عدد الابيات : 75
طباعةأَيَا ابْنَ غَيٍّ، وَمَرْعَى الْكَذِبِ مَنْبِتُهُ
كَأَنَّمَا الظُّلْمُ فِي أَعْمَاقِكَ يَنْحَصِرُ
أَتَسْتَبِيحُ بَنِي أُمَيَّةَ الْكِرَامَ فِي سَفَهٍ
وَالْعَدْلُ فِيهِمْ عَلَى الْآفَاقِ يَنْتَشِرُ
قَوْمٌ إِذَا مَا الْعُلَا نَادَتْ لَهُمْ نَهَضُوا
لِلسَّيْفِ وَالْحَقِّ لَا يَثْنِيهِمُ الْخَطَرُ
مَنْ ذَا يُنْكِرُ مَا أَعْطَوْا مَنَاقِبَهُمْ؟
وَإِنْ كَرِهْتَ فَمَجْدُ الشَّمْسِ مُعْتَبَرُ
مِنْهُمْ مُعَاوِيَةُ، الدَّاهِيَةُ الْفَطِنُ
قَدْ قَادَ أُمَّةَ دِينِ اللَّهِ وَيَنْتَصِرُ
وَمِنْ يَزِيدٍ، وَإِنْ جَارَ الزَّمَانُ بِهِ
أَسَدٌ إِذَا زَأَرَتْ أَطْرَافُهُ يَنْفَجِرُ
سَارُوا عَلَى الْحَقِّ لَا يَخْشَوْنَ عَاصِفَةً
كَالسَّيْلِ إِذْ جَرَفَ الطُّغْيَانَ وَانْدَثَرُ
مَا ضَرَّهُمْ نَاعِقٌ فِي ظُلْمِهِ عَبَثًا
إِنْ كَانَ نُورُ هُدَى الرَّحْمَنِ مُسْتَعِرُ
هُمْ أَهْلُ فَضْلٍ، وَالسَّيْفِ حِينَ دَعَا
صَوْتُ الْجِهَادِ، فَلَا يُبْقِي لَهُمْ وَتَرُ
إِنْ عَابَهُمْ جَاهِلٌ فِي ظَنِّهِ هُزْءًا
فَالْجَهْلُ أَعْمَى، وَسَيْفُ الْجَهْلِ يَنْكَسِرُ
بَنُو أُمَيَّةَ فِي سَاحِ الْوَغَى أُسُدٌ
إِنْ صَاحَ فِيهِمْ نِدَاءُ النَّصْرِ زَأَرُوا
كَانُوا الْقَنَادِيلَ فِي لَيْلِ الْهُدَى أَبَدًا
وَزَرَعُوا الدِّينَ فِي أَرْجَائِهِ ثَمَرُ
لَوْلَا بَنِي أُمَيَّةَ الْغُرِّ مَا فُتِحَتْ
أَرْضٌ وَلَا عَلَتِ الْأَعْلَامُ وَالْحَضَرُ
جَاءُوا بِدِينِ نَبِيِّ اللَّهِ مَنْصُورَةً
رَايَاتُهُ، وَسُيُوفُ الْكُفْرِ قَدْ قُصِرُوا
مَا كَانَ يُدْنِيهِمُ إِلَّا مَوَاقِفُهُمْ
حَيْثُ الْعِدَا خَابَتِ الْآمَالُ وَالْمَكْرُ
قَوْمٌ كِرَامٌ إِذَا جَارَ الزَّمَانُ بِهِمْ
ظَلُّوا الْجِبَالَ، وَلَمْ تَخْضَعْ لَهُمْ وَطَرُ
مِنْ مِثْلِهِمْ؟ رَفَعُوا الْإِسْلَامَ فِي شَرَفٍ
وَالْمَجْدُ فِيهِمْ كَمَا الشَّمْسِ يَسْتَقِرُّ
لَا يَخْذُلُونَ نِدَاءَ الْحَقِّ حِينَ بَدَا
فِي كَفِّ كُلِّ قَوِيٍّ مِنْهُمُ ظَفَرُ
أَمَا تَمِيمٌ، فَقَدْ جَاءَتْ مَقَالَتُهُ
كَالْمُسْتَجِيرِ وَقَدْ أَغْوَاهُ مَنْ كَفَرُوا
يَغْزُو الْأَمَانَةَ فِي شِعْرٍ بِلَا هَدَفٍ
كَأَنَّمَا فِيهِ صَوْتُ الْحِقْدِ يَنْحَصِرُ
أَمَا عَلِمْتَ بِأَنَّ الْقَوْمَ قَدْ سَطَّرُوا
مَجْدًا عَلَى لَوْحِ تَارِيخٍ بِهِ الْعِبَرُ؟
إِنْ كُنْتَ تَهْجُو بَنِي أُمَيَّةَ فِي سَفَهٍ
فَالْجَهْلُ يُطْفِئُ مَا فِي قَلْبِكَ اشْتَجَرَ
دَعْ عَنْكَ كَذِبَكَ، فَالتَّارِيخُ يَحْكُمُنَا
وَبِالْحَقَائِقِ تَنْدَاحُ الدُّجَى الْغَمَرُ
بَنُو أُمَيَّةَ أَهْلُ الْعِزِّ قَدْ ثَبَتُوا
رَغْمَ الْخُطُوبِ، وَظَلَّ الْمَجْدُ يَسْتَمِرُّ
مَجْدٌ عَلَى مَجْدِهِمْ يَبْقَى مُخَلَّدًا
وَإِنْ جَهِلْتَ، فَفَوْقَ الْغَيْمِ قَدْ عَبَرُوا
يَا فَارِسَ الْجَهْلِ، إِنَّ الْقَوْمَ عِزَّتُهُمْ
كَالطَّوْدِ، يَعْصِفُ رِيحُ الْغَدْرِ فَانْكَسَرُوا
بَنُو أُمَيَّةَ تَاجُ الْفَخْرِ قَدْ سَكَنُوا
عَرْشَ الْمَكَارِمِ، لَا زَيْفٌ وَلَا غُرَرُ
هُمُ السُّيُوفُ الَّتِي دَكَّتْ عُرُوشَ عِدَا
مَنْ ذَا يُقَاوِمُ سَيْفًا حَدُّهُ الْقَدَرُ؟
أَعْلَوْا مَنَائِرَ دِينِ اللَّهِ فِي شَرَفٍ
حَتَّى اسْتَضَاءَ بِهِمْ شَرْقٌ وَمُغْتَفَرُ
مَاذَا تَقُولُ وَفِي أَعْمَاقِهِمْ نَسَبٌ
لِلنُّورِ يَزْهُو، وَلِلْإِسْلَامِ يَنْتَصِرُ؟
هُمُ الَّذِينَ إِذَا مَا الْعَدْلُ أَظْلَمَهُ
لَيْلُ الْخُصُومِ أَتَى مِنْ سَهْمِهِمْ قَمَرُ
مَا كَانَ يَثْنِيهِمُ عَنْ عَزْمِهِمْ وَهَنٌ
وَإِنْ بَدَا الشَّرُّ كَالْأَمْوَاجِ يَنْدَحِرُ
كَأَنَّمَا الْأَرْضُ تَخْشَى حِينَ يَخْطُوهُمُ
جَيْشٌ تَهَابُهُ أَطْرَافُ الْوَرَى وَطَرُ
مَا خَانَ عَهْدًا بَنُو أُمَيَّةَ قَطُّ، وَلَا
زَالُوا يُقِيمُونَ بُنْيَانًا لَهُ أَثَرُ
هُمُ السِّرَاجُ الَّذِي أَهْدَى الْأَنَامَ هُدًى
لَوْلَاهُمُ، ضَاعَ فِي الْآفَاقِ مَنْ نَظَرُوا
مِنْهُمُ الْوَلِيدُ، بِهِ الْأَمْجَادُ قَدْ عُرِفَتْ
فِي كُلِّ صَرْحٍ بَدَا لِلْعِزِّ مُبْتَكَرُ
وَمِنْ هِشَامٍ، أَتَى بِالْعَدْلِ مُرْتَفِعًا
كَالسَّيْلِ، أَكْرِمْ بِهِ مِنْ سَيْلِهِ نَهَرُ
وَمِنْ يَزِيدٍ، وَإِنْ جَارَتْ أَكَاذِبُكُمْ
مَا زَالَ سَيْفًا عَلَى الْأَعْدَاءِ يُبْتَرُ
يَا جَاهِلًا، هَلْ تَرَاكَ الْيَوْمَ تُدْرِكُ مَنْ
قَادَ الْجُيُوشَ لِلْأَمْصَارِ فَانْتَشَرُوا؟
هُمُ الَّذِينَ إِذَا الْأَعْدَاءُ وَاجَهَهُمْ
عَادُوا صَرْعَى، وَفِيهِمْ نَصْلُهُمْ غَمَرُ
مَا خَافَ بَأْسَهُمْ إِلَّا لَئِيمُ هَوَى
فِي قَلْبِهِ حِقْدُ مَاضٍ مَا لَهُ مَفَرُّ
قُلْ لِلْبَرَاغِيثِ: كُفُّوا عَنْ مَرَارَتِكُمْ
فَالنَّجْمُ يَعْلُو، وَدُونَ النَّجْمِ مُسْتَقَرُّ
يَا قَوْمُ، إِنَّ بَنِي أُمَيَّةَ مَفْخَرَةٌ
تَبْقَى، وَيَعْلُو بِهَا التَّارِيخُ وَالسِّيَرُ
مَنْ ذَا يُنَازِعُ قَوْمًا خَطُّ سَيْفِهِمُ
فِي الْأَرْضِ حَدًّا لَهُ الْأَيَّامُ تَفْتَخِرُ؟
قَدْ أَثْبَتُوا الْعَدْلَ فِي شَتَّى مَرَابِعِهِمْ
حَتَّى أَضَاءَ بِهِمْ فِي الْغَرْبِ وَالْقُطْرُ
فَلَا تَمِيمٌ، وَلَا غَيْرُهُ سَيَنْقُضُ مَا
خَطَّ الْكِرَامُ، وَلَا تَخْبُو لَهُمْ سِيَرُ
بَنُو أُمَيَّةَ كَالشَّمْسِ الَّتِي شَرَقَتْ
فِي كُلِّ أُفُقٍ، وَفِي أَنْوَارِهَا الظَّفَرُ
هُمُ الرِّجَالُ، وَهُمْ أَعْلَامُ أُمَّتِنَا
مَا خَابَ فِيهِمْ رَجَاءُ الْحَقِّ، أَوْ عَثَرُوا
دَعْ عَنْكَ إِفْكَكَ، إِنَّ الْمَجْدَ يَرْفُضُهُ
جَهْلُ الْعَدُوِّ، وَلَوْ فِي زَيْفِهِ اعْتَذَرُوا
بَنُو أُمَيَّةَ فِي التَّارِيخِ أَعْمِدَةٌ
لَوْلَاهُمُ، خَرَّ سَقْفُ الْمَجْدِ وَانْحَدَرُوا
بَنُو أُمَيَّةَ تَاجُ الْمَجْدِ مُرْتَفِعٌ
فَوْقَ النُّجُومِ، بِهِمْ أَفْلَاكُهُ تُدَرُ
قَوْمٌ إِذَا مَا أَشَارُوا، الْخَيْرُ يَتْبَعُهُمْ
وَالدَّهْرُ يُصْغِي، وَفِي أَيْدِيهِمُ الظَّفَرُ
أَقَامُوا الْعَدْلَ فِي أَرْجَاءِ دَوْلَتِهِمْ
حَتَّى اسْتَوَى فَوْقَ أَرْكَانِ الْعُلَا الْحَجَرُ
إِذَا بَنَوْا، خَلَّدَتْ آثَارُهُمْ أَبَدًا
وَإِنْ هَدَمُوا، عَفَا الطُّغْيَانُ وَانْدَثَرُوا
فِي ظِلِّهِمْ شَعَّ نُورُ الدِّينِ مُنْتَصِرًا
وَصَارَ لِلْحَقِّ فِي آفَاقِهِ قَدَرُ
هُمُ النُّجُومُ الَّتِي أَهْدَتْ لِأُمَّتِنَا
مَسِيرَ عِزٍّ بِهِ الْأَيَّامُ تَفْتَخِرُ
بَنُو الْمَكَارِمِ، إِنْ أَحْصَى الْوَرَى شَرَفًا
ظَلَّتْ عَلَى رَأْسِهِمْ أَلْوِيَةٌ زُهُرُ
فِيهِمْ مُعَاوِيَةُ، فِي رَأْيِهِ حِكَمٌ
يَزْدَادُ نُورًا إِذَا الْأَيَّامُ تَبْتَدِرُ
وَفِي يَزِيدٍ، وَإِنْ جَارَتْ أَكَاذِبُهُمْ
شِبْلُ الْأُسُودِ، وَفِي الْهَيْجَاءِ مُفْتَخِرُ
عَبْدُ الْعَزِيزِ، وَفِيهِ الْعَدْلُ مُتَّصِلٌ
كَالسَّيْلِ، حَيْثُ مَضَى يُزْهَى بِهِ الْقُطْرُ
وَهِشَامٌ، ذَاكَ الَّذِي إِنْ قِيلَ فِي نَسَبٍ
كَانَ الْفَخَارُ بِهِ تَاجًا لَهُ دُرَرُ
وَمِنْ أُمَيَّةَ صَفْوُ الْمَجْدِ مُجْتَمِعٌ
فَإِنْ نَطَقْنَا، بَدَتْ آيَاتُهُمْ عِبَرُ
سَارُوا كَأَنَّ جُيُوشَ الْحَقِّ قَدْ حَمَلَتْ
عَلَى الزَّمَانِ، فَبَاتَ الشَّرُّ يَنْدَحِرُ
فِي كُلِّ أَرْضٍ لَهُمْ عَرْشٌ يُكَلِّلُهُ
نَصْرٌ تَلَوَّنَ فِيهِ السَّيْفُ وَالْقَمَرُ
حَكَمُوا الْبِلَادَ، وَمَا جَارُوا، وَمَا سَلَبُوا
حَقَّ الضَّعِيفِ، وَمَا زَاغَتْ بِهِمْ سِيَرُ
مِنْهُمْ صُخُورٌ، عَلَيْهَا الْمَجْدُ قَدْ وَقَفَتْ
وَكُلُّ حَاسِدِهِمْ، إِنْ رَامَهَا، عَثَرُ
هُمُ السُّيُوفُ، وَفِي أَغْمَادِهِمْ شَرَفٌ
وَفِي مَضَارِبِهِمْ لِلْأُمَّةِ الظَّفَرُ
لَوْلَا أُمَيَّةُ، ضَاعَتْ بَيْنَنَا سُبُلٌ
وَظَلَّ فِي الْأَرْضِ صَوْتُ الْحَقِّ يَنْكَسِرُ
مَنْ ذَا يُنَازِعُ أَقْوَامًا لَهُمْ نَسَبٌ
يَمْضِي كَمَا الْبَرْقِ، أَوْ كَالطَّوْدِ يَزْدَهِرُ
إِنْ تُذْكَرُوا، فَهُمُ التَّارِيخُ خَالِدَةً
آثَارُهُمْ، كُلُّ حَرْفٍ مِنْهُمُ أُثِرُ
بَنُو أُمَيَّةَ، بَحْرُ الْفَضْلِ زَاخِرُهُمْ
وَفِي حِمَاهُمْ يَذُوبُ الْحِقْدُ وَالشَّرَرُ
سَارُوا بِجَيْشٍ إِلَى الدُّنْيَا يُعَلِّمُهَا
أَنَّ السُّيُوفَ إِذَا عَدَلَ الْوَرَى ثَمَرُ
وَأَنَّ مَنْ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ أَنْ لَهُمُ
نَصْرًا، فَقَدْ صَدَقُوا، وَالدَّهْرُ مُعْتَبِرُ
فَيَا بَنِي أُمَيَّةَ، الْمَجْدُ مُفْتَخِرٌ
بِكُمْ، وَإِنْ جَاحِدٌ بِالْأَصْلِ قَدْ كَفَرُ
لَوْ أَنَّ شِعْرِي عَلَى أَبْوَابِكُمْ وَقَفَتْ
كَلِمَاتُهُ، لَاحَ مِنْهَا الْمَجْدُ وَالظَّفَرُ
186
قصيدة