عدد الابيات : 19

طباعة

يا صاحبي دعَا لومي بمن غابا

حسبي من الوَصْب ما لاقيتُ أوصابا

قالوا: متى أنت تنساها؟ فقلتُ: إذا

آبَ المنخلُ أنساها، "إذا آبا"

مللتُ من لومِ أصحابي بصاحبتي

إذ زاد قلبي بها حبًّا وإعجابا

وهم يقولون: تبْ! تبْ! عن هواكَ، فلا

أنا أتوبُ، ولا لوّامهم تابا

أنّى أتوبُ!؟ وقلبي كلما خطرت

في خاطري خطرةٌ من ذِكرِها ذابا

إلّا تركتم بها لومي، أبدّلكم

باللومِ صرمًا، وبالأصحابِ أصحابا

أحبّ سلمى، وسَلمى لا تبادلني

بالقُربِ قربًا، ولا بالحُبّ إحبابا

فلا تدومُ على صَرمٍ ولا صِلَةٍ

والحبلُ إن شدّ يومًا ليلةً رَابا

لولا لواعجُ قلبٍ لا يُطاوعني

سلوتُ عنها، وطاب القلبُ أو تابا

هي التي لاطَفَتني، وهي قاصدةٌ

صيدي، فصادتْ، وصاب القلبَ ما صابا

لاقَيتُ في حبّها ما لو أُجرتُ بهِ

لكنتُ أولَ أهل الحوضِ شَرّابا

لاقَيتُ في حبّها ما لو لَقى وَلَدٌ

لمات من عِظم ما لاقاهُ أو شابا

شاقَيتُ، كابدتُ سعيًا، ثم خبتُ، ولا

أشقى وأكبد ممن سعيُهُ خابا

يكفي من الجُودِ وعدٌ إن تجودِ بهِ

يَشفي، ولو كان ذاك الوعدُ خُلَّابا

ما لي وللدهرِ، يُغريني ويَغدرُ بي

يُبعِّدُ الحبّ عنّي كلّما قَابا

عجبتُ للدهرِ يسعى في علاقتنا

حتى إذا نالَ مِنّا، عاد فانسابا

رأيتُ سعيَ بني الدنيا بدنيتِهم

مصيرُهُ لخرابٍ، خابَ أو صابا

جرّبتُ دَهرَهمُ دهرًا على صِغَري

بالمُرِّ والحُلو، خطَّاءً وتوّابا

فلم أجد مثلَ تقوى الله لي ذخرًا

ولم أجد دونَ بابِ الله لي بابا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عنتر الفحل اليافعي

عنتر الفحل اليافعي

14

قصيدة

أنا شاعرٌ شاب، لا أكتب الشعر ترفًا، بل لأن في داخلي شيئًا لا يهدأ إلا حين ينسكب حبرًا على الورق. بدأت رحلتي مع الكلمة حين شعرت أن الحروف قادرة على أن تحمِل ما تعجز عن قوله الوجوه، وأن القصيدة

المزيد عن عنتر الفحل اليافعي

أضف شرح او معلومة