حمداً لخالقِ البرايا الأزليَ

شكراً لواهبِ العطايا الكمّلِ

وأكملُ الصّلاةِ والتّحيّة

على النّبيِّ أفضلِ البريّة

وآلهِ الكرامِ مربعِ الهدى

وصحبهِ العظامِ منبعِ النّدى

وبعدُ بالتماسِ بعضِ إخوتي

محصّلينَ مدّةً بصحبتي

لا سيّما الأخِ الشّقيقِ الماجدِ

أعني السّميَّ للنّبيِّ المنجدِ

نظمتُ بحث الظّرفِ عائداً إلى

جنابهِ الموفّقِ وقائلاً

اعلم بأنَّ الظّرفَ في التّحقيقِ

يقسمُ للمجازي والحقيقي

فكلُّ مجرورٍ وجارٍّ سميّا

ظرفَ مجازٍ عندهم بلا ارتيا

إذ شبّهَ في عقلةٍ بعاملِ

لهُ بأصلٍ، وتقرّي الفاعلِ

فيهِ، ومعنى الفعلِ كاستقرارِ

أهلِ جواري البحرِ في الجواري

أمّا الحقيقيُّ فقل ضربانِ

ظرفُ الزّمانِ وكذا المكانِ

أمثلةُ الزّمان: يومٌ، ليله

أجزاءُ كلِّ: لحظةٌ وساعة

وهكذا مركبٌ من ذواتي

كالشّهرِ والأسبوعِ ثمَّ السّنةِ

أمّا المكانُ الحيّزُ الّذي شغل

بما إذا في الحيّزِ لم ينحلل

لكانَ خلواً منهُ كالأناءِ

في ملئهِ وخلوهِ للماءِ

ثمَّ الزّمانُ والمكانُ مبهمُ

وهوَ الّذي حدودهُ لا تقسمُ

وأمّا محدودُ بعكسِ الأوّلِ

وسوِّ في عرفٍ ونكرٍ تعدلِ

فمبهمُ الزّمانِ كالحين، آنِ

حينَ آنَ جاءَ آخرُ الزّمانِ

محدودةُ كاليومَ، يومٌ يرتجى

ليلةُ قدرٍ ليلةُ نعمَ المنجى

أمّا المكانُ المبهمُ الجهاتُ

السّتُ مثلُ خلفكَ المماتُ

أمامكَ القبلةُ فوقكَ السّما

وتحتكَ الأرضُ فرح بينهما

يمينكم شمالكَ الكرامُ

محدودةُ سواهُ فالسّلامُ

ظرفَ الزّمانِ مطلقاً تنصبُ في

مقدراً كيومَ جمعةٍ أفي

لا ينصبُ المكانُ إلاّ المهملُ

عندَ، لدى، دونَ، معَ. قد يحملُ

عليهِ في الإبهامِ ما بعدَ دخل

لفظُ مكانٍ إذ بكثرٍ أشتمل

كلٌّ من السّابقِ مستقرُّ أو

لغوٌ، فما قد سبقَ الّذي نووا

عاملهُ مقدّراً والفاعلُ

مجازاً الفاعلُ فيهِ يجعلُ

واللّغوُ ما عاملهُ يذكرُ أو

في حكمِ ما يذكرُ هكذا رووا

وقدّرِ المقدّرَ في المستقرّ

بما من الفعلِ يعمُّ كاستقرّ

وحصلَ ووجدَ، كانَ، ثبت

أو باسمِ فاعلٍ من اللاّتي مضت

هذا في غيرِ الصّلةِ قد نقلا

والفعلُ فيها باتّفاقٍ جعلا

وإن بهِ معرفةٌ قد وصفا

فقدّرِ اسمَ فاعلٍ معرّفا

ويعملُ الظّرفُ بلا شرطٍ لدى

كوفيّةٍ وعندَ غيرِ إن بدى

بصلةٍ أو صفةٍ أو بخبر

أو باعتمادِ سابقٍ منهُ ظهر

من حرفِ نفيٍ، همزةٍ أو مجعلا

فاعلهُ مصدراً أو مؤوّلا

هذا تمامُ نظميَ المحتاجِ له

والحمدُ لله الّذي قد كمّله

أحمدُ ربّي واهبَ النّعماءِ

وباسطَ الأرزاقِ والآلاءِ

ثمَّ أصلّي مع سلامٍ عالي

على النّبيِّ وجميعِ الآلِ

وبعدُ فاعلم أنَّ من إحسانِ

إلهنا المهيمنِ المنّانِ

إعطاءهُ منّاً علينا ولدا

مباركاً موسّماً بأحمدا

تشرّفاً باسمِ النّبيِّ الهادي

رجاءَ أن يكونَ ذا رشادِ

صبيحةَ السّابعِ من أيّامِ

شهرٍ بدى فضلهُ بالصّيامِ