عدد الابيات : 12
تَجَلَّتْ بِنُورِ الْعِشْقِ أَطْيَافُ سَارَةٍ
فَخِلْتُ شُعَاعَ الشَّمْسِ يَسْرِي بِأَنْمُلِ
سَلَتْنِي حَدِيثَ الْوَصْلِ وَاحْتَجَبَتْ بِهِ
فَكُنْتُ أُصَارِعُ فِي الْغَرَامِ تَخَذُّلِي
رَمَتْنِي بِعَيْنٍ سَحِرَ بِسِهَامٍ
فَأَسْقَتْ فُؤَادِي بِالْوُدَادِ وَتُجَمِّلِ
تُخْفِي شَفَاهَ اللَّيْلِ بَيْنَ حَنَايَةٍ
فَكُنْتُ أَرَاهَا كَالرَّبِيعِ الْمُهَلِّلِ
وَأَجْمَعُ مِنْ أَنْفَاسِهَا شَهْدَ هِمَّةٍ
فَتَسْقُطُ أَوْرَاقُ السُّرُورِ كَنَازِلِ
تَخَافُ عَلَيَّ مِنْ لَمْسَةٍ قَدْ تَجَرَّأَتْ
وَأُقْبِلُ فِي لَيْلِي كَمُعْتَصِمٍ مُبْتَهِلِ
فَإِنْ شِئْتُ أَنْ أَرْتَوِي مِنْ لُجَيْنِهَا
وَسَاحَ الْهَوَى بَيْنَ الْجَوَانِحِ مُغْتَلِي
تُغَنِّي لِحَنِي شَوْقِهَا مَا تَرَدَّدَتْ
وَأَبْعَدْتُ صَوْتَ الْمَلَامَةِ عَنْ سُهُولِ
وَكُلُّ الْحَيَاةِ إِذَا خَلَتْ مِنْ غَرَامِنَا
كَصَمْتٍ يَمُرُّ فِي جَفَافِ الْمَحَافِلِ
فَأَيْنَ غَادَاتُ الْحُسْنِ فِي أَنْفُسِكُم
إِذَا مَا ذَوَتْ فِي لَيْلِهِ السُّوَى فَلِي
أَبِيتُ عَلَى ذِكْرِ الْحَبِيبَةِ سَاهِرًا
وَحَوْلِي أَضْوَاءُ النُّجُومِ مِنْهَلِ
فَلَمَّا بَلَغْنَا الصُّبْحَ غَابَتْ مَشَاعِرٌ
وَأَبْقَتْ عَلَيَّ ذِكْرَى مُطَرَّدَةِ الْوَصْلِ
391
قصيدة