الديوان » نوح علي ذعوان » مزامير الغضب

عدد الابيات : 24

طباعة

أُفَجِّرُ الصمتَ إن ضاقتْ حناجرُهُ

وأوقدُ الحرفَ أحيي عزم أنصارِي

أهيمُ في لغةٍ خضراءَ صادقةٍ

تأبى الركوعَ، وتُصلي كل غدار

أرنو إلى الشمسِ في عينيكِ باسمةً

كأنها ومضتْ في وهجِ تيّارِ

يا من تلوكُ الظلامَ المُرَّ في ذِكرى

دعني أخطُ على كفّيكَ أسفاري

ما عادَ يُغري انحناءُ البوحِ أغنيةً

ولا يليقُ السكوتُ اليومَ أوتاري

هذي العروبةُ صارتْ دونَ موعدِها

ترعى المذلّةَ في أحضانِ سمسارِ

منْ يُوقِظُ الرفضَ من نومِ السبات

ويستعيدُ صهيلَ الخيلِ من غارِ؟

منْ يَفتَحُ البندقياتِ التي صدِئَتْْ

ويكسرُ القيد عن أسوارِ أحراري؟

أمضي على نبضِ من ماتوا بلا زمنٍ

وأزرعُ الدمعَ في أهدابِ أزهاري

فإنْ سقطنا، فتبقى النارُ شاهدةً

أنِ ابتكرتُ رصاصي دونَ أعذاري

فلتشهدِ الريحُ أني كنتُ مُنْفَعِلاً

كأنني صاعقٌ يَجْتاحُ إعصاري

ما خِفتُ طعنَ القوافي حين أرسلَها

قلبي ، يُجالدُ أطيافا بأسحاري

ولا توانيتُ إن هبّتْ معاركُنا

ولا رضيتُ سلامَ الذلِّ والعارِ

كم جفَّ حبرُ الدواوينِ القديمةِ في

صمتِ الخنوعِ، وذابتْ همةُ القارِي

كفى نقوشَ الخُطى فوقَ الخرائطِ، قد

هَجَرْتها زمنا في  نبض  أشعاري

أجيئكم من جذورِ الرفضِ مُشتعلاً

كأنني صوتُ بركانٍ من النَّارِ

أحيا إذا الشِّعرُ أمسى ثورةً غضبى

وأرتدي اليوم ثوبا فيه إصراري

فاصرخْ بحرفِكَ، لا تخشَ العيونَ، فكم

منْ حناجر شقَتْ صمت  أفكارِي

وإنْ تهاوى القصيدُ اليومَ منْ وجَعٍ

سيُولَدُ المجدُ من أضلاعِ أحراري

هناكَ قدسٌ تنادي الصوتَ من ألمٍ

لتوقض اليوم عزما شع أنواري

وفي الشامِ دموعُ الياسمينِ غدتْ

بُنادقاً تُشعلُ التأريخَ من ثأري

واليَمَنُ الباسقُ الأعناق  ممتدةٌ

تُفجِّرُ الصبرَ في  أعماقِ ثوارِي

فيا بُناةَ الغدِ المسلوبِ إنّ لنا

حقاً سنأخذهُ من  وجهِ جَبَّارِ

و نختمُ القصّةَ الحمراءَ ملحمةً

تُحيي الشعوبَ، وتُبقي النارَ في الدارِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن نوح علي ذعوان

نوح علي ذعوان

307

قصيدة

شاعر من اليمن

المزيد عن نوح علي ذعوان

أضف شرح او معلومة