"لا العهدُ نجا… ولا أنا"
نسجتُ الصمتَ رداءً، كي لا تُفضَحَ لهفتي،
ولكنّ الشوقَ يفضحُ حتى حنينَ الأصمِّ
عاهدتُ صمتي بألّا أُبوحَ لظلِّها عن نبضي،
فخارتْ نياطُ الروحِ، وشلَّ الغرامُ أوتارَ عزمي
تهاوتْ كلُّ الحواسِ في حضورِها وتكشَّفت،
فكيفَ بعهدٍ يصمدُ، وأنا أمامَها أتهدَّمُ؟
تسلّلَ مِن صدى صوتِها شرخٌ أوجعتْ مقالبي،
فانكسرَ المدى في داخلي، وتبعثرتْ مَراكبي
جمالُها الزهريُ أسْكَتَ حُجّتي فكَسرَ صَمْتي،
فهيَ المُرادُ، ولا سَبيلَ لقلبي إلّا أنْ يَمْشي
طَلَّتْ كالسَّنا، فانْجَلَى الليلُ عن جَفني،
وتَمايَلَ النَّدى في وريدي خاشِعًا يَدمي
أُحبّكِ… فلا قُدرةَ لي أكثرَ على الجحود،
فلا العهدُ مِنكِ نجا، ولا سَلِمَ بِبُعدِكِ قَلبي
فإن غِبتِ… سيبقى هواكِ اُنشودةَ عُمري
وإن حضَرتِ… ففيكِ يكتملُ نبضي ومَغرَمي
فدعيني أذوبُ على وجنتيك كشمعةِ الأزلِ،
فأنتِ المنسكُ البراقُ، ومَطلعُ شِعريَ الغارِمِ
بقلم: ماهر كمال خليل
(جميع الحقوق محفوظة – يُمنع النشر أو الاقتباس دون إذن الكاتب)
15
قصيدة