الديوان » نوح علي ذعوان » الزهد والقناعة

عدد الابيات : 18

طباعة

دع ما تشاءُ فكلُّ شيء غُرورُ

يبقى التقى زادا، ويُمحى الزُّورُ 

إن كنتَ تبصرُ في الحياةِ حقيقة

فالباقياتُ الصالحاتُ النُـــورُ 

يا راكضًا خلفَ السرابِ مكلَّفًا

ماذا جنيتَ؟ وكلُّهُ مَهجورُ 

فالدهرُ دولابٌ، وكلُّ نعيمِهِ

من بعدِ حينٍ ينتهي ويغورُ 

كم من عزيزٍ بالثرى قد أُودِعَ

فمضى الزمان، وذكره مبرورُ 

هل جئتَ للدنيا لتبني دارها؟

بل أنتَ فيها عابد مأمور 

ما خادعَتكَ سوى الظنون فإنها

دارُ العناْ، والعيش فيها قصير 

واخفضْ جناحكَ للضعيفِ، فإنّما

نبلُ الفتى في سعيهِ مشكورُ 

عِش بالقناعةَ راحةٌ وكرامةٌ

لا يعرفُ المعنى لها المغدورُ 

أوَما ترى الأيامَ كيفَ تُقلِّبُ الـ

إنسانَ؟ كمْ في طَبعِها من جور! 

سَيرٌ إلى دارِ الفناءِ قصيرةٌ

ما العمرُ إلا نفحةٌ، وعبورُ 

واحرصْ على الرزقِ الحلالِ، فـ

إنَّهُ عندَ الإلهِ مُقدَّرٌ مَسطورُ 

يُحصيهِ ربُّ العرشِ عدلاً فاحذرن

عصيانهُ، فالعقاب منه عسيرُ 

واحملْ فؤادَكَ للمعالي صادقاً

فالزهدُ عزٌّم، والرضا مَأجورُ 

كم عاش أقوام وكان مصيرهم

تحت التراب جميعهم مغمور 

سُلبوا المظاهرَ رغمَ ما جمعوا فما

نفعَتْ قصورٌ .. والمصيرُ قبورُ 

وإذا أتاكَ الدهرُ في أهوالِهِ

فتوسّلٍ الرحمٰنَ .. فهو نصيرُ 

ما خابَ من يرجو الإلهَ، فإنّهُ

نورٌ يُضيءُ، وإنْ بدا الديجورُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن نوح علي ذعوان

نوح علي ذعوان

289

قصيدة

شاعر من اليمن

المزيد عن نوح علي ذعوان

أضف شرح او معلومة