْقَصْرِ مَرْحَلَتَانِ

كِلْتَاهُمَا في أَصْلِ مَذْهَبِ مَالِكٍ

خَمْسُونَ مِيلاً نَقْصُهَا مِيلاَنِ

وَإِذَا الْمُسَافِرُ غَابَ عَنْ أَبْيَاتِهِ

فَالْقَصْرُ وَالإِفْطَارُ مَفْعُولاَنِ

وَصَلاَةُ مَغْرِبِ شَمْسِنَا وَصَبَاحِنَا

في الْحَضْرِ وَالأَسْفَارِ كَامِلَتَانِ

وَالشَّمْسُ حِينَ تَزُولُ مِنْ كَبِدِ السَّمَا

فَالظُّهْرُ ثُمَّ الْعَصْرُ وَاجِبَتَانِ

وَالظُّهْرُ آخِرُ وَقْتِهَا مُتَعَلِّقٌ

بِالْعَصْرِ وَالْوَقْتَانِ مُشْتَبِكَانِ

لاَ تَلْتَفِتْ مَا دُمْتَ فِيهَا قَائِمًا

وَاخْشَعْ بِقَلْبٍ خَائِفٍ رَهْبَانِ

وَكَذَا الصَّلاَةُ غُرُوبَ شَمْسِ نَهَارِنَا

وَعِشَاؤُنَا وَقْتَانِ مُتَّصِلاَنِ

وَالصُّبْحُ مُنْفَرِدٌ بِوَقْتٍ مُفْرَدٍ

لَكِنْ لَهَا وَقْتَانِ مَفْرُودَانِ

فَجْرٌ وَإِسْفَارٌ وَبَيْنَ كِلَيْهِمَا

وَقْتٌ لِكُلِّ مُطَوِّلٍ مُتَوَانِ

وَارْقُبْ طُلُوعَ الْفَجْرِ وَاسْتَيْقِنْ بِهِ

فَالْفَجْرُ عِنْدَ شُيُوخِنَا فَجْرَانِ

فَجْرٌ كَذُوبٌ ثُمَّ فَجْرٌ صَادِقٌ

وَلَرُبَّمَا في الْعَيْنِ يَشْتَبِهَانِ

وَالظِّلُّ في الأَزْمَانِ مُخْتَلِفٌ كَمَا

زَمَنُ الشِّتَا وَالصَّيْفِ مُخْتَلِفَانِ

فَاقْرَأْ إِذَا قَرَأَ الإِمَامُ مُخَافِتًا

وَاسْكُتْ إِذَا مَا كَانَ ذَا إِعْلاَنِ

وَلِكُلِّ سَهْوٍ سَجْدَتَانِ فَصَلِّهَا

قَبْلَ السَّلاَمِ وَبَعْدَهُ قَوْلاَنِ

سُنَنُ الصَّلاَةِ مُبَيَّنَهْ وَفُرُوضُهَا

فَاسْأَلْ شُيُوخَ الْفِقْهِ وَالإِحْسَانِ

فَرْضُ الصَّلاَةِ رُكُوعُهَا وَسُجُودُهَا

مَا إِنْ تَخَالَفَ فِيهِمَا رَجُلاَنِ

تَحْرِيمُهَا تَكْبِيرُهَا وَحَلاَلُهَا

تَسْلِيمُهَا وَكِلاَهُمَا فَرْضَانِ

وَالْحَمْدُ فَرْضٌ في الصَّلاَةِ قِرَاتُهَا

آيَاتُهَا سَبْعٌ وَهُنَّ مَثَانِي

في كُلِّ رَكْعَاتِ الصَّلاَةِ مُعَادَةٌ

فِيهَا بِبَسْمَلَةٍ فَخُذْ تِبْيَانِي

وَإِذَا نَسِيتَ قِرَاتَهَا في رَكْعَةٍ

فَاسْتَوْفِ رَكْعَتَهَا بِغَيْرِ تَوَانِ

اِتْبَعْ إِمَامَكَ خَافِضًا أَوْ رَافِعًا

فَكِلاَهُمَا فِعْلاَنِ مَحْمُودَانِ

لاَ تَرْفَعَنْ قَبْلَ الإِمَامِ وَلاَ تَضَعْ

فَكِلاَهُمَا أَمْرَانِ مَذْمُومَانِ

إِنَّ الشَّرِيعَةَ سُنَّةٌ وَفَرِيضَةٌ

وَهُمَا لِدِينِ مُحَمَّدٍ عِقْدَانِ

لَكِنْ أَذَانُ الصُّبْحِ عِنْدَ شُيُوخِنَا

مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَبَيَّنَ الْفَجْرَانِ

هِيَ رُخْصَةٌ في الصُّبْحِ لاَ في غَيْرِهِ

مِنْ أَجْلِ يَقْظَةِ غَافِلٍ وَسْنَانِ

أَحْسِنْ صَلاَتَكَ رَاكِعًا أَوْ سَاجِدًا

بِتَطَمُّنٍ وَتَرَفُّقٍ وَتَدَانِ

لاَ تَدْخُلَنَّ إِلَى صَلاَتِكَ حَاقِنًا

فَالإِحْتِقَانُ يُخِلُّ بِالأَرْكَانِ

بَيِّتْ مِنَ اللَّيْلِ الصِّيَامَ بِنِيَّةٍ

مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَيَّزَ الْخَيْطَانِ

يُجْزِيكَ في رَمَضَانَ نِيَّةُ لَيْلَةٍ

إِذْ لَيْسَ مُخْتَلِطًا بِعَقْدٍ ثَانِ

رَمَضَانُ شَهْرٌ كَامِلٌ في عَقْدِنَا

مَا حَلَّهُ يَوْمٌ وَلاَ يَوْمَانِ

إِلاَّ الْمُسَافِرُ وَالْمَرِيضُ فَقَدْ أَتَى

تَأْخِيرُ صَوْمِهِمَا لِوَقْتٍ ثَانِ

وَكَذَاكَ حَمْلٌ وَالرَّضَاعُ كِلاَهُمَا

في فِطْرِهِ لِنِسَائِنَا عُذْرَانِ

عَجِّلْ بِفِطْرِكَ وَالسُّحُورُ مُؤَخَّرٌ

فَكِلاَهُمَا أَمْرَانِ مَرْغُوبَانِ

حَصِّنْ صِيَامَكَ بِالسُّكُوتِ عَنِ الْخَنَا

أَطْبِقْ عَلَى عَيْنَيْكَ بِالأَجْفَانِ

لاَ تَمْشِ ذَا وَجْهَيْنِ مِنْ بَيْنِ الْوَرَى

شَرُّ الْبَرِيَّةِ مَنْ لَهُ وَجْهَانِ

لاَ تَحْسُدَنْ أَحَدًا عَلَى نَعْمَائِهِ

إِنَّ الْحَسُودَ لِحُكْمِ رَبِّكَ شَانِي

لاَ تَسْعَ بَيْنَ الصَّاحِبَيْنِ نَمِيمَةً

فَلأَجْلِهَا يَتَبَاغَضُ الْخِلاَّنِ

وَالْعَيْنُ حَقٌّ غَيْرُ سَابِقَةٍ لِمَا

يُقْضَى مِنَ الأَرْزَاقِ وَالْحِرْمَانِ

وَالسِّحْرُ كُفْرٌ فِعْلُهُ لاَ عِلْمُهُ

مِنْ هَهُنَا يَتَفَرَّقُ الْحُكْمَانِ

وَالْقَتْلُ حَدُّ السَّاحِرِينَ إِذَا هُمُ

عَمِلُوا بِهِ لِلْكُفْرِ وَالطُّغْيَانِ

وَتَحَرَّ بِرَّ الْوَالِدَيْنِ فَإِنَّهُ

فَرْضٌ عَلَيْكَ وَطَاعَةَ السُّلْطَانِ

لاَ تَخْرُجَنَّ عَلَى الإِمَامِ مُحَارِبًا

وَلَوَ انَّهُ رَجُلٌ مِنَ الْحُبْشَانِ

وَمَتَى أُمِرْتَ بِبِدْعَةٍ أَوْ زَلَّةٍ

فَاهْرُبْ بِدِينِكَ آخِرَ الْبُلْدَانِ

الدِّينُ رَأْسُ الْمَالِ فَاسْتَمْسِكْ بِهِ

فَضَيَاعُهُ مِنْ أَعْظَمِ الْخُسْرَانِ

لاَ تَخْلُ بِامْرَأَةٍ لَدَيْكَ بِرِيبَةٍ

لَوْ كُنْتَ في النُّسَّاكِ مِثْلَ بَنَانِ

إِنَّ الرِّجَالَ النَّاظِرِينَ إِلَى النِّسَا

مِثْلُ الْكِلاَبِ تَطُوفُ بِاللُّحْمَانِ

إِنْ لَمْ تَصُنْ تِلْكَ اللُّحُومَ أُسُودُهَا

أُكِلَتْ بِلاَ عِوَضٍ وَلاَ أَثْمَانِ

لاَ تَقْبَلَنَّ مِنَ النِّسَاءِ مَوَدَّةً

فَقُلُوبُهُنَّ سَرِيعَةُ الْمَيَلاَنِ

لاَ تَتْرُكَنْ أَحَدًا بِأَهْلِكَ خَالِيًا

فَعَلَى النِّسَاءِ تَقَاتَلَ الأَخَوَانِ

وَاغْضُضْ جُفُونَكَ عَنْ مُلاَحَظَةِ النِّسَا

وَمَحَاسِنِ الأَحْدَاثِ وَالصِّبْيَانِ

لاَ تَجْعَلَنَّ طَلاَقَ أَهْلِكَ عُرْضَةً

إِنَّ الطَّلاَقَ لأَخْبَثُ الأَيْمَانِ

إِنَّ الطَّلاَقَ مَعَ الْعِتَاقِ كِلاَهُمَا

قَسَمَانِ عِنْدَ اللهِ مَمْقُوتَانِ

وَاحْفِرْ لِسِرِّكَ في فُُؤَادِكَ مَلْحَدًا

وَادْفِنْهُ في الأَحْشَاءِ أَيَّ دِفَانِ

إِنَّ الصَّدِيقَ مَعَ الْعَدُوِّ كِلاَهُمَا

في السِّرِّ عِنْدَ أُولِي النُّهَى شَكْلاَنِ

لاَ يَبْدُ مِنْكَ إِلَى صَدِيقِكَ زَلَّةٌ

وَاجْعَلْ فَُؤَادَكَ أَوْثَقَ الْخِلاَّنِ

لاَ تَحْقِرَنَّ مِنَ الذُّنُوبِ صِغَارَهَا

فَالْقَطْرُ مِنْهُ تَدَفُّقُ الْخِلْجَانِ

وَإِذَا نَذَرْتَ فَكُنْ بِنَذْرِكَ مُوفِيًا

فَالنَّذْرُ مِثْلُ الْعَهْدِ مَسْئُولاَنِ

لاَ تُشْغَلَنَّ بِعَيْبِ غَيْرِكَ غَافِلاً

عَنْ عَيْبِ نَفْسِكَ إِنَّهُ عَيْبَانِ

لاَ تُفْنِ عُمْرَكَ في الْجِدَالِ مُخَاصِمًا

إِنَّ الْجِدَالَ يُخِلُّ بِالأَدْيَانِ

وَاحْذَرْ مُجَادَلَةَ الرِّجَالِ فَإِنَّهَا

تَدْعُو إِلَى الشَّحْنَاءِ وَالشَّنَآنِ

وَإِذَا اضْطُرِرْتَ إِلَى الْجِدَالِ وَلَمْ تَجِدْ

لَكَ مَهْرَبًا وَتَلاَقَتِ الصَّفَّانِ

فَاجْعَلْ كِتَابَ اللهِ دِرْعًا سَابِغًا

وَالشَّرْعَ سَيْفَكَ وَابْدُ في الْمَيْدَانِ

وَالسُّنَّةَ الْبَيْضَاءَ دُونَكَ جُنَّةً

وَارْكَبْ جَوَادَ الْعَزْمِ في الْجَوَلاَنِ

وَاثْبُتْ بِصَبْرِكَ تَحْتَ أَلْوِيَةِ الْهُدَى

فَالصَّبْرُ أَوْثَقُ عُدَّةِ الإِنْسَانِ

وَاطْعَنْ بِرُمْحِ الْحَقِّ كُلَّ مُعَانِدٍ

للهِ دَرُّ الْفَارِسِ الطَّعَّانِ

وَاحْمِلْ بِسَيْفِ الصِّدْقِ حَمْلَةَ مُخْلِصٍ

مُتَجَرِّدٍ للهِ غَيْرِ جَبَانِ

وَاحْذَرْ بِجُهْدِكَ مَكْرَ خَصْمِكَ إِنَّهُ

كَالثَّعْلَبِ الْبَرِّيِّ في الرَّوَغَانِ

أَصْلُ الْجِدَالِ مِنَ السُّؤَالِ وَفَرْعُهُ

حُسْنُ الْجَوَابِ بِأَحْسَنِ التِّبْيَانِ

لاَ تَلْتَفِتْ عِنْدَ السُّؤَالِ وَلاَ تُعِدْ

لَفْظَ السُّؤَالِ كِلاَهُمَا عَيْبَانِ

وَإِذَا غَلَبْتَ الْخَصْمَ لاَ تَهْزَأْ بِهِ

فَالْعُجْبُ يُخْمِدُ جَمْرَةَ الإِحْسَانِ

فَلَرُبَّمَا انْهَزَمَ الْمُحَارِبُ عَامِدًا

ثُمَّ انْثَنَى فَسَطَا عَلَى الْفُرْسَانِ

وَاسْكُتْ إِذَا وَقَعَ الْخُصُومُ وَقَعْقَعُوا

فَلَرُبَّمَا أَلْقَوْكَ في بَحْرَانِ

وَلَرُبَّمَا ضَحِكَ الْخُصُومُ لِدَهْشَةٍ

فَاثْبُتْ وَلاَ تَنْكَلْ عَنِ الْبُرْهَانِ

فَإِذَا أَطَالُوا في الْكَلاَمِ فَقُلْ لَهُمْ

إِنَّ الْبَلاَغَةَ لُجِّمَتْ بِبَيَانِ

لاَ تَغْضَبَنَّ إِذَا سُئِلْتَ وَلاَ تَصِحْ

فَكِلاَهُمَا خُلُقَانِ مَذْمُومَانِ

وَإِذَا انْقَلَبْتَ عَنِ السُّؤَالِ مُجَاوِبًا

فَكِلاَهُمَا لاَ شَكَّ مُنْقَطِعَانِ

وَاحْذَرْ مُنَاظَرَةً بِمَجْلِسِ خِيفَةٍ

حَتَّى تُبَدَّلَ خِيفَةً بِأَمَانِ

نَاظِرْ أَدِيبًا مُنْصِفًا لَكَ عَاقِلاً

وَانْصِفْهُ أَنْتَ بِحَسْبِ مَا تَرَيَانِ

وَيَكُونُ بَيْنَكُمَا حَكِيمٌ حَاكِمًا

عَدْلاً إِذَا جِئْتَاهُ تَحْتَكِمَانِ

كُنْ طُولَ دَهْرِكَ سَاكِتًا مُتَوَاضِعًا

فَهُمَا لِكُلِّ فَضِيلَةٍ بَابَانِ

وَاخْلَعْ رِدَاءَ الْكِبْرِ عَنْكَ فَإِنَّهُ

لاَ يَسْتَقِلُّ بِحَمْلِهِ الْكَتِفَانِ

كُنْ فَاعِلاً لِلْخَيْرِ قَوَّالاً لَهُ

فَالْقَوْلُ مِثْلُ الْفِعْلِ مُقْتَرِنَانِ

مِنْ غَوْثِ مَلْهُوفٍ وَشِبْعَةِ جَائِعٍ

وِدِثَارِ عُرْيَانٍ وَفِدْيَةِ عَانِ

فَإِذَا عَمِلْتَ الْخَيْرَ لاَ تَمْنُنْ بِهِ

لاَ خَيْرَ في مُتَمَدِّحٍ مَنَّانِ

اُشْكُرْ عَلَى النَّعْمَاءِ وَاصْبِرْ لِلْبَلاَ

فَكِلاَهُمَا خُلُقَانِ مَمْدُوحَانِ

لاَ تَشْكُوَنَّ بِعِلَّةٍ أَوْ قِلَّةٍ

فَهُمَا لِعِرْضِ الْمَرْءِ فَاضِحَتَانِ

صُنْ حُرَّ وَجْهِكَ بِالْقَنَاعَةِ إِنَّمَا

صَوْنُ الْوُجُوهِ مُرُوءَةُ الْفِتْيَانِ

بِاللهِ ثِقْ وَلَهُ أَنِبْ وَبِهِ اسْتَعِنْ

فَإِذَا فَعَلْتَ فَأَنْتَ خَيْرُ مُعَانِ

وَإِذَا عَصَيْتَ فَتُبْ لِرَبِّكَ مُسْرِعًا

حَذَرَ الْمَمَاتِ وَلاَ تَقُلْ لَمْ يَانِ

وَإِذَا ابْتُلِيتَ بِعُسْرَةٍ فَاصْبِرْ لَهَا

فَالْعُسْرُ فَرْدٌ بَعْدَهُ يُسْرَانِ

لاَ تَحْشُ بَطْنَكَ بِالطَّعَامِ تَسَمُّنًا

فَجُسُومُ أَهْلِ الْعِلْمِ غَيْرُ سِمَانِ

لاَ تَتَّبِعْ شَهَوَاتِ نَفْسِكَ مُسْرِفًا

فَاللهُ يُبْغِضُ عَابِدًا شَهْوَانِي

أَقْلِلْ طَعَامَكَ مَا اسْتَطَعْتَ فَإِنَّهُ

نَفْعُ الْجُسُومِ وَصِحَّةُ الأَبْدَانِ

وَامْلِكْ هَوَاكَ بِضَبْطِ بَطْنِكَ إِنَّهُ

شَرُّ الرِّجَالِ الْعَاجِزُ الْبَطْنَانِي

وَمَنِ اسْتَذَلَّ لِفَرْجِهِ وَلِبَطْنِهِ

فَهُمَا لَهُ مَعَ ذَا الْهَوَى بَطْنَانِ

حِصْنُ التَّدَاوِيِّ الْمَجَاعَةُ وَالظَّمَا

وَهُمَا لِفَكِّ نُفُوسِنَا قَيْدَانِ

أَظْمِئْ نَهَارَكَ تُرْوَ في دَارِ الْعُلاَ

يَوْمًا يَطُولُ تَلَهُّفُ الْعَطْشَانِ

حُسْنُ الْغِذَاءِ يَنُوبُ عَنْ شُرْبِ الدَّوَا

سِيمَا مَعَ التَّقْلِيلِ وَالإِدْمَانِ

إِيَّاكَ وَالْغَضَبَ الشَّدِيدَ عَلَى الدَّوَا

فَلَرُبَّمَا أَفْضَى إِلَى الْخِذْلاَنِ

دَبِّرْ دَوَاءَكَ قَبْلَ شُرْبِكَ وَلْيَكُنْ

مُتَآلِفَ الأَجْزَاءِ وَالأَوْزَانِ

وَتَدَاوَ بِالْعَسَلِ الْمُصَفَّى وَاحْتَجِمْ

فَهُمَا لِدَائِكَ كُلِّهِ بُرْآنِ

لاَ تَدْخُلِ الْحَمَامَ شَبْعَانَ الْحَشَا

لاَ خَيْرَ في الْحَمَّامِ لِلشَّبْعَانِ

وَالنَّوْمُ فَوْقَ السَّطْحِ مِنْ تَحْتِ السَّمَا

يُفْنِي وَيُذْهِبُ نُضْرَةَ الأَبْدَانِ

لاَ تُفْنِ عُمْرَكَ في الْجِمَاعِ فَإِنَّهُ

يَكْسُو الْوُجُوهَ بِحُلَّةِ الْيَرَقَانِ

أُحْذِرْكَ مِنْ نَفَسِ الْعَجُوزِ وَبُضْعِهَا

فَهُمَا لِجِسْمِ ضَجِيعِهَا سُقْمَانِ

عَانِقْ مِنَ النِّسْوَانِ كُلَّ فَتِيَّةٍ

أَنْفَاسُهَا كَرَوَائِحِ الرَّيْحَانِ

لاَ خَيْرَ في صُوَرِ الْمَعَازِفِ كُلِّهَا

وَالرَّقْصِ وَالإِيقَاعِ في الْقُضْبَانِ

إِنَّ التَّقِيَّ لِرَبِّهِ مُتَنَزِّهٌ

عَنْ صَوْتِ أَوْتَارٍ وَسَمْعِ أَغَانِي

وَتِلاَوَةُ الْقُرْآنِ مِنْ أَهْلِ التُّقَى

سِيمَا بِحُسْنِ شَجًا وَحُسْنِ بَيَانِ

أَشْهَى وَأَوْفَى لِلنُّفُوسِ حَلاَوَةً

مِنْ صَوْتِ مِزْمَارٍ وَنَقْرِ مَثَانِ

وَحَنِينُهُ في اللَّيْلِ أَطْيَبُ مَسْمَعٍ

مِنْ نَغْمَةِ النَّايَاتِ وَالْعِيدَانِ

أَعْرِضْ عَنِ الدُّنْيَا الدَّنِيَّةِ زَاهِدًا

فَالزُّهْدُ عِنْدَ أُولِي النُّهَى زُهْدَانِ

زُهْدٌ عَنِ الدُّنْيَا وَزُهْدٌ في الثَّنَا

طُوبَى لِمَنْ أَمْسَى لَهُ الزُّهْدَانِ

لاَ تَنْتَهِبْ مَالَ الْيَتَامَى ظَالِمًا

وَدَعِ الرِّبَا فَكِلاَهُمَا فِسْقَانِ

وَاحْفَظْ لِجَارِكَ حَقَّهُ وَذِمَامَهُ

وَلِكُلِّ جَارٍ مُسْلِمٍ حَقَّانِ

وَاضْحَكْ لِضَيْفِكَ حِينَ يُنْزِلُ رَحْلَهُ

إِنَّ الْكَرِيمَ يُسَرُّ بِالضِّيفَانِ

وَاصِلْ ذَوِي الأَرْحَامِ مِنْكَ وَإِنْ جَفَوا

فَوِصَالُهُمْ خَيْرٌ مِنَ الْهِجْرَانِ

وَاصْدُقْ وَلاَ تَحْلِفْ بِرَبِّكَ كَاذِبًا

وَتَحَرَّ في كَفَّارَةِ الأَيْمَانِ

وَتَوَقَّ أَيْمَانَ الْغَمُوسِ فَإنِّهَا

تَدَعُ الدِّيَارَ بَلاَقِعَ الْحِيطَانِ

حَدُّ النِّكَاحِ مِنَ الْحَرَائِرِ أَرْبَعٌ

فَاطْلُبْ ذَوَاتِ الدِّينِ وَالإِحْصَانِ

لاَ تَنْكِحَنَّ مُحِدَّةً في عِدَّةٍ

فَنِكَاحُهَا وَزِنَاؤُهَا شِبْهَانِ

عِدَدُ النِّسَاءِ لَهَا فَرَائِضُ أَرْبَعٌ

لَكِنْ يَضُمُّ جَمِيعَهَا أَصْلاَنِ

تَطْلِيقُ زَوْجٍ دَاخِلٍ أَوْ مَوْتُهِ

قَبْلَ الدُّخُولِ وَبَعْدَهُ سِيَّانِ

وَحُدُودُهُنَّ عَلَى ثَلاَثَةٍ أَقْرُءٍ

أَوْ أَشْهُرٍ وَكِلاَهُمَا جِسْرَانِ

وَكَذَاكَ عِدَّةُ مَنْ تُوُفِّيَ زَوْجُهَا

سَبْعُونَ يَوْمًا بَعْدَهَا شَهْرَانِ

عِدَدُ الْحَوَامِلِ مِنْ طَلاَقٍ أَوْ فَنَا

وَضْعُ الأَجِنَّةِ صَارِخًا أَوْ فَانِي

وَكَذَاكَ حُكْمُ السِّقْطِ في إِسْقَاطِهِ

حُكْمُ التَّمَامِ كِلاَهُمَا وَضْعَانِ

مَنْ لَمْ تَحِضْ أَوْ مَنْ تَقَلَّصَ حَيْضُهَا

قَدْ صَحَّ في كِلْتَيْهِمَا الْعَدَدَانِ

كِلْتَاهُمَا تَبْقَى ثَلاَثَةَ أَشْهُرٍ

حُكْمَاهُمَا في النَّصِّ مُسْتَوِيَانِ

عِدَدُ الْجَوَارِ مِنَ الطَّلاَقِ بِحَيْضَةٍ

وَمِنَ الْوَفَاةِ الْخَمْسُ وَالشَّهْرَانِ

فَبِطَلْقَتَيْنِ تَبِينُ مِنْ زَوْجٍ لَهَا

لاَ رَدَّ إِلاَّ بَعْدَ زَوْجٍ ثَانِي

وَكَذَا الْحَرَائِرُ فَالثَّلاَثُ تَبِينُهَا

فَيُحِلُّ تِلْكَ وَهَذِهِ زَوْجَانِ

فَلْتَنْكِحَا زَوْجَيْهِمَا عَنْ غِبْطَةٍ

وَرِضًا بِلاَ دَلْسٍ وَلاَ عِصْيَانِ

حَتَّى إِذَا امْتَزَجَ النِّكَاحُ بِدَلْسَةٍ

فَهُمَا مَعَ الزَّوْجَيْنِ زَانِيَتَانِ

إِيَّاكَ وَالتَّيْسَ الْمُحَلِّلَ إِنَّهُ

وَالْمُسْتَحِلُّ لِرَدِّهَا تَيْسَانِ

لَعَنَ النَّبِيُّ مُحِلِّلاً وَمُحَلَّلاً

فَكِلاَهُمَا في الشَّرْعِ مَلْعُونَانِ

لاَ تَضْرِبَنْ أَمَةً وَلاَ عَبْدًا جَنَى

فَكِلاَهُمَا بِيَدَيْكَ مَأْسُورَانِ

أَعْرِضْ عَنِ النِّسْوَانِ جُهْدَكَ وَانْتَدِبْ

لِعِنَاقِ خَيْرَاتٍ هُنَاكَ حِسَانِ

في جَنَّةٍ طَابَتْ وَطَابَ نَعِيمُهَا

مِنْ كُلِّ فَاكِهَةٍ بِهَا زَوْجَانِ

أَنْهَارُهَا تَجْرِي لَهُمْ مِنْ تَحْتِهِمْ

مَحْفُوفَةً بِالنَّخْلِ وَالرُّمَّانِ

غُرُفَاتُهَا مِنْ لُؤْلُؤٍ وَزَبَرْجَدٍ

وَقُصُورُهَا مِنْ خَالِصِ الْعِقْيَانِ

قُصِرَتْ بِهَا لِلْمُتَّقِينَ كَوَاعِبًا

شُبِّهْنَ بِالْيَاقُوتِ وَالْمَرْجَانِ

بِيضُ الْوُجُوهِ شُعُورُهُنَّ حَوَالِكٌ

حُمْرُ الْخُدُودِ عَوَاتِقُ الأَجْفَانِ

فُلْجُ الثُّغُورِ إِذَا ابْتَسَمْنَ ضَوَاحِكًا

هِيفُ الْخُصُورِ نَوَاعِمُ الأَبْدَانِ

خُضْرُ الثِّيَابِ ثُدِيُّهُنَّ نَوَاهِدٌ

صُفْرُ الْحُلِيِّ عَوَاطِرُ الأَرْدَانِ

طُوبَى لِقَوْمٍ هُنَّ أَزْوَاجٌ لَهُمْ

في دَارِ عَدْنٍ في مَحَلِّ أَمَانِ

يُسْقَوْنَ مِنْ خَمْرٍ لَذِيذٍ شُرْبُهَا

بِأَنَامِلِ الْخُدَّامِ وَالْوِلْدَانِ

لَوْ تَنْظُرِ الْحَوْرَاءَ عِنْدَ وَلِيِّهَا

وَهُمَا فُوَيْقَ الْفُرْشِ مُتَّكِئَانِ

يَتَنَازَعَانِ الْكَأْسَ في أَيْدِيهِمَا

وَهُمَا بِلَذَّةِ شُرْبِهَا فَرِحَانِ

وَلَرُبَّمَا تَسْقِيهِ كَأْسًا ثَانِيًا

وَكِلاَهُمَا بِرُضَابِهَا حُلْوَانِ

يَتَحَدَّثَانِ عَلَى الأَرَائِكِ خَلْوَةً

وَهُمَا بِثَوْبِ الْوَصْلِ مُشْتَمِلاَنِ

أَكْرِمْ بِجَنَّاتِ النَّعِيمِ وَأَهْلِهَا

إِخْوَانُ صِدْقٍ أَيُّمَا إِخْوَانِ

جِيرَانُ رَبِّ الْعَالَمِينَ وَحِزْبُهُ

أَكْرِمْ بِهِمْ في صَفْوَةِ الْجِيرَانِ

هُمْ يَسْمَعُونَ كَلاَمَهُ وَيَرَوْنَهُ

وَالْمُقْلَتَانِ إِلَيْهِ نَاظِرَتَانِ

وَعَلَيْهِمُ فِيهِا مَلاَبِسُ سُنْدُسٍ

وَعَلَى الْمَفَارِقِ أَحْسَنُ التِّيجَانِ

تِيجَانُهُمْ مِنْ لُؤْلُؤٍ وَزَبَرْجَدٍ

أَوْ فِضَّةٍ مِنْ خَالِصِ الْعِقْيَانِ

وَخَوَاتِمٌ مِنْ عَسْجَدٍ وَأَسَاوِرٌ

مِنْ فِضَّةٍ كُسِيَتْ بِهَا الزَّنْدَانِ

وَطَعَامُهُمْ مِنْ لَحْمِ طَيْرٍ نَاعِمٍ

كَالْبُخْتِ يُطْعَمُ سَائِرُ الأَلْوَانِ

وَصِحَافُهُمْ ذَهَبٌ وَدُرٌّ فَائِقٌ

سَبْعُونَ أَلْفًا فَوْقَ أَلْفِ خِوَانِ

إِنْ كُنْتَ مُشْتَاقًا لَهَا كَلِفًا بِهَا

شَوْقَ الْغَرِيبِ لِرُؤْيَةِ الأَوْطَانِ

كُنْ مُحْسِنًا فِيمَا اسْتَطَعْتَ فَرُبَّمَا

تُجْزَى عَنِ الإِحْسَانِ بِالإِحْسَانِ

وَاعْمَلْ لِجَنَّاتِ النَّعِيمِ وَطِيبِهَا

فَنَعِيمُهَا يَبْقَى وَلَيْسَ بِفَانِ

أَدِمِ الصِّيَامَ مَعَ الْقِيَامِ تَعَبُّدًا

فَكِلاَهُمَا عَمَلاَنِ مَقْبُولاَنِ

قُمْ في الدُّجَى وَاتْلُ الْكِتَابَ وَلاَ تَنَمْ

إِلاَّ كَنَوْمَةِ حَائِرٍ وَلْهَانِ

فَلَرُبَّمَا تَأْتِي الْمَنِيَّةُ بَغْتَةً

فَتُسَاقُ مِنْ فُرُشٍ إِلَى الأَكْفَانِ

يَا حَبَّذَا عَيْنَانِ في غَسَقِ الدُّجَى

مِنْ خَشْيَةِ الرَّحْمَنِ بَاكِيَتَانِ

لاَ تَقْذِفَنَّ الْمُحْصَنَاتِ وَلاَ تَقُلْ

مَا لَيْسَ تَعْلَمُهُ مِنَ الْبُهْتَانِ

لاَ تَدْخُلَنَّ بُيُوتَ قَوْمٍ حُضَّرٍ

إِلاَّ بِنَحْنَحَةٍ أَوِ اسْتِئْذَانِ

لاَ تَجْزَعَنَّ إِذَا دَهَتْكَ مُصِيبَةٌ

إِنَّ الصَّبُورَ ثَوَابُهُ ضِعْفَانِ

فَإِذَا ابْتُلِيتَ بِنَكْبَةٍ فَاصْبِرْ لَهَا

اللهُ حَسْبِي وَحْدَهُ وَكَفَانِي

وَعَلَيْكَ بِالْفِقْهِ الْمُبَيِّنِ شَرْعَنَا

وَفَرَائِضِ الْمِيرَاثِ وَالْقُرْآنِ

عِلْمُ الْحِسَابِ وَعِلْمُ شَرْعِ مُحَمَّدٍ

عِلْمَانِ مَطْلُوبَانِ مُتَّبَعَانِ

لَوْلاَ الْفَرَائِضُ ضَاعَ مِيرَاثُ الْوَرَى

وَجَرَى خِصَامُ الْوُلْدِ وَالشِّيبَانِ

لَوْلاَ الْحِسَابُ وَضَرْبُهُ وَكُسُورُهُ

لَمْ يَنْقَسِمْ سَهْمٌ وَلاَ سَهْمَانِ

لاَ تَلْتَمِسْ عِلْمَ الْكَلاَمِ فَإِنَّهُ

يَدْعُو إِلَى التَّعْطِيلِ وَالْهَيَمَانِ

لاَ يَصْحَبُ الْبِدْعِيَّ إِلاَّ مِثْلُهُ

تَحْتَ الدُّخَانِ تَأَجُّجُ النِّيرَانِ

عِلْمُ الْكَلاَمِ وَعِلْمُ شَرْعِ مُحَمَّدٍ

يَتَغَايَرَانِ وَلَيَسْ يَشْتَبِهَانِ

أَخَذُوا الْكَلاَمَ عَنِ الْفَلاَسِفَةِ الأُلَى

جَحَدُوا الشَّرَائِعَ غِرَّةً وَأَمَانِ

حَمَلُوا الأُمُورَ عَلَى قِيَاسِ عُقُولِهِمْ

فَتَبَلَّدُوا كَتَبَلُّدِ الْحَيْرَانِ

مُرْجِيُّهُمْ يُزْرِي عَلَى قَدَرِيِّهِمْ

وَالْفِرْقَتَانِ لَدَيَّ كَافِرَتَانِ

وَيَسَبُّ مُخَتَارِيُّهُمْ دَوْرِيَّهُمْ

وَالْقَرْمَطِيُّ مُلاَعِنُ الرُّفْضَانِ

وَيَعِيبُ كَرَّامِيُّهُمْ وَهْبِيَّهُمْ

وَكِلاَهُمَا يَرْوِي عَنِ ابْنِ أَبَانِ

لِحِجَاجِهِمْ شُبَهٌ تُخَالُ وَرَوْنَقٌ

مِثْلُ السَّرَابِ يَلُوحُ لِلظَّمْآنِ

دَعْ أَشْعَرِيَّهُمُ وَمُعْتَزِلِيَّهُمْ

يَتَنَاقَرُونَ تَنَاقُرَ الْغِرْبَانِ

كُلٌّ يَقِيسُ بِعَقْلِهِ سُبُلَ الْهُدَى

وَيَتِيهُ تَيْهَ الْوَالِهِ الْهَيْمَانِ

فَاللهُ يَجْزِيهِمْ بِمَا هُمْ أَهْلُهُ

وَلَهُ الثَّنَا مِنْ قَوْلِهِمْ بَرَّانِي

مَنْ قَاسَ شَرْعَ مُحَمَّدٍ في عَقْلِهِ

قَذَفَتْ بِهِ الأَهْوَاءُ في غَدْرَانِ

لاَ تَفْتَكِرْ في ذَاتِ رَبِّكَ وَاعْتَبِرْ

فِيمَا بِهِ يَتَصَرَّفُ الْمَلَوَانِ

وَاللهُ رَبِّي مَا تُكَيَّفُ ذَاتُهُ

بِخَوَاطِرِ الأَوْهَامِ وَالأَذْهَانِ

أَمْرِرْ أَحَادِيثَ الصِّفَاتِ كَمَا أَتَتْ

مِنْ غَيْرِ تَأْوِيلٍ وَلاَ هَذَيَانِ

هُوَ مَذْهَبُ الزُّهْرِي وَوَافَقَ مَالِكٌ

وَكِلاَهُمَا في شَرْعِنَا عَلَمَانِ

للهِ وَجْهٌ لاَ يُحَدُّ بِصُورَةٍ

وَلِرَبِّنَا عَيْنَانِ نَاظِرَتَانِ

وَلَهُ يَدَانِ كَمَا يَقُولُ إِلَهُنَا

وَيَمِينُهُ جَلَّتْ عَنِ الأَيْمَانِ

كِلْتَا يَدَيْ رَبِّي يَمِينٌ وَصْفُهَا

وَهُمَا عَلَى الثَّقَلَيْنِ مُنْفِقَتَانِ

كُرْسِيُّهُ وَسِعَ السَّمَواتِ الْعُلَى

وَالأَرْضَ وَهْوَ يَعْمُّهُ الْقَدَمَانِ

وَاللهُ يَضْحَكُ لاَ كَضِحْكِ عَبِيدِهْ

وَالْكَيْفُ مُمْتَنِعٌ عَلَى الرَّحْمَنِ

وَاللهُ يَنْزِلُ كُلَّ آخِرِ لَيْلَةٍ

لِسَمَائِهِ الدُّنْيَا بِلاَ كِتْمَانِ

فَيَقُولُ هَلْ مِنْ سَائِلٍ فَأُجِيبَهُ

فَأَنَا الْقَرِيبُ أُجِيبُ مَنْ نَادَانِي

حَاشَا الإِلَهَ بِأَنْ تُكَيَّفَ ذَاتُهُ

فَالْكَيْفُ وَالتَّمْثِيلُ مُنْتَفِيَانِ

وَالأَصْلُ أَنَّ اللهَ لَيْسَ كَمِثْلِهِ

شَيْءٌ تَعَالَى الرَّبُّ ذُو الإِحْسَانِ

وَحَدِيثُهُ الْقُرْآنُ وَهْوَ كَلاَمُهُ

صَوْتٌ وَحَرْفٌ لَيْسَ يَفْتَرِقَانِ

لَسْنَا نُشَبِّهُ رَبَّنَا بِعِبَادِهِ

رَبٌّ وَعَبْدٌ كَيْفَ يَشْتَبِهَانِ

فَالصَّوْتُ لَيْسَ بِمُوجِبٍ تَجْسِيمَهُ

إِذْ كَانَتِ الصِّفَتَانِ تَخْتَلِفَانِ

حَرَكَاتُ أَلْسُنِنَا وَصَوْتُ حُلُوقِنَا

مَخْلُوقَةٌ وَجَمِيعُ ذَلِكَ فَانِي

وَكَمَا يَقُولُ اللهُ رَبِّي لَمْ يَزَلْ

حَيًّا وَلَيْسَ كَسَائِرِ الْحَيَوَانِ

وَحَيَاةُ رَبِّي لَمْ تَزَلْ صِفَةً لَهُ

سُبْحَانَهُ مِنْ كَامِلٍ ذِي الشَّانِ

وَكَذَاكَ صَوْتُ إِلَهِنَا وَنِدَاؤُهُ

حَقًّا أَتَى في مُحْكَمِ الْقُرْآنِ

وَحَيَاتُنَا بِحَرَارَةٍ وَبُرُودَةٍ

وَاللهُ لاَ يُعْزَى لَهُ هَذَانِ

وَقِوَامُهَا بِرُطُوبَةٍ وَيُبُوسَةٍ

ضِدَّانِ أَزْوَاجٌ هُمَا ضِدَّانِ

سُبْحَانَ رَبِّي عَنْ صِفَاتِ عِبَادِهِ

أَوْ أَنْ يَكُونَ مُرَكَّبًا جَسَدَانِ

إِنِّي أَقُولُ فَأَنْصِتُوا لِمَقَالَتِي

يَا مَعْشَرَ الْخُلَطَاءِ وَالإِخْوَانِ

إِنَّ الَّذِي هُوَ في الْمَصَاحِفِ مُثْبَتٌ

بِأَنَامِلِ الأَشْيَاخِ وَالشُّبَّانِ

هُوَ قَوْلُ رَبِّي آيُهُ وَحُرُوفُهُ

وَمِدَادُنَا وَالرَّقُّ مَخْلُوقَانِ

مَنْ قَالَ في الْقُرْآنِ ضِدَّ مَقَالَتِي

فَالْعَنْهُ كُلَّ إِقَامَةٍ وَأَذَانِ

هُوَ في الْمَصَاحِفِ وَالصُّدُورِ حَقِيقَةً

أَيْقِنْ بِذَلِكَ أَيَّمَا إِيقَانِ

وَكَذَا الْحُرُوفُ الْمُسْتَقِرُّ حِسَابُهَا

عِشْرُونَ حَرْفًا بَعْدَهُنَّ ثَمَانِي

هِيَ مِنْ كَلاَمِ اللهِ جَلَّ جَلاَلُهُ

حَقًّا وَهُنَّ أُصُولُ كُلِّ بَيَانِ

حَاءٌ وَمِيمٌ قَوْلُ رَبِّي وَحْدَهُ

مِنْ غَيْرِ أَنْصَارٍ وَلاَ أَعْوَانِ

مَنْ قَالَ في الْقُرْآنِ مَا قَدْ قَالَهُ

عَبْدُ الْجَلِيلِ وَشِيعَةُ اللِّحْيَانِ

فَقَدِ افْتَرَى كَذِبًا وَإِثْمًا وَاقْتَدَى

بِكِلاَبِ كَلْبِ مَعَرَّةِ النُّعْمَانِ

خَالَطتُّهُمْ حِينًا فَلَوْ عَاشَرْتُهُمْ

لَضَرَبْتُهُمْ بِصَوَارِمِي وَلِسَانِي

تَعِسَ الْعَمِيُّ أَبُو الْعَلاَءِ فَإِنَّهُ

قَدْ كَانَ مَجْمُوعًا لَهُ الْعَمَيَانِ

وَلَقَدْ نَظَمْتُ قَصِيدَتَيْنِ بِهَجْوِهِ

أَبْيَاتُ كُلِّ قَصِيدَةٍ مِئَتَانِ

وَالآنَ أَهْجُو الأَشْعَرِيَّ وَحِزْبَهُ

وَأُذِيعُ مَا كَتَمُوا مِنَ الْبُهْتَانِ

يَا مَعْشَرَ الْمُتَكَلِّمِينَ عَدَوْتُمُ

عُدْوَانَ أَهْلِ السَّبْتِ في الْْحِيتَانِ

كَفَّرْتُمُ أَهْلَ الشَّرِيعَةِ وَالْهُدَى

وَطَعَنْتُمُ بِالْبَغْيِ وَالْعُدْوَانِ

فَلأَنْصُرَنَّ الْحَقَّ حَتَّى أَنَّنِي

أَسْطُو عَلَى سَادَاتِكُمْ بِطِعَانِي

اللهُ صَيَّرَنِي عَصَا مُوسَى لَكُمْ

حَتَّى تَلَقَّفَ إِفْكَكُمْ ثُعْبَانِي

بِأَدِلَّةِ الْقُرْآنِ أُبْطِلُ سِحْرَكُمْ

وَبِهِ أُزَلْزِلُ كُلَّ مَنْ لاَقَانِي

هُوَ مَلْجَئِي هُوَ مَدْرَئِي هُوَ مُنْجِنِي

مِنْ كَيْدِ كُلِّ مُنَافِقٍ خَوَّانِ

إِنْ حَلَّ مَذْهَبُكُمْ بِأَرْضٍ أَجْدَبَتْ

أَوْ أَصْبَحَتْ قَفْرًا بِلاَ عُمْرَانِ

وَاللهُ صَيَّرَنِي عَلَيْكُمْ نِقْمَةً

وَلِهَتْكِ سِتْرِ جَمِيعِكُمْ أَبْقَانِي

أَنَ في حُلُوْقِ جَمِيعِهِمْ عُودُ الْحَشَا

أَعْيَى أَطِبَّتَكُمْ غُمُوضُ مَكَانِي

أَنَ حَيَّةُ الْوَادِي أَنَا أَسَدُ الشَّرَى

أَنَ مُرْهَفٌ مَاضِي الْغِرَارِ يَمَانِي

بَيْنَ ابْنِ حَنْبَلَ وَابْنِ إِسْمَاعِيلِكُمْ

سَخَطٌ يُذِيقُكُمُ الْحَمِيمَ الآنِ

دَارَيْتُمُ عِلْمَ الْكَلاَمِ تَشَزُّرًا

وَالْفِقْهُ لَيْسَ لَكُمْ عَلَيْهِ يَدَانِ

الْفِقْهُ مُفْتَقِرٌ لِخَمْسِ دَعَائِمٍ

لَمْ يَجْتَمِعْ مِنْهَا لَكُمْ ثِنْتَانِ

حِلْمٌ وَإِتْبَاعٌ لِسُنَّةِ أَحْمَدٍ

وَتُقًى وَكَفُّ أَذًى وَفَهْمُ مَعَانِ

آثَرْتُمُ الدُّنْيَا عَلَى أَدْيَانِكُمْ

لاَ خَيْرَ في دُنْيَا بِلاَ أَدْيَانِ

وَفَتَحْتُمُ أَفْوَاهَكُمْ وَبُطُونَكُمْ

فَبَلَعْتُمُ الدُّنْيَا بِغَيْرِ تَوَانِ

كَذَّبْتُمُ أَقْوَالَكُمْ بِفِعَالِكُمْ

وَحَمَلْتُمُ الدُّنْيَا عَلَى الأَدْيَانِ

قُرَّاؤُكُمْ قَدْ أَشْبَهُوا فُقَهَاءَكُمْ

فِئَتَانِ لِلرَّحْمَنِ عَاصِيَتَانِ

يَتَكَالَبَانِ عَلَى الْحَرَامِ وَأَهْلِهِ

فِعْلَ الْكِلاَبِ بِجِيفَةِ اللُّحْمَانِ

يَا أَشْعَرِيَّةُ هَلْ شَعَرْتُمْ أَنَّنِي

رَمَدُ الْعُيُونِ وَحِكَّةُ الأَجْفَانِ

أَنَ في كُبُودِ الأَشْعَرِيَّةِ قَرْحَةٌ

أَرْبُو فَأَقْتُلُ كُلَّ مَنْ يَشْنَانِي

وَلَقَدْ بَرَزْتُ إِلَى كِبَارِ شُيُوخِكُمْ

فَصَرَفْتُ مِنْهُمْ كُلَّ مَنْ نَاوَانِي

وَقَلَبْتُ أَرْضَ حِجَاجِهِمْ وَنَثَرْتُهَا

فَوَجَدتُّهَا قَوْلاً بِلاَ بُرْهَانِ

وَاللهُ أَيَّدَنِي وَثَبَّتَ حُجَّتِي

وَاللهُ مِنْ شُبُهَاتِهِمْ نَجَّانِي

وَالْحَمْدُ للهِ الْمُهَيْمِنِ دَائِمًا

حَمْدًا يُلَقِّحُ فِطْنَتِي وَجَنَانِي

أَحَسِبْتُمُ يَا أَشْعَرِيَّةُ أَنَّنِي

مِمَّنْ يُقَعْقِعُ خَلْفَهُ بِشِنَانِ

أَفَتُسْتَرُ الشَّمْسُ الْمُضِيئَةُ بِالسُّهَا

أَمْ هَلْ يُقَاسُ الْبَحْرُ بِالْخُلْجَانِ

عَمْرِي لَقَدْ فَتَّشْتُكُمْ فَوَجَدتُّكُمْ

حُمُرًا بِلاَ عِنَنٍ وَلاَ أَرْسَانِ

أَحْضَرْتُكُمْ وَحَشَرْتُكُمْ وَقَصَدتُّكُمْ

وَكَسَرْتُكُمْ كَسْرًا بِلاَ جُبْرَانِ

أَزَعَمْتُمُ أَنَّ الْقَرَانَ عِبَارَةٌ

فَهُمَا كَمَا تَحْكُونَ قُرْآنَانِ

إِيمَانُ جِبْرِيلٍ وَإِيمَانُ الَّذِي

رَكِبَ الْمَعَاصِي عِنْدَكُمْ سِيَّانِ

هَذَا الْجُوَيْهِرُ وَالْعُرَيْضُ بِزَعْمِكُمْ

أَهُمَا لِمَعْرِفَةِ الْهُدَى أَصْلاَنِ

مَنْ عَاشَ في الدُّنْيَا وَلَمْ يَعْرِفْهُمَا

وَأَقَرَّ بِالإِسْلاَمِ وَالْفُرْقَانِ

أَفَمُسْلِمٌ هُوَ عِنْدَكُمْ أَمْ كَافِرٌ

أَمْ عَاقِلٌ أَمْ جَاهِلٌ أَمْ وَانِي

عَطَّلْتُمُ السَّبْعَ السَّمَوَاتِ الْعُلَى

وَالْعَرْشَ أَخْلَيْتُمْ مِنَ الرَّحْمَنِ

وَزَعَمْتُمُ أَنَّ الْبَلاَغَ لأَحْمَدٍ

في آيَةٍ مِنْ جُمْلَةِ الْقُرْآنِ

هَذِي الشَّقَاشِقُ وَالْمَخَارِفُ وَالْهَوَى

وَالْمَذْهَبُ الْمُسْتَحْدَثُ الشَّيْطَانِي

سَمَّيْتُمُ عِلْمَ الأُصُولِ ضِلاَلَةً

كَاسْمِ النَّبِيذِ لِخَمْرَةِ الأَدْنَانِ

وَنَعَتْ مَحَارِمُكُمْ عَلَى أَمْثَالِكُمْ

وَاللهُ عَنْهَا صَانَنِي وَحَمَانِي

إِنِّي اعْتَصَمْتُ بِحَبْلِ شَرْعِ مُحَمَّدٍ

وَعَضَضْتُهُ بِنَوَاجِذِ الأَسْنَانِ

أَشَعَرْتُمُ يَا أَشْعَرِيَّةُ أَنَّنِي

طُوفَانُ بَحْرٍ أَيُّمَا طُوفَانِ

أَنَ هَمُّكُمْ أَنَ غَمُّكُمْ أَنَ سُقْمُكُمْ

أَنَ سُمُّكُمْ في السِّرِّ وَالإِعْلاَنِ

أَذْهَبْتُمُ نُورَ الْقُرَانِ وَحُسْنَهُ

مِنْ كُلِّ قَلْبٍ وَالِهٍ لَهْفَانِ

فَوَحَقِّ جَبَّارٍ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى

مِنْ غَيْرِ تَمْثِيلٍ كَقَوْلِ الْجَانِي

وَوَحَقِّ مَنْ خَتَمَ الرِّسَالَةَ وَالْهُدَى

بِمُحَمَّدٍ فَزَهَا بِهِ الْحَرَمَانِ

لأُقَطِّعَنَّ بِمِعْوَلِي أَعْرَاضَكُمْ

مَا دَامَ يَصْحَبُ مُهْجَتِي جُثْمَانِي

وَلأَهْجُوَنَّكُمُ وَأَثْلِبُ حِزْبَكُمْ

حَتَّى تُغَيِّبَ جُثَّتِي أَكْفَانِي

وَلأَهْتِكَنَّ بِمَنْطِقِي أَسْتَارَكُمْ

حَتَّى أُبَلِّغَ قَاصِيًا أَوْ دَانِي

وَلأَهْجُوَنَّ صَغِيرَكُمْ وَكَبِيرَكُمْ

غَيْظًا لِمَنْ قَدْ سَبَّنِي وَهَجَانِي

وَلأُنْزِلَنَّ بِكُمْ أَلِيمَ صَوَاعِقِي

وَلَتُحْرِقَنَّ كُبُودَكُمْ نِيرَانِي

وَلأَقْطَعَنَّ بِسَيْفِ حَقِّي زُورَكُمْ

وَلَيُخْمِدَنَّ شُوَاظَكُمْ طُوْفَانِي

وَلأَقْصِدَنَّ اللهَ في خِذْلاَنِكُمْ

وَلَيَمْنَعَنَّ جَمِيعَكُمْ خِذْلاَنِي

وَلأَحْمِلَنَّ عَلَى عُتَاةِ طُغَاتِكُمْ

حَمْلَ الأُسُودِ عَلَى قَطِيعِ الضَّانِ

وَلأَرْمِيَنَّكُمُ بِصَخْرِ مَجَانِقِي

حَتَّى يَهِدَّ عُتُوَّكُمْ سُلْطَانِي

وَلأَكْتُبَنَّ إِلَى الْبِلاَدِ بِسَبِّكُمْ

فَيَسِيرَ سَيْرَ الْبُزْلِ بِالرُّكْبَانِ

وَلأُدْحِضَنَّ بِحُجَّتِي شُبُهَاتِكُمْ

حَتَّى يُغَطِّيَ جَهْلَكُمْ عِرْفَانِي

وَلأَغْضَبَنَّ لِقَوْلِ رَبِّي فِيكُمُ

غَضَبَ النُّمُورِ وَجُمْلَةِ الْعِقْبَانِ

وَلأَضْرِبَنَّكُمُ بِصَارِمِ مِقْوَلِي

ضَرْبًا يُزَعْزِعُ أَنْفُسَ الشُّجْعَانِ

وَلأَسْعَطَنَّ مِنَ الْفُضُولِ أُنُوفَكُمْ

سَعْطًا يُعَطَّسُ مِنْهُ كُلُّ جَبَانِ

إِنِّي بِحَمْدِ اللهِ عِنْدَ قِتَالِكُمْ

لَمُحَكَّمٌ في الْحَرْبِ ثَبْتُ جَنَانِ

وَإِذَا ضَرَبْتُ فَلاَ تَخِيبُ مَضَارِبِي

وَإِذَا طَعَنْتُ فَلاَ يَرُوغُ طِعَانِي

وَإِذَا حَمَلْتُ عَلَى الْكَتِيبَةِ مِنْكُمُ

مَزَّقْتُهَا بِلَوَامِعِ الْبُرْهَانِ

الشَّرْعُ وَالْقُرْآنُ أَكْبَرُ عُدَّتِي

فَهُمَا لِقَطْعِ حِجَاجِكُمْ سَيْفَانِ

ثَقُلاَ عَلَى أَبْدَانِكُمْ وَرُؤُوسِكُمْ

فَهُمَا لِكَسْرِ رُؤُوسِكُمْ حَجَرَانِ

إِنْ أَنْتُمُ سَالَمْتُمُ سُولِمْتُمُ

وَسَلِمْتُمُ مِنْ حَيْرَةِ الْخِذْلاَنِ

وَلَئِنْ أَبَيْتُمْ وَاعْتَدَيْتُمْ في الْهَوَى

فَنِضَالُكُمْ في ذِمَّتِي وَضَمَانِي

يَا أَشْعَرِيَّةُ يَا أَسَافِلَةَ الْوَرَى

يَا عُمْيُ يَا صُمٌّ بِلاَ آذَانِ

إِنِّي لأُبْغِضُكُمْ وَأُبْغِضُ حِزْبَكُمْ

بُغْضًا أَقَلُّ قَلِيلِهِ أَضْغَانِي

لَوْ كُنْتُ أَعْمَى الْمُقْلَتَيْنِ لَسَرَّنِي

كَيْلاَ يَرَى إِنْسَانَكُمْ إِنْسَانِي

تَغْلِي قُلُوبُكُمُ عَلَيَّ بِحَرِّهَا

حَنَقًا وَغَيْظًا أَيَّمَا غَلَيَانِ

مُوتُوا بِغَيْظِكُمُ وَمُوتُوا حَسْرَةً

وَأَسًى عَلَيَّ وَعَضُّو كُلَّ بَنَانِ

قَدْ عِشْتُ مَسْرُورًا وَمِتُّ مُخَفَّرًا

وَلَقِيتُ رَبِّي سَرَّنِي وَرَعَانِي

وَأَبَاحَنِي جَنَّاتِ عَدْنٍ آمِنًا

وَمِنَ الْجَحِيمِ بِفَضْلِهِ عَافَانِي

وَلَقِيتُ أَحْمَدَ في الْجِنَانِ وَصَحْبَهُ

وَالْكُلُّ عِنْدَ لِقَائِهِمْ أَدْنَانِي

لَمْ أَدَّخِرْ عَمَلاً لِرَبِّيَ صَالِحًا

لَكِنْ بِإِسْخَاطِي لَكُمْ أَرْضَانِي

أَنَ تَمْرَةُ الأَحْبَابِ حَنْظَلَةُ الْعِدَا

أَنَ غُصَّةٌ في حَلْقِ مَنْ عَادَانِي

وَأَنَا الْمُحِبُّ لأَهْلِ سُنَّةِ أَحْمَدٍ

وَأَنَا الأَدِيبُ الشَّاعِرُ الْقَحْطَانِي

سَلْ عَنْ بَنِي قَحْطَانَ كَيْفَ فِعَالُهُمْ

يَوْمَ الْهِيَاجِ إِذَا الْتَقَى الزَّحْفَانِ

سَلْ كَيْفَ نَثْرُهُمُ الْكَلاَمَ وَنَظْمُهُمْ

وَهُمَا لَهُمْ سَيْفَانِ مَسْلُولاَنِ

نَصَرُوا بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ سُلَّقٍ

مِثْلِ الأَسِنَّةِ شُرِّعَتْ لِطِعَانِ

سَلْ عَنْهُمُ عِنْدَ الْجِدَالِ إِذَا الْتَقَى

مِنْهُمْ وَمِنْ أَضْدَادِهِمْ خَصْمَانِ

نَحْنُ الْمُلُوكُ بَنُو الْمُلُوكِ وِرَاثَةً

أُسْدُ الْهِيَاجِ وَأَبْحُرُ الإِحْسَانِ

لاَ قَوْمُنَا بُخَلاَ وَلاَ بِأَذِلَّةٍ

عِنْدَ الْحُرُوبِ وَلاَ النِّسَا بِزَوَانِي

يَا أَشْعَرِيَّةُ يَا جَمِيعُ مَنِ ادَّعَى

بِدَعًا وَأَهْوَاءً بِلاَ بُرْهَانِ

جَاءَتْكُمُ سُنِّيَّةٌ مَأْمُونَةٌ

مِنْ شَاعِرٍ ذَرِبِ اللِّسَانِ مُعَانِ

خَرَزَ الْقَوَافِي بِالْمَدَائِحِ وَالْهِجَا

فَكَأَنَّ جُمْلَتَهَا لَدَيَّ عَوَانِي

يَهْوِي فَصِيحُ الْقَوْلِ مِنْ لَهَوَاتِهِ

كَالصَّخْرِ يَهْبِطُ مِنْ ذُرَى كَهْلاَنِ

إِنِّي قَصَدتُّ جَمِيعَكُمْ بِقَصِيدَةٍ

هَتَكَتْ سُتُورَكُمُ عَلَى الْبُلْدَانِ

هِيَ لِلرَّوَافِضِ دِرَّةٌ عُمَرِيَّةٌ

تَرَكَتْ رُؤُوسَهُمُ بِلاَ آذَانِ

هِيَ لِلْمُنَجِّمِ وَالطَّبِيبِ مَنِيَّةٌ

فَكِلاَهُمَا مُلْقَانِ مُخْتَلِفَانِ

هِيَ في رُؤُوسِ الْمَارِقِيْنَ شَقِيقَةٌ

ضُرِبَتْ لِفَرْطِ صُدَاعِهَا الصُّدْغَانِ

هِيَ في قُلُوبِ الأَشْعَرِيَّةِ كُلِّهِمْ

صَابٌ وَفي الأَجْسَادِ كَالسَّعْدَانِ

لَكِنْ لأَهْلِ الْحَقِّ شَهْدٌ صَافِيًا

أَوْ تَمْرُ يَثْرِبَ ذَلِكَ الصَّيْحَانِي

وَأَنَا الَّذِي حَبَّرْتُهَا وَجَعَلْتُهَا

مَنْظُومَةً كَقَلاَئِدِ الْمَرْجَانِ

وَنَصَرْتُ أَهْلَ الْحَقِّ مَبْلَغَ طَاقَتِي

وَصَفَعْتُ كُلَّ مُخَالِفٍ صَفْعَانِ

مَعَ أَنَّهَا جَمَعَتْ عُلُومًا جَمَّةً

مِمَّا يَضِيقُ لِشَرْحِهَا دِيوَانِي

أَبْيَاتُهَا مِثْلُ الْحَدَائِقِ تُجْتَنَى

سَمْعًا وَلَيْسَ يَمَلُّهُنَّ الْجَانِي

وَكَأَنَّ رَسْمَ سُطُورِهَا في طِرْسِهَا

وَشْيٌ تُنَمِّقُهُ أَكُفُّ غَوَانِي

وَاللهَ أَسْأَلُهُ قَبُولَ قَصِيدَتِي

مِنِّي وَأَشْكُرُهُ لِمَا أَوْلاَنِي

صَلَّى الإِلَهُ عَلَى النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ

مَا نَاحَ قُمْرِيٌّ عَلَى الأَغْصَانِ

وَعَلَى جَمِيعِ بَنَاتِهِ وَنِسَائِهِ

وَعَلَى جَمِيعِ الصَّحْبِ وَالإِخْوَانِ

بِاللهِ قُولُوا كُلَّمَا أَنْشَدتُّمُ

رَحِمَ الإِلَهُ صَدَاكَ يَا قَحْطَانِي

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن القحطاني الأندلسي

avatar

القحطاني الأندلسي

العصر الأندلسي

poet-Al-Qahtani-Al-Andalusi@

1

قصيدة

0

متابعين

أبو محمد بن عبد الله بن محمد الأندلسي القحطاني السلفي المالكي (ت. 383 هـ / 993 م) كان فقيهًا حافظًا، اشتُهر بجمعه لتاريخ أهل الأندلس، كما عُرف برحلته في طلب العلم ...

المزيد عن القحطاني الأندلسي

اقتراحات المتابعة

اقرأ أيضا لـ القحطاني الأندلسي :

أضف شرح او معلومة