عدد الابيات : 18
يُطَارِدُنِي لَيْلٌ بِلَا شَمْسٍ مُضِيئَةٍ
يُذَكِّرُنِي وَعْدًا بِأَضْلَاعِ الْأَلَمِ
فَأَبْحَثُ عَنْ نَجْمٍ يُضِيءُ ظَلَامِيَ
وَعَنْ قَلْبٍ لَا يَخُونُ الْقَسَمَ الْعَظِيمِ
كَأَنِّي غَرِيقٌ فِي بِحَارِ صَبَابَتِي
وَأَشْتَاقُ شَطًّا بِهِ الْقَلْبُ يَرْتَمِي
أَجُولُ بِمَا تَبْقَى مِنَ الرُّوحِ بَائِسًا
عَلَى أَمَلٍ أَنْ أَلْتَقِيَ بِكَ، فَاعْلَمِ
يُطَارِدُنِي طَيْفُ الْحَبِيبِ وَصَوْتُهُ
كَطَائِرِ شَوْقٍ حَائِرٍ فَوْقَ الْحَرَمِ
لِكُلِّ فُؤَادٍ فِي الْهَوَى أُمْنِيَةٌ
وَأُمْنِيَتِي أَنْ تَسْتَقِرَّ بِهِ وَلَمْ يَأْلَمِ
فَهَلْ لِلْيَالِي أَنْ تَعُودَ بِقُرْبِنَا
وَيَشْرُقَ صُبْحُ الْوَصْلِ فِي عَيْنِ الْيَتِيمِ
أَيَا قَلْبُ صَبْرًا فَالتَّلَوُّمُ سِيرَةٌ
لِمَنْ ذَابَ شَوْقًا، وَالْبُعْدُ أَمْرٌ يَحْتِمُ
أَتَيْتُكَ شَاكِيًا هَمًّا بِصَدْرِيَ
عَسَى اللَّهُ يُدْنِي الْمُلْتَقَى، لَا تَنْدَمِ
فَإِنِّي وَإِنْ غِبْتَ فَذِكْرَاكَ بَاقِيَةٌ
وَرُوحِي بِهَا طَيْفُ الْهَوَى لَكَ يَحْتَمِي
أَتُرْضِيكَ دَمْعَاتٌ عَلَى الْخَدِّ سَالَتْ
وَأَضْلَاعٌ مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ تَتَأَلَّمُ
كَفَانِي عِتَابًا لِلزَّمَانِ وَقَسْوَتِهِ
فَقَدْ كَانَ لِي قَلْبٌ عَلَى الْعَهْدِ، لَمْ يُهْدَمِ
فَعُدْ يَا حَبِيبَ الرُّوحِ قَبْلَ مَنِيَّتِي
فَقَلْبِي يُنَادِي وَالْعُيُونُ بِكَ تَحْلُمُ
وَإِنْ عُدْتَ فَاجْعَلْ مِنْ عِنَاقِكَ رَاحَةً
لِرُوحٍ أَعْيَتْهَا الْحَيَاةُ وَكُلُّ مَنَامِ
سَأَحْفَظُ عَهْدًا كُنْتَ فِيهِ مُؤَمَّلِي
إِلَى أَنْ يُوَارِينِي تُرَابٌ لَا يُكَلِّمُ
وَأَرْجُوكَ فَاعْذُرْ إِنْ غَدَا الدَّمْعُ سَالَتْ
فَقَدْ جَاوَزَ الصَّبْرُ الْحُدُودَ، وَلَمْ يُجَرَّمِ
وَأَنْتَ الَّذِي مَلَكْتَ قَلْبِي وَرُوحِيَ
وَكُلَّ خَفَايَا مَا تَوَارَتْ فِي الظُّلَمِ
سَأَبْقَى عَلَى أَمَلِ اللِّقَاءِ مُؤَمِّلًا
وَفِي ذِكْرِكَ قَلْبِي يُضِيءُ، لَا يَظْلِمُ
155
قصيدة