عدد الابيات : 20
رَأَيْتُكِ فِي سَمَاءِ الْحُبِّ نُورًا
يَضِجُّ بِحُبِّكِ الْقَلْبُ الْكَبِيرُ
إِذَا مَا مَرَّ طَيْفُكِ فِي خَيَالِي
يَذُوبُ الشَّوْقُ وَالْعُمْرُ قَصِيرُ
أَرَاكِ وَحُسْنُكِ الْفَتَّانُ سِحْرٌ
كَضَوْءِ الشَّمْسِ يَبْهَرُ مَنْ يَزُورُ
وَفِي عَيْنَيْكِ بَحْرٌ لَا يُجَارَى
إِذَا مَا خُضْتُهُ عَادَتْ بُحُورُ
يُذِيبُ الْحُزْنَ فِي قَلْبِي كَلَامٌ
مِنَ الشَّفَتَيْنِ، رَقْرَاقٌ عَبِيرُ
وَفِي لَيْلِ اشْتِيَاقِي، أَنْتِ فَجْرٌ
يُضِيءُ الدَّرْبَ وَالْمَوْجَ الْعَسِيرُ
لَقَدْ عَانَيْتُ مِنْ هَجْرٍ طَوِيلٍ
وَمَا لِي غَيْرَ ذِكْرَاكِ نَصِيرُ
إِذَا مَا حَلَّ فِي صَدْرِي حَنِينٌ
أَرَاكِ، فَأَسْتَقِيمُ وَأَسْتَجِيرُ
وَفِي نَبْضِي أَرَى أَمَلًا جَدِيدًا
يُعِيدُ الرُّوحَ، وَيُبْقِيهَا أَسِيرُ
وَقَفْتُ أَمَامَ حُسْنِكِ صَامِتًا
وَأَنْتِ لِكُلِّ آمَالِ قَلْبِي أَثِيرُ
حَبِيبَتِي، وَإِنْ طَالَ الْمَدَى بِي
سَأَبْقَى لِلْغَرَامِ لَكِ الْأَجِيرُ
لَكِ الْحُبُّ الَّذِي لَا يَنْتَهِي، لَا
يُضَاهِيهِ الْهَوَى مَهْمَا يَجُورُ
وَفِي وَصْفِ الْجَمَالِ أَرَى جَمَالًا
يُحِيطُكِ، إِذْ بِهِ الْكَوْنُ يَدُورُ
فَمَنْ سِوَاكِ يَسْكُنُ فِي فُؤَادِي
وَمَنْ مِثْلُكِ يُطَاعُ وَلَا يُمُورُ
وَكَمْ مِنْ مُقْلَتَيْكِ غَدَتْ سِهَامٌ
تَخْتَرِقُ الصُّدُورَ وَلَا تَخُورُ
وَفِي شَفَتَيْكِ بَسَمَاتٌ عَذَابٌ
إِذَا مَا سَالَ مِنْهَا الْعِطْرُ يُحُورُ
رُمُوشُكِ كَالسِّهَامِ إِذَا رَمَتْنِي
أَذَابَتْنِي، وَفِي حُبِّ سَارَةَ تَجُورُ
وَفِي قَلْبِكِ الْكَبِيرِ مِنْ الْحَنَانِ
مَا يَسَعُ الْأَنَامَ حُبًّا وَلَا يَغُورُ
لَكِ الْعَيْنَانِ إِذْ تَرْمِي بِحُبٍّ
كَطَيْرٍ جَارِحٍ يَفْنِي النُّسُورُ
إِذَا مَا قُلْتِ إِنِّي فِيكِ عَاشِقٌ
فَلَا عَجَبًا، فَأَنْتِ لِقَلْبِي نُورُ
374
قصيدة