الديوان » عمار شاهر قرنفل - الرحال » في مدح النبي محمد ﷺ

عدد الابيات : 38

طباعة

يا من يُفَكُّ به ضيقُ المدى اختنقِ

وتهتدي في ضياهُ النفسُ بالأفقِ

أتيتُ أَنسُجُ من شوقي قصائِدَها

وفي مديحِك قلبي خاشعٌ نطقِ

أَسْمِعْ صَدَى الحُسْنِ للآفاقِ مُنْطَلِقِ

يَهْتَزُّ من عَطَرِ الذِّكرى على الأفُقِ

هذا القصيدُ نداءُ العشقِ في لَهَفٍ

والمُدْنَفُونَ تَغَنُّوا نَشْوَةَ الشَّفَقِ

يَا نُورَ هَدْيٍ تَجَلَّى لِدُجَى الْغَسَقِ

يَا سَيْفَ حَقٍّ بِهِ الْأَيَّامُ فِي سَبَقِ

مُحَمَّدٌ، يَا رَبِيعَ الرُّوحِ إِنْ ظَمِئَتْ

نَفْسٌ، أَتَاكَ نَدَاكَ الطُّهْرُ بِالْعُلَقِ

سَيِّدُ الْمَجْدِ، شَامِخُ الْعَزْمِ، مُبْتَكِرٌ

دَرْبَ الْكَمَالِ، جَعَلْتَ الْحَقَّ فِي أَلَقِ

أَتَيْتَ، وَالْكَوْنُ يَغْشَاهُ الظَّلَامُ فَمَا

أَحْيَيْتَ إِلَّا جُمُوعَ الْخَلْقِ بِالْحُقُقِ

يَا مَنْبَعَ الْعِلْمِ، يَا سَيْلَ الْوَرَى كَرَمًا

فِي كُلِّ صَفْحَةِ خَيْرٍ أَنْتَ فِي طَبَقِ

بِكَ اْنْتَصَرْنَا، وَكَانَ الْمَجْدُ يَحْمِلُنَا

حَتَّى غَدَوْنَا كَنُورِ الْبَدْرِ فِي الطُّرُقِ

يَا مَنْ حَمَلْتَ رِسَالَاتِ السَّمَاءِ إِلَى

قَوْمٍ تَفَجَّرَ فِيهِمْ جَهْلُهُمْ حَدَقِ

بِكَ السَّمَاوَاتُ أَضْحَتْ تَرْسُمُ أَمَلًا

وَالْأَرْضُ صَارَتْ حَدِيقًا زَاخِرَ النَّسَقِ

يَا نَفْحَةَ الرُّوحِ، يَا نَبْضَ الْقُلُوبِ، سَمَتْ

بِكَ الْخِلَالُ كَطِيبِ الْعِطْرِ فِي الْعَبَقِ

قَسَمًا بِرَبِّكَ، لَنْ تَخْلُو الْمَدَائِحُ مِنْ

مَجْدٍ بِذِكْرِكَ، يَا طُهْرَ النَّقَا الْأَبَقِ

نُورُ النُّبُوَّةِ فِي أَعْماقِنَا شُعَلٌ

تَسْقِي الدِّيَارَ، وَتَهْدِي الطُّرْقَ لِلرَّشَقِ

وَالدَّهْرُ يَحْنُو عَلَى مِيثَاقِكَ ارْتِقَبًا

فِي كُلِّ دَوْرٍ وَكُلِّ السَّيْرِ وَالْحُدُقِ

أَتَاكَ جِبْرِيلُ فِي لَيْلٍ وَفِي يَدِهِ

نُورُ السَّمَاءِ، وَقُرْآنٌ مِنَ الْفُرُقِ

فَسِرْتَ تُرْشِدُ هَذَا الْعَالَمَ ارْتِقَبًا

وَالْكَوْنُ يَبْكِي مِنَ التَّقْصِيرِ وَالشَّفَقِ

نَادَاكَ رَبُّكَ: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ، فَـا

رْفَعْ شَأْنَنَا فِي دُجَى الآلامِ وَالْقَلَقِ

فَكُنْتَ نُورًا وَكُنْتَ السَّيْفَ، تَنْسِفُهُ

كُلُّ الظُّلُومِ، وَتَبْنِي الْعَدْلَ فِي الطُّرُقِ

أَنتَ الْأَمِينُ، وَفِي أَخْلَاقِكَ انْبَهَرَتْ

كُلُّ الْعُيُونِ، وَفَاضَتْ فَوْقَ مَنْطِقِكِ

وَأَنْتَ فَوْقَ وُعُودِ الْحُسْنِ مُرْتَقَبٌ

فِي كُلِّ سَطْرٍ بَدَوْتَ السِّرَّ فِي اللَّمَقِ

فَصَلُّوا عَلَيْهِ فَمَا فِي الْحُبِّ مِنْ خَجَلٍ

وَالذِّكْرُ أَجْمَلُ مَا يُهْدَى لِمُتَّقِي

مُحَمَّدٌ فَخْرُنَا، وَالْقَوْلُ مُبْتَهَلٌ

مِنْ قَلْبِ عَاشِقِهِ، فِي نَبْرَةِ الْأَنِقِ

مُحَمَّدٌ، أَنْتَ فَوْقَ الْحَقِّ مَنْزِلَةً

مَنْ شَاءَ مَجْدًا فَفِي أَخْلاقِكَ الْحَقِ

يَا بَسْمَةَ الْفَجْرِ فِي أَحْزَانِنَا أَمَلًا

يَا نُورَ دَرْبٍ تَجَلَّى فَوْقَ كُلِّ أُفُقِ

يَا مُفْتَدًى بِالْعُيُونِ الْغُرِّ إِنْ زَفَرَتْ

فِي الْحُبِّ نَفْسٌ وَبالتَّقْوَى لَكَ الطُّرُقِ

بَلَّغْتَ مَا أَنْزَلَ الرَّحْمَانُ فِي ثِقَةٍ

مَا هَابَ قَوْلَ الْعَدُوِّ الْجَائِرِ الْحَنِقِ

قَامَ الزَّمَانُ وَفِي أَرْكَانِهِ حُرُمٌ

لَمَّا نَدَاكَ بَدَا لِلْخَلْقِ مِنْ شُهُقِ

أَنْتَ الَّذِي زَيَّنَ التَّقْوَى بِسِيرَتِهِ

وَارْتَفَعَ الْحَقُّ فِي أَخْلَاقِكَ الشَّفِقِ

وَالْحُبُّ يَتْبَعُ خُطْوَاتِ الْمُبَشِّرِ إِذْ

سَارَ الْوَرَى فِي هُدَاهُ الْيَوْمَ وَالْغَدِقِ

مَاذَا أَقُولُ وَكُلُّ الْقَوْلِ مُقْصِرَةٌ

وَالشِّعْرُ يَخْفِقُ فِي وَصْفِ النَّبِيِّ التَّقِي

رَفَعْتَ أُمَّةَ إِسْلَامٍ فَكَانَ لَهَا

فَجْرٌ مِنَ الْمَجْدِ يَسْعَى بَيْنَ مُفْتَرِقِ

خَاتِمْ رُسُلِ الْهُدَى، نُورُ السَّمَا وَضِيًا

يَجْرِي ضِيَاؤُكَ فِي الدُّنْيَا عَلَى الْحُدُقِ

صَلَّى عَلَيْكَ إِلَهُ الْعَرْشِ فِي شَرَفٍ

مَا رَنَّ فِي الْكَوْنِ تَسْبِيحٌ وَأَوْرَقِ

هذي القَصيدةُ حُبٌّ لا يُقاسُ بما

في القلبِ مِن وجدِ محبٍّ خاشعِ القلقِ

يا سيدي، كلّ حرفٍ فيك مُنبعثٌ

كالضوءِ في أفقٍ قد ضاعَ في الأرقِ

صلّى عليكَ إلهُ العرشِ ما طلعتْ

شمسٌ، وما رفرفتْ راياتُنا بثاقِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عمار شاهر قرنفل - الرحال

عمار شاهر قرنفل - الرحال

374

قصيدة

عمار شاهر قرنفل، كاتب وشاعر ومدوّن، يحمل دبلومًا في القانون الدولي من كلية الحقوق بجامعة حلب. وُلد في سلقين في 31 مارس 1972، فكان للحروف فيه ميلاد آخر. عاشق للشعر، رحّال بين الكلمات والمعاني،

المزيد عن عمار شاهر قرنفل - الرحال

أضف شرح او معلومة