عدد الابيات : 60
طباعةتَجَلَّتْ بِهِ الْأَيَّامُ وَازْدَانَ شَأْوُهَا
وَتَفَاخَرَتْ فِي ظِلِّهِ الْأَحْقَابُ
تُهْدِي لِمَجْدِ الْعُرْبِ بَاهِرَ نُورِهَا
وَتَسُوقُ نَصْرًا لَا يَطِيبُ غِيَابُ
وَإِذَا السَّحَابُ أَتَى بِغَيْثٍ عَابِرٍ
فَسَحَابُهُ وَافٍ تَجُودُ مِرْكِابُ
تَأْتِي بِهَا الْأَقْدَارُ أَنْوَارًا تُسَاقُ
كَأَنَّمَا بِالطُّهْرِ خُطَّ الْكِتَابُ
وَفُتُوحُهَا غَرَّاءُ تَزْهُو فِي السَّنَا
وَتُشِيعُ مَجْدًا لَا يَنَالُهُ خَطْبُ
حَتَّى إِذَا مَدَّ الظَّلَامُ جُنُودَهُ
شَرَقَ الضِّيَاءُ بِرُمْحِهِ وَيُهَابُ
وَإِذَا السُّيُوفُ تَكَلَّمَتْ فِي سَاحَةٍ
رَقَّتْ لِحَدِّ بَيَانِهَا فَصِيحُ الْأَعْرَابُ
وَاسْتَشْهَدَتْ أَفْلَاذُ خَيْلٍ جَاحِدٍ
فَأَجَابَ صَوْتَ حُسَامِهِ الْمَرْهَابُ
لِلَّهِ فِي نَصْرِ الْإِمَامِ بَرَاهِينُ
تَشْهَدُ لِلدُّنْيَا بِأَنَّهُ عِزُّ الْمُهَابُ
فَاسْلَمْ أَمِيرَ الْعَرْبِ وَاعْلُ نَاصِرًا
تُرْفَى لَكَ التَّحِيَّاتُ وَالْأَحْزَابُ
مِنْ آلِ خَيْرٍ لَا يَحِيدُ مَسِيرُهُمْ
عَنْ حَقِّهِمْ وَلَهُمْ لِلْعُلَا أَنْسَابُ
قَدْ بَارَكَ اللَّهُ الْجَنَابَ وَنَصْرَهُمْ
وَأَفَاضَ بِرِضْوَانِهِ طِيبَ الْأَسْبَابُ
يُجْرُونَ فِي الْعَلْيَاءِ سَبْقَ أُصُولِهِمْ
وَيَرُدُّهُمْ نَفْحُ عِطْرٍ مِنَ الْأَطْيَابِ
وَإِذَا أَطَلَّ سَنَاؤُهُمْ فَإِنَّهُمْ لِلْمَجْدِ
شَمْسُ السَّمَاءِ وَبَاهِرُ الْأَقْطَابِ
فَاسْلَمْ وَكُنْ لِلدَّهْرِ حِصْنَ أَمَانِهِ
وَتَقُودُهُ بِالرَّأْيِ فَخْرًا وَالصَّوَابُ
لِلَّهِ أَنْتَ ذُخُورُ أُمَّةِ أَحْمَدٍ
وَمَقَامُكَ السَّامِي يُحَفُّ بِثَوَابِ
أَحْيَيْتَ دُسْتُورَ الْكَرَامَةِ بَيْنَنَا
وَبَنَيْتَ لِلْأَجْيَالِ أَجْمَلَ بَابِ
وَإِذَا بَدَا طَرْفُ السَّلَامِ بِيَمِينِكَ
غَنَّتْ لَهُ الْآمَالُ وَالرُّكَّابُ
يَا سَيِّدًا فِي الْعَزْمِ بَاهِرَ أَصْلِهِ
وَبِفَضْلِهِ الْأَكْوَانُ تُسْتَطَابُ
تَبْقَى عَلَى الدُّنْيَا سَنَاءَ عَظِيمِهَا
وَيُظِلُّكَ التَّوْفِيقُ وَالْإِيجَابُ
أَحْمَدُ الشَّرْعِ فَارِسُ الْأَرْضِ الَّذِي
بِالنُّورِ وَالْعَزْمِ اقْتَفَتْهُ رِكَابُ
رَفَعَ اللِّوَاءَ عَلَى الرُّبُوعِ فَأَزْهَرَتْ
أَرْضُ الشَّآمِ وَعَزَّ فِيهَا خِطَابُ
أَحْيَا الْكَرَامَةَ فِي قُلُوبِ أَهَالِيهَا
وَكَسَا ثَرَاهَا عِزَّةً بِالْمَجْدِ وَثِيَابِ
جَاءَتْ سُيُوفُ الْحَقِّ تَحْمِلُ نَصْرَهَا
فَانْهَارَ فِي ظِلِّ الْوَرَى أَغْرَابُ
وَتَهَاوَتِ الْأَصْنَامُ تَحْتَ سَمَائِهِ
وَانْفَكَّ عَنْ صَدْرِ الْوَطَنِ إِرْهَابُ
يَا مَنْ أَضَاءَ بِطُهْرِهِ أَرْضَ الْعُلَا
وَصَفَا بِذِكْرِكَ صَدْرُهَا وَالرَّحَابُ
لِلَّهِ دَرُّكَ يَا أَمِيرَ كَرَامَةٍ
سَطَعَتْ لَنَا فِي كَفِّكَ الْأَنْوَابُ
حُرٌّ تَسَامَى فِي السَّمَاءِ وَصَارَ لَهُ
فِي كُلِّ صَدْرٍ مَجْدُهُ وَإِعْجَابُ
أَحْمَدُ الشَّرْعُ حِينَ جَاءَ بِعَزْمِهِ
لَاحَتْ لَهُ الْآمَالُ وَالْأَسْبَابُ
فَارْفَعْ لِوَاءَ النَّصْرِ يَا خَيْرَ الْوَرَى
وَاجْعَلْ لِسُورِيَا عِزَّهَا وَإِبَابُ
هِيَ الشَّآمُ وَمَجْدُهَا يَسْتَفِيقُ فِي
كُلِّ الْقُلُوبِ وَرُوحُهَا تُسْتَطَابُ
وَبِأَحْمَدٍ تَبْقَى الشُّعُوبُ عَزِيزَةً
تَحْنُو عَلَيْهَا شَمْسُهَا وَسَحَابُ
فَامْضِ أَمِيرَ الْعَزْمِ فِي نُصْرَاكَ لَا
يَخْشَى الطُّغَاةُ إِلَّا إِذَا جَاءَ صَوَابُ
وَاهْدِ الْوَرَى نَحْوَ السَّلَامِ فَإِنَّهُ
بِكَ تُزْهَرُ الْأَوْطَانُ وَالْأَحْبَابُ
سَتَبْقَى ذِكْرَاكَ الْعَظِيمَةُ شَاهِدًا
أَنْتَ الَّذِي أَحْيَا الرُّبُوعَ وَذَابُ
وَبَنَيْتَ لِلْأَجْيَالِ صَرْحَ كَرَامَةٍ
لَا يَسْتَقِلُّ بِشُكْرِهِ الْكُتَّابُ
لِلَّهِ دَرُّكَ يَا فَتَى الْحَقِّ الَّذِي
تَسْمُو بِهِ فِي مَجْدِهَا الْأَعْقَابُ
سُورِيَا تَفْتَخِرُ الْيَوْمَ بِفَتَاهَا
وَتَحْنُو عَلَيْهِ قُلُوبُهَا وَالْأَحْسَابُ
فَامْضِ أَحْمَدُ فِي الْمَجْدِ وَارْتَقِ
مَحْفَلًا يَشْدُو بِهِ التَّارِيخُ وَالْأَنْدَابُ
فَسَتَبْقَى مِصْبَاحَ الْعُلَا وَقَائِدَهَا
وَيَفْنَى الْعُدَاةُ وَمَجْدُهُمْ سَرَابُ
سَلَامٌ عَلَى الْأَحْرَارِ فِي كُلِّ مَوْقِفِ
تَسَامَوْا بِعِزِّ الْعَدْلِ وَالْأَنْسَابُ
سَلَامٌ عَلَى أَحْمَدٍ الشَّرْعِ وَمَنْ
بِجَنْبِهِ مَضَوْا لِلْحَقِّ فِي الْأَصْحَابُ
هُمُ الَّذِينَ كَسَرُوا قُيُودَ طُغَاتِهِمْ
وَجَاءُوا بِنُورٍ يَمْحُو ظُلْمَ غِيَابِ
هُمُ الَّذِينَ أَذَاقُوا الظُّلْمَ مَرَّتَهُ
وَرَدُّوا لِلْأَرْضِ الْكَرِيمَةِ صَوْتَهَا الْغَابُ
فِي وَجْهِ طَاغِيَةٍ وَعَبْدِ خَسِيسِهِ
قَامُوا كَسَيْلٍ لَا يَكُفُّ بِسَيْرَابِ
بَشَّارُ زَالَ وَمَا بَقِيَ لِزَبَانِيَتِهِ
إِلَّا سِوَى ذِلٍّ وَعَارٍ بِالْأَعْقَابِ
لِأَحْمَدَ الشَّرْعِ وَلِكُلِّ فَتًى وَفِيٍّ
رَفَعَ اللِّوَاءَ وَشَمَّرَ عَنْ كِتَابِ
لِلَّهِ دَرُّكُمْ، أَسْيَافُكُمْ مَجْدُكُمْ
وَإِيمَانُكُمْ بَاقٍ كَنُورِ الشُّهَابِ
أَنْتُمُ الرِّجَالُ الَّذِينَ لِذِكْرِكُمْ
تَفْخَرُ الْوُجُوهُ وَتَزْهُو الْأَنْسَابُ
يَا أَحْمَدُ، أَحْيَيْتَ بِلَادًا عَزِيزَةً
وَرَدَدْتَ عَنْهَا بَأْسَ كُلِّ مُعَابِ
هَذِهِ سُورِيَا تَبْتَسِمُ بَعْدَ لَيْلِهَا
وَتَزْهُو بِرِجَالٍ شَامِخِينَ كَصِحَابِ
فَامْضُوا بِعَزْمٍ، إِنَّ حَقَّكُمْ عَالٍ
وَالظُّلْمُ زَائِلٌ كَمَا يَفْنَى السَّرَابُ
كُلُّ الشُّكْرِ لِأَحْمَدَ وَلِكُلِّ صَاحِبٍ
قَدْ حَرَّرَ الْأَرْضَ وَاجْتَثَّ الْأَنْصَابُ
وَإِذَا سَطَرْنَا بِالْحُرُوفِ شُكُورَكُمْ
لَا تَكْفِي الْمَدَائِحُ أَوْ سُطُورُ الْكُتَّابُ
بَارَكَكُمُ اللَّهُ يَا مَنِ اسْتَجَبْتُمْ
لِدَعْوَى الْحَقِّ، وَالطُّغَاةُ ذَوُو اغْتِرَابِ
سَتَبْقَى أَسْمَاؤُكُمْ خَالِدَةً فِي كُلِّ
صَحِيفَةٍ وَذِكْرَاهَا لِلنَّاسِ أَحْبَابُ
فَامْضُوا أَيُّهَا الْأَحْرَارُ، إِنَّ سَعْيَكُمْ
بِالْأَرْضِ بَاقٍ وَالنُّصْرُ قَرِيبُ الْأَبْوَابِ
وَاحْمِلُوا لِسُورِيَا عِزَّهَا وَرِفْعَتَهَا
فَأَنْتُمُ نُجُومُ الْعِزِّ وَالْأَنْدَابُ
مَجْدُكُمْ نُورٌ يُشِعُّ فِي الْأَرْضِ
وَفَخْرُكُمْ بَاقٍ مَعَ الْأَيَّامِ لَا يَغْتَابُ
فَاحْيُوا الْأَمَلَ، وَازْرَعُوا بِذُرَا الْوَطَنِ
غَدًا أَجْمَلَ يُشْرِقُ فِيهِ كُلُّ شَابِ
380
قصيدة