الديوان » محمد ولد عبدي » يا أم بلقيس

عدد الابيات : 36

طباعة

مَاذَا تَقولُ أحقًا هذه اليَمنُ

فيها تُعانِقُ صنعاَ دَفعةً عَدنُ؟

اطْرَبْتَني أَعِدِ الأَلفاظَ ثانِيَةً

حقاً يَعوُد إلى اطبَاعِهِ البَدَنُ؟

ماذا تقولُ أَعد كَرِّرهُ ثالِثةً

إنِّي امرؤٌ قَدْ بَراهُ الحزنُ و الشَّجَنُ

اطْربتَنِي اطرَبتْكَ الأرضُ طاهرةً

مِنَ الطُّغاةِ لجيلِ الرَّفضِ تَحتَضِنُ

اسرجْ خُيولَكَ لاوقتٌ نُضَيِّعُهُ

فالآنَ عادَ إلى أوطَانهِ " يَزنُ "

اسرج خيولَكَ فالتَّاريخُ قد رَكَضَتْ

أَيامهُ واستعادَ القوّةَ الوَطَنُ

حَدِّثْ كَمَا شِئتَ عن "صنعا" وعن عَدَنٍ"

فقدْ توحد فِي جَفْنَيهِمَا الزَّمنُ

حَدِّث كما شِئتَ عَن " وضَاح " عاشِقنا

فَإنّ " أُمَّ البَنينَ " اليوم تُؤْتَمَنُ

الآنَ نَستَرجِعُ التَّاريخَ ثانيةً

ومأرِبُ المجدِ تَجرِي تَحتَه السُّفُنُ

الآنَ يَطْلعُ نجمٌ في عُروبَتِنا

ويَذهبُ الضَّعفُ والتَّشطِيرُ والوَهَنُ 

الآنَ ذي يَمَنُ التاريخِ واحِدةٌ

ولّى زمانٌ على أَسوَارِهِ المِحَنُ 

ولّى الفِراقُ وطولُ البينِ أزمنَةً

ولّى السِّجالُ فلا ضيمٌ ولا فِتَنُ

فالأرْضُ مهما الغُزاةُ اسْتَنْزَفُوا دَمَها

فَإنِها سَتَظلُّ الدَّهرَ تَقْتَرِنُ

يا أصْلَ أَصْلِي وياحُلميِ ويا يَمَنِي

بُشراكِ قَبلَكِ سَادَ اليأسُ والحَزَنُ

فَكَمْ حَلمتُ قرأتَ الكَفَّ عَلَّ رُؤى

فِي الأُفقِ تَطلَعُ أَوْ يَستقِظُ الوَسِنُ

وكَمْ تَمنّيتُ أن أحيا يُظَـلِّـلُني

أُفُقُ التَّوَحدِ لَا غَيمٌ ولا مُزُنُ

أَنَا المُسافِرُ في أَرضِي تُعَذِّبُني

هذِه الحدودُ وهذي الدول :المُدُنُ

كُلُّ المَطارَاتِ في جِسْمِي طَوابِعُها

يشكوُ الذراعُ وتَشكو العينُ والأذنُ

أسْتَجِدُ الأرضَ علَّ الأرضَ تَسمعُنِي

فلا تُجِيبُ ويَبْقى الخَتمُ يُمتَهَنُ

إلّاكِ يا أُمّ هذِي الأرضَ قاطِبةً

أجبتِ فاتحدَتْ فِي جِذعِكِ السُّنَنُ

يا أُم بلقيسَ كَمْ ماتَتْ مَطامِحُنَا

وكمْ تَوارتْ وكمْ غطىٰ لَها الكَفَنُ

حتّى أتيتِ انعِتَقاً في اصَالَتِنَا

أحْيَيْتِ كلَّ طُموحٍ كَادَ يَحتَقِنُ

يَا أمَ بلقيس أَوتارِي مُمزَّقَةٌ

فَوَحِدِيها فأنتِ المهدُ والسَّكَنُ

ابصَرتُ فيكِ رُؤى شِعرِي مُطرزة

بالنَّصرِ بالفَتحِ بالتَّوحِيدِ تَقتَرنُ

اَبصرتُ فيكِ صلاح الدِّينِ ثانيةً

أبْصرتُ "ناصِرَ" يعلوُ صوتُهُ الشَّدِنُ

هُزّي إِلَيكِ بِجِذعِ النَّخلةِ العَرَبُ

يَسْتَيقِظُوُا ويغيبُ الضَّعفُ والدَّرَنُ

وغَيري وجهةَ التَّاريخِ ثانِيَةً

فالسَّدُ لِلماءِ لَايَزَّالُ يَختَزِنُ

أنتِ ابتداءُ قصيدٍ ظَلَّ يَسكُنُهُ

حزنُ السِّنين وأنتِ الصَّيِبُ الهَتِنُ

لَولاكِ لولَا صِغَارٌ فِي أَكُفِهُم

حِجَارةٌ كَانتْ الدُّنيا سَتَندَفِنُ 

لولاكِ ظلَّ حِدادٌ في قصائِدِنَا

على النَّخِيلِ وعاشَ الشِّعرُ مُمتَهَنُ

فَالشِعرُ قبلكِ قَدْ جفّتْ يَنابِعُهُ

واستَنفَدَ الزَّادَ لاتمرٌ ولا لبَنُ

يَسْتَصْرِخُ النَّخلَ علَّ النَّخلَ يُنجِدُهُ

ويُنشِدُ النوقَ علّ النوقَ قَدْ. سَمِنُوا

يَا أُم بلقيس قُودي الفتحَ ثانِيةً

ووحدِي النَّخلَ فالأجدادُ ماظَعَنُوا

أَقسَمتُ أنَ سيوفاً جدها " يزنُ "

سَتَسْتعيدُ حياةَ المَجدِ تتزِنُ

بُشراكِ ياحضرموتَ العربِ قد قرأتْ

رؤيايَ أن صِغارَ الحيِّ قَد فَطِنُوا

ألاارْكبي باسمِ من أجرى سَفِينتنا

ترسوُ الأمانَ ويبقى الواحدُ اليمنُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن محمد ولد عبدي

محمد ولد عبدي

3

قصيدة

د. محمد ولد عبدي رحمه الله، شاعر و مفكر و اديب، عمل في دولة الامارات العربية المتحدة في اللجنه العليا لبرنامج أمير الشعراء، وتم طلب انشاء هذا الديوان تحت اشراف من اسرة المرحوم، وستُنشر قصائده

المزيد عن محمد ولد عبدي

أضف شرح او معلومة