الديوان » محمد سند الشمري » شغاف القلب

عدد الابيات : 39

طباعة

أَلا يا شغاف القلبِ داعيكِ فاسمعي

كفاكِ من الأَوجاع ياأنتِ واهجعِي

ألا يا شغاف القلبِ عهدكِ قد مضى

فإيَّاكٍ  بسمِ  الحُبِّ  أنْ  تتذرَّعي

فما أَنتِ ممَّن كان  للشَّوقِ  عارِفاً

وما دأْبكِ الأَحبابُ  كي  تتولَّعي

وما قد عرفتِ الحُبَّ إِلَّا  موخَّراً

وقاتلتِ شرَّ الناسِ عنهُ  بأَجمعِ

وَ جرَّاءُ  ما عانيتِ أَصبحتِ  عالةً

وحلَّت بكِ الأَحزانُ من كُلِّ موضِعِ

وأنتِ التي من قبلُ ما كنتِ هكذا

فلم تعرفي الأَحزانَ أَو تتوجَّعي

ولكنَّ قلباً هَامَ  في الحُبِّ  وانْتَشى

ومَن يَتبعِ النشواتِ في الحُبِّ يخضعِ

مثولاً إلى الأَحبابِ والقلبُ قد هوى

حبيباً  بِذنبِ  الحُبِّ  لم يتورَّعِ

حبيباً مع الاحباب قد باع واشترى

وإِن قد أَتى وصلٌ من الخلِّ يقطعِ

على ذكر من يهوَ وفي الحُبِّ يَخْضَعِ

وإٌنَّي غَدَاةَ الشَّوقِ لم أَتَوَرَّعِ

كأَنَّي  بِهذا  الحُبِّ  قد زاد حدُّهُ

وقد زاد حزنُ القلبِ جرَّاء مخضَعي

وما تفعلُ الأَشْوَاقُ في قلبِ عاشقٍ

غداةَ  احتدامِ  الشَّوقِ  قلبَ المُوَلَّعِ

و قد أَرتضي بِالموتِ مِن أجلِ نظرةٍ

بِمدعاةِ  أَذكى الشُّوقُ  ناراً  بأَضلعي

وفي ذروةِ الهجرانِ واشتقتُ طالباً

لُجوءاً  إلى عينيكِ  من كُلِّ  مفزِعِ

وجئتُ أُمنِّي النفسَ فيكِ  وراجِياً

بِأَوتارِ  قَلبٍ هَامَ  أَلَّا  تُقَطِّعي

أَنَادي الهوى الميؤُوْسَ منهُ و معلِناً

هوى  العاشِقِ  الولهانِ  والمتولِّعِ

بقلبٍ أَتاهُ العشقُ  من كُلِّ جانبٍ

وعشقٌ  مع الأَيَّامِ لم يتضعضعِ

أَتَاهُ  وَ قد أَدماهُ وَ احتلَ أَرضهُ

ولم يعلنِ العصيانَ  أَو يَتَمَنَّعِ

إذا ما رأَيتَ القلبَ في الشَّوقِ ذاهباً

ترى مَوضِعَ الطَّعناتِ من كُلِّ موضعِ

أَ تشتاقُ رغم اليأسِ والحزنِ والأسى

إِلى تلكَ مَن أَحببتَ حَدَّ التولُّعِ

إِلى من يشافي القلبَ والعينَ حُبُّها

إذا مااشتكَى العضوانِ من متوجِّعِ

ولاوصل قد يشفيكَ  منها و إِنَّما

متى قد تريك الوصلَ في الحالِ تَقطعِ

بِسهمٍ مِنَ العينينِ ترديكَ عاجِزاً

ومهما ادَّعيتَ الحزم والعزم تجزعِ

إذا  وافقتكَ العهدَ يصدق عَهْدُهَا

وإِنْ خالفتك الرأيَ  يا صاحَ  فاتبعِ

على ذلكَ المنوالِ تبقيكَ تَابِعاً

إِلى أَنْ يضيقَ الحالُ ذرعاً بِأَذرعِ

وهلْ تعرفينَ الحُبًّ إِلَّا تَسَلُّطاً

وإِلَّا ارتفاعاً كانَ مِنْ مُتَرَفِّعِ

وهلَّا ترين الشَّوقَ في العينِ حاضِراً

ومن خلفِ هذا الشَّوقِ قلبُ مُقَطَّعِ

وهلَّا تريني لا أعيش مُنَعَّماً

وفي معظمِ اللذَّاتِ لم أتمتَّعِ

وهلَّا  تريني أَو تحسِّين لهفتي

بِكُلٍّ انتظار طال أثناء مرجعي

دعيني أَداري الدمعَ مِنْ شِدَّةِ الهوى

ومِنْ قبلِ أَنْ تنهالَ في الشِّعرِ أَدمُعي

وأَرجوكِ بسمِ الحٌبِّ أَنْ تَتَرَيَّثي

و أَلَّا  تُثيري اليومَ  أَيّ  تَسَرُّعِ

فمازلتُ رغم اليأْسِ والخوف ثابتاً

وفي أَضعفِ  الإِيمانِ  لم أَتزعزعِ

وخوفي عليكِ اليوم من عينِ حاسدٍ

وكي لايضيعَ الحٌبُّ من بين أَذرعي

أَلا  فاعذريني إن أَتيتُ  مُبَعثراً

وخلفيَ شملُ الحُبِّ لم يتجمَّعِ

وماكان لي  نسيانُ حبِّكِ مطلقاً

ولكنَّ أَمراً حال دون  توقُّعي

وها قد أَتيتُ اليوم والعذرُ حجَّتي

وفي مجملِ الأَعذارِ  ليس بمقنعِ

وما قد أَردتُ البعد عنكِ  وإِنَّما

أَردتُ انفراج  الأَمر كي تتمتَّعي

بعيداً  عن الانظار نرتاد مسكناً

صغيراً و خلف الشَّمسِ أَو أَيَّ مرتعِ

وما همَّني ريبُ الزمانِ و أَهلِهُ

يؤولُ زماني أَن ألاقيَ مصرعي

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن محمد سند الشمري

محمد سند الشمري

61

قصيدة

شاعر عربي من بغداد اكتب الشعر منذ نعومة أظافري..

المزيد عن محمد سند الشمري

أضف شرح او معلومة