الديوان » الأب يوسف جزراوي » عناقٌ على جسرِ كورنادو

وأنَا أتمشى مُتسكعًا بي كالطيورِ المُتعبةِ المتأملة/ فوق جسرِ كورنادو/ خالَ لي أنَّي اغمضتُ عينيّ/ وأنَّ دجلةَ تُعانقُني بالبوحِ:/ لا تقلق بشأني أنَا بجانبي/ عناقٌ مِن وراء ستائر الّليلِ/ عندما فتحتُ مُقلتيَّ لم نكمل العناقِ/ ربُّما لأنَّ لحظة اللقاء لا تتسع إلى إثنينِ/ رحلت بشرودها وبرودها.. بألقها وقلقها/ فكتبتُها نصًّا سرديًّا بِلغة النثرِ/ حدّقتُ في أسرابِ النّوارس الراحلة عن منافيها/ وحمّلتها نَوحَ نخلّةٍ إلى أرضها ليس لها وصولاً!/ نّوارسٌ تسير ولا تصلُ/ حتّى كفِّ التّلويح لم يعد في يديّ.
قرعتُ بابًا لم يعرف قيمة قارعه/ بلادٌ أبوابها متعددة/ كُلّما أفتحُ بابًا فيها موديًّا إليها/ يصادفني بابًا آخر/ وهكذا دواليكَ/ فكم مِن بابٍ بيني وبينها/ أحقًّا يَا الله هذه البلاد أنتَ الذي جبلتها براحتيكَ؟/ حسنًا ألم يكن هناكَ الكثير مِن طينِ السعادةِ والسّلام في بدء التكوينِ لكي تنفّقها عليها؟.
وأنا اتلو مناجاتي/ عادت للتو النوارس من تسكعها/ معها دمية بابا نوئيل الذي اعتكف قرع طبولها؟!/ في جيبها جواز سفري/ وبقايا عناق/ تحلّق حولي/ تدفعني/ تصطدم بي ولا تصلُ إليَّ/ وحيدُ أتأبطُني أسيرُ بي نحوها / أطرقُ بابًا مدخلهُ إليها/ ولكنْ ماذا عن الشمعةِ التي أوقدتها على نيتها في لحظة عناقنا/ لقد أنطفأت في عتمة رحيلها/ فكيف اشعلها بي وقد احترقت فيها خيوطها؟!.
أجلْ أنا افتقدها/ ولكن ما الجدوى من عناق ضلِّها/ إن لم يكن لي وصولاً إليها!.

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الأب يوسف جزراوي

الأب يوسف جزراوي

122

قصيدة

كاهن وباحث/شاعر وأديب عراقي مغترب له العديد من المؤلفات في الشأن الكنسي والأدبي وتاريخ العراق

المزيد عن الأب يوسف جزراوي

أضف شرح او معلومة