عدد الابيات : 39
أَلا يا شغاف القلبِ داعيكِ فاسمعي
ألا يا شغاف القلبِ عهدكِ قد مضى
فما أَنتِ ممَّن كان للشَّوقِ عارِفاً
وما قد عرفتِ الحُبَّ إِلَّا موخَّراً
وَ جرَّاءُ ما عانيتِ أَصبحتِ عالةً
وأنتِ التي من قبلُ ما كنتِ هكذا
ولكنَّ قلباً هَامَ في الحُبِّ وانْتَشى
مثولاً إلى الأَحبابِ والقلبُ قد هوى
حبيباً مع الاحباب قد باع واشترى
على ذكر من يهوَ وفي الحُبِّ يَخْضَعِ
كأَنَّي بِهذا الحُبِّ قد زاد حدُّهُ
وما تفعلُ الأَشْوَاقُ في قلبِ عاشقٍ
و قد أَرتضي بِالموتِ مِن أجلِ نظرةٍ
وفي ذروةِ الهجرانِ واشتقتُ طالباً
وجئتُ أُمنِّي النفسَ فيكِ وراجِياً
أَنَادي الهوى الميؤُوْسَ منهُ و معلِناً
بقلبٍ أَتاهُ العشقُ من كُلِّ جانبٍ
أَتَاهُ وَ قد أَدماهُ وَ احتلَ أَرضهُ
إذا ما رأَيتَ القلبَ في الشَّوقِ ذاهباً
أَ تشتاقُ رغم اليأسِ والحزنِ والأسى
إِلى من يشافي القلبَ والعينَ حُبُّها
ولاوصل قد يشفيكَ منها و إِنَّما
بِسهمٍ مِنَ العينينِ ترديكَ عاجِزاً
إذا وافقتكَ العهدَ يصدق عَهْدُهَا
على ذلكَ المنوالِ تبقيكَ تَابِعاً
وهلْ تعرفينَ الحُبًّ إِلَّا تَسَلُّطاً
وهلَّا ترين الشَّوقَ في العينِ حاضِراً
وهلَّا تريني لا أعيش مُنَعَّماً
وهلَّا تريني أَو تحسِّين لهفتي
دعيني أَداري الدمعَ مِنْ شِدَّةِ الهوى
وأَرجوكِ بسمِ الحٌبِّ أَنْ تَتَرَيَّثي
فمازلتُ رغم اليأْسِ والخوف ثابتاً
وخوفي عليكِ اليوم من عينِ حاسدٍ
أَلا فاعذريني إن أَتيتُ مُبَعثراً
وماكان لي نسيانُ حبِّكِ مطلقاً
وها قد أَتيتُ اليوم والعذرُ حجَّتي
وما قد أَردتُ البعد عنكِ وإِنَّما
بعيداً عن الانظار نرتاد مسكناً
وما همَّني ريبُ الزمانِ و أَهلِهُ
61
قصيدة