"صرخة الوجود"
نوازعُ صدري تشتاق إلى الرحيل،
ظمأةٌ لمحرابِ عرش عينيك تسوقني…
تنزع مني روحي، تُعرّيها من السماء،
وتنثر حولي شموساً ونجوماً تشدو كأغنية لا تنتهي،
يسلبني هبةَ اللهِ والقدر.
رحلتي إلى شواطئك الدافئةِ… إلى ظلّك العتيق،
تأخذني كما أخذتني أساطير الأطفال الساحرة،
كأم ترعى طفلها الباكي،
بكاء يملأُ الأرجاء، منه يولد نجمٌ
تسطع به وجنتاك بعد عتمة الصمت.
شكي بيقيني لا ينتهي، وصبري على نفسي تصدّع،
وكأن العيون لا تبصر نور الشمس،
ولا ضياء القمر في سماءٍ علياء.
أبصر، أسمع،
وما زال الشوق إليك كالظل لا يغيب،
كأن عينيّ لم تتركك منذ الصغر.
فرحلتي بعيدة، في متاهاتِ الغياب والغربة الصامتة،
وأنت القلعةُ التائهة في سمائي،
أنت لحن الشجن، وصوت البلبل المبتهج بنشيده.
عقلي يحوم في سمائك، يتوه في محراب الأسى،
وأنت طاهرة كقطرة مطر قبل أن تلامس التراب،
نقيّة كحلم لم تدنّسه يد البشر…
أيا وطن.
أنت عنواني مهما ابتعدنا،
أنت الصرح العالي،
أنت السماء العذبة الماطرة،
والأرضُ الخصبة التي لا تنضب،
أنت بهجة الحياة وغايتها،
وأنا من دونك أجري بلا قلبٍ، بلا بصر.
تتوق النفس، يا حبيبتي،
إلى عزيمةٍ تهدم الصخور،
وقوة إعصارٍ وأمواجٍ عاتية،
لأصنع لك سيفاً يبتر جذور العدى،
ويزيل مَن باعوك بأرخص ثمن
تتوق نفسي إلى الانصهار في عروقك،
إلى أن يتحد دمي بترابك،
لأصبح طوفاناً يحرق الظلم،
ويغسل عنك مَن باعوك بأبخس الثمن
الأصل في الحقوق هي أنها محفوظة
رجاءا عدم النشر والمشاركة إلا بإذن الكاتب
ماهر كمال خليل
15
قصيدة
