كـن سامقا مهمـا تجرّعت الأمر

كـن ساطعا كالنجم في وقت السحر

إزرع بذور الخير تقطف خيرها

إتبع سبيل المصطفى تلق الظفر

إنّ الهدى ذكرٌ وخيرٌ شكرهُ

ولك السعادة غيثها يأتي نهر

والعبد ينوي البرّ في أعماله

حتما يلاقي البرّ ما يلقى الضجر

يا جاثماً في لهوه ولما الغوى

أنساك ذكر الله في بحرٍ وبر

اخْلع نعال الكذب أنْت مخاطبٌ

واسلكْ سبيلك بالهدى أين المفر

يوم بها يبكي الفتى لمصابه

وترى العباد بخجلة مما وقر

يا لاهيا في غيّهِ وضلالهِ

كم آيةٍ فيها المواعظ و العبر

والكلّ في يوم القيامة خائفٌ

وترى الجميع بسكْرةٍ ممّا عبر

اليوم ذاك العبْد يُسأل وحدهُ

كلّ الجوارح أنطقت فيما أسر

يا خجلتي ما عذرنا فيما نرى

اللوح مكتوبٌ وقد حقّ الخبر

والأبّ من خوف يجافيَ أمّهُ

و الأمّ من هول القيامةِ في كدر

ترمي بطفْلٍ بل وأخْرى أُجهضت

من هولها أنّ النجاةَ من الخطر

وكذا القريب فكم يجافيَ أهله

امّا الأمير فخوفه فيمن قهر

يا ويح من أكل الحرام مكابراً 

أين المصير يرى وأين المستقر

يا ظالما قصر فأنت محاسبٌ

فالنار ذاك اليوم تكويَ من غدر

والفصل كان الحقّ بين عباده

و الرحمَة المهْداة كان المنتظر

و الجنّةُ الخَضْراءُ وَعْدُ مهيمنٍ

والعفو والغفران بات المعتبر

طوبى لنا في جنة الخلد التي

فيها نعيم المخبتين لمن شكر

تلك الحياة فلا ترى خوفاً ولا

حزناً ولا خطراً على قلب البشر

يا ساهيا صلِّ على خير الورى

إنّ الصلاة شفاءُ من همٍّ غمر

و الآل والصحب الكرام محبّة

و التابعين وتابعٍ ولمن ذكر