عدد الابيات : 13
سَقَانِي هَوَاهَا مِنْ عُيُونٍ كَأَنَّهَا
غَمَامَةُ وَدْقٍ فَاضَ وَبْلُهُ يُمْطِرُهْ
إِذَا نَطَقَتْ سَارَ النَّسِيمُ بِخَطْوِهَا
وَأَسْكَنَ صَوْتَ الْعَاذِلِينَ مُسَطَّرُهْ
لَهَا وَجْهُ صُبْحٍ حِينَ يَبْدُو بِنُورِهِ
فَيَنْشَقُّ مِنْ أُفْقِ الْجَمَالِ مُؤَزَّرُهْ
وَإِنْ أَقْبَلَتْ مَالَ الدُّجَى مُتَحَسِّرًا
وَغَابَ سَنَا الْبَدْرِ الْمُنِيرِ يُدَثِّرُهْ
وَخَدَّاهَا وَرْدٌ فِي الصَّبَاحِ مُبَسَّمٌ
تَذُوبُ عَلَيْهِ النَّحْلُ وَالْمَاءُ يُقْطَرُهْ
وَمَنْطِقُهَا مِثْلُ الْجُمَانِ مُفَصَّلٌ
إِذْ قِيلَ صَمْتُ الْحَاسِدِينَ مُسَحَّرُهْ
وَأَحْرُفُهَا أَشْهَى مِنَ الشَّهْدِ رِقَّةً
يُسَاقُ بِهَا الْعُشَّاقُ وَالْقَلْبُ يُسْكَرُهْ
إِذَا مَرَّ طَيْفُ الْحُسْنِ مِنْهَا بِخَاطِرِي
تَسَاقَطَ جَمْرُ الشَّوْقِ وَالدَّمْعُ يَنْهَمِرُهْ
أَلَا لَيْتَ زَمْنًا فِي هَوَاهَا يُعِيدُنِي
وَأَفْنَى بِقُرْبِ الْوَصْلِ عُمْرِيَ أَنْظُرُهْ
فَإِنْ جَاءَنِي مِنْهَا رَسُولٌ بِوَعْدِهَا
كَفَانِي مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهِ يُكْثِرُهْ
بِأَرْضِ الْهَوَى كُنْتُ ضِعْفًا مُحَطَّمًا
فَأَنْهَضَنِي مِنْ وَجْهِهَا النُّورُ يُبْصِرُهْ
فَلَا أَنْسَ يَوْمًا فِي جِوَارِكِ يَا سَرَى
فَقَدْ كَانَ أَحْلَى مَا أُحِبُّ وَأُنْظِرُهْ
سَلَامٌ عَلَيْكِ أَيَّتُهَا الْمُتَجَلِّيَةُ
فَإِنِّي بِحُبِّكِ الْوَفِيِّ مُؤَسَّرُهْ
385
قصيدة