الديوان » بغداد سايح » أمعاء مبصرة

عدد الابيات : 15

طباعة

مُـحـاصَـرٌ نـسـيَـتْ مـعـنـاهُ قـهـوَتُـهُ

يـحِـنُّ فـيـه لـهـمْسِ الـخُـبزِ إخـوَتُهُ

الـجـوعُ يـسـرِقُ مِــنْ عـينيهِ والـدَةً

لا أمَّ تــهــطِـلُ إذْ جـــفّــتْ نُــبُــوَّتُـهُ

الأرضُ جــائـعـةٌ لا كــــفَّ تُـطـعـمُها

منذُ انتهتْ في ابتداءِ الحُلْمِ غفْوتُهُ

كيُوسفِ الجبِّ ألقتهُ الدجى فمشى

جــنــازة حــولَـهـا تــصـفَـرُّ نِـسْـوَتُـهُ

مـا أضـعفَ الغزَّةَ الحمراءَ في دمِهِ!

وهـــلْ تــعـودُ لــمُـرِّ الـصـبرِ قُـوَّتُـهُ؟

مــاءُ الـعـروبةِ خـانـتْهُ الـعـذوبةُ لـمْ

تـجْرِ اتّـساعا إلـى الأمـجادِ صـفْوَتُهُ

كـالخيلِ تـسبِقُها في الركضِ أحمرَةٌ

حــتّـى أذلّـــتْ جــوادَ الـعـزّ كـبْـوَتُهُ

ولــيـسَ يـعـلو رجــالَ الله مُـنـبطِحٌ

إلا كــمـا تـعـتـلي الـصـابونَ رغْـوَتُـهُ

الـوعـدُ والـوغـدُ ضــدّانِ افـتراقُهما

مـعـنى أكـيـدٌ تُـريـقُ الـفـهمَ نـشْوتُهُ

مـا ضـرَّ قـومًا تـرى أمـعاؤهُمْ وطنًا

أقــسـى أضـــرَّ بـهـمْ مـاتـتْ أُبُـوَّتُـهُ

لا بـطنَ تُـطفئُ بـالصيْحاتِ مُـنطلِقًا

إلــى شـموخِ الـرؤى تـدعوهُ ذرْوَتُـهُ

كـمْ دولـةٍ عـمِيَتْ عـنْ طـفلةٍ رُمِيتْ

لــلـجـوعِ يـنـهـشُها تـمـتـدُّ شـهـوَتُـهُ

يـعـمى الـمـلايينُ والأمـعاءُ مُـبصِرةُ

وجْـهًـا تـسـيلُ عـلى الـمرآةِ قـسْوَتُهُ

وجْــهًـا لـطـاغـيةٍ بـالـعرشِ مُـلـتوِيًا

تـساقطتْ تـفضحُ الـطاعونَ كسْوتَهُ

فـقـيرةٌ أنـفُـسُ الأنــذالِ كـمْ بـخِلوا

ولـيسَ تُـغني جـبانَ الـنفسِ ثـرْوَتُهُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن بغداد سايح

بغداد سايح

266

قصيدة

كاتب وشاعر جزائري، من مواليد العاشر جويلية عام 1983 بمغنية تلمسان، له جوائز أدبية كثيرة وطنيا ودوليا، من مؤلفاته: إليها المسير، مذكرة نورس مغناوي، قناديل منسية، صهيل البدايات، سمفونية جرح بار

المزيد عن بغداد سايح

أضف شرح او معلومة