بغدادُ
يا جَميلَة الْجَميلاتِ
ولا أحدٌ يشبهني في عشقي لكِ
ولكن دعيني دونَ أن استشيطَ غيرتكِ أو أثيرَ غضبكِ...
أن استذكرَِ الشّام الّتي صارت لي وطنًا ومأوئ
يوم تاه مِنّي وطني وضاع في ساحاتِ الحروبِ...
لأنّها في كُلِّ يَوْمٍ تنعى إلينا نَفَسها
بيدَ أنّها مَا تَزالُ تتكْلّف لي ولغيري..
نبرةُ الحياة في أحاديثِ الموتِ!.
ولستُ أدري
لماذا كُلّما أوقدتُ شموع صلاتي لها واشتعالاتِ مبخرتي لأجلها
يتكدرُ وجهُ السّماءِ؟!!.
فإذا كَانَ الله لا يمتلكُ مَا يكفيّ مِن طينِ السّلامِ والسعادةِ
لماذا تعجّل في جبلّتكِ منذ بدء التكوينِ...
ولماذا جبلَ منكِ جبلتهُ الأولى...
يَا بغدادَ
لقد غفوت مُتعبًا على صدرِ الشّام أعوامًا
دونَ كتابةٍ أو نشرٍ وبِلا وطنٍ...
ويومَ رحلتُ عنها
تركتُ فيها ملامحَ بقاياكِ وبقايا طينٌ رَافديّنيِّ!.
110
قصيدة