عدد الابيات : 14
لِسَارَةَ وَجْهٌ كَالْبُدُورِ إِذَا بَدَتْ
وَفِي خَدِّهَا وَرْدٌ بِرَيْحَانٍ نَدَى
وَأَسْحَرَ طَرْفٌ لَا يُكَابِدُ سِحْرَهُ
سِوَى مُتْرَفٍ مُسَّهُ سَقْمٌ وَاعْتَدَى
وَشَعْرٌ كَلَيْلِ السَّحْرِ يَنْسَابُ نَاعِمًا
وَيَحْكِي لِأَنْجُمِهِ حَدِيثًا مُجَدَّدَا
وَإِنْ ضَحِكَتْ غَنَّتْ سَمَاءٌ بِبَسْمَةٍ
وَأَنْشَدَ مَزْهُوٌّ بِوَجْهِهَا مُنْشِدَا
وَإِنْ غَضِبَتْ نَارُ الْمَحَبَّةِ أُوقِدَتْ
وَإِنْ لَاحَ رِضْوَانٌ هَنَا نُورٌ بَدَا
وَمِشْيَتُهَا غُصْنٌ تَثَنَّى بِدَلِّهِ
يَرُفْرِفُ كَالْوَرْقَاءِ إِنْ رَاحَ مُغْرِدَا
وَإِنْ نَطَقَتْ، فَالْكَوْنُ يُنْصِتُ سَاكِنًا
وَيَصْغَى لِأَلْحَانٍ تَفُوقُ التَّغَرُّدَا
وَإِنْ نَظَرَتْ، فَالْفَجْرُ يُطْلِقُ نُورَهُ
يُبَارِكُ هَذَا الْحُسْنَ مِثْلَ الْمُسَرَّهْدَا
وَإِنْ سَافَرَتْ فِي الْحُلْمِ جِئْتُكَ رَاكِضًا
لِأَسْكُنَ فِي الْعَيْنَيْنِ إِنْ زَادَ بُعْدُا
أَحِنُّ إِلَى لَمْسِ الْيَدَيْنِ إِذَا نَدَتْ
كَسِحْرِ النَّدَى يَحْيَا إِنْ حَنَا الْعُودا
وَإِنْ زَادَ شَوْقِي أَسْتَجِيرُ بِذِكْرِهَا
وَأَكْتُبُهَا بَيْتًا وَأُلْقِي الْمُؤَبَّدَا
وَإِنْ غَابَتِ الْأَفْلَاكُ كَانَتْ بَدِيلَهَا
وَأَنْوَارُهَا مَا غَابَ يَوْمًا وَلَا ابْتَّعَدا
فَهَلْ تَعْطِفِينَ الْوَصْلَ يَا نُورَ دَرْبِنَا؟
وَتُعْلِنُ فِي الْآفَاقِ مَوْعِدَنَا القَيْدَا؟
فَلَوْ كَانَتِ الدُّنْيَا بِغَيْرِكِ أُظْلِمَتْ
وَغَابَتْ عَنِ الْعُشَّاقِ أَحْلَامُهُمُ سُهُدَا
374
قصيدة