عدد الابيات : 22
قِفْ بِي قَلِيلًا، فَالْمَحَبَّةُ أَشْرَقَتْ
وَالشَّوْقُ فِي قَلْبِي يُغَالِبُ مَغْرِبَهْ
يَا غَادَةً فِي الْحُسْنِ أَبْهَى مِنْ سَنَا
شَمْسٍ تَهَادَى فِي الدُّجَى مُتَسَرِّبَهْ
سَارَةُ، يَا زَهْرَ الرُّبَى وَرَبِيعَهَا
وَبِسَاطَ وَجْدِي إِنْ جَفَانِي مُعَذِّبَهْ
عَيْنَاكِ يَا دُرَّتَيْ عَرْشِ الْهَوَى
كَالْبَحْرِ يَفْتِنُ مَنْ يُقَلِّبُ كَوْكِبَهْ
كَالْوَرْدِ فَاحَ خُدُودُكِ الْمُتَوَرِّدُ
فِيهِ الرُّضَابُ مَعَ الْمَسَاءِ تَحَجَّبَهْ
وَالشَّعْرُ مَدَّ اللَّيْلَ فَوْقَ جَبِينِكِ
فَغَدَا الْهِلَالُ لِحُسْنِ وَجْنِكِ مُتْعَبَهْ
مَا قُلْتُ فِي وَصْفِ الْمُهَاةِ مُبَالِغًا
إِنِّي رَأَيْتُ الْحُسْنَ فِيكِ مُجَرِّبَهْ
رُوحِي تَمِيلُ إِلَيْكِ طَوْعًا خَاشِعًا
وَمِنَ الْمَشَاعِرِ مَا أَرَانِي أُجْنِبَهْ
إِنِّي لَأَذْكُرُ فِيكِ نَفْحَةَ زَنْبَقٍ
لَوْلَا الْعِنَاقُ لَمَا دَرَيْتُ تُرَتِّبَهْ
خُذْنِي إِلَيْكِ فَكُلُّ نَفْسٍ أَشْهَدَتْ
أَنِّي بِهَجْرِكِ سَوْفَ يَفْنَى تَعَجُّبَهْ
سَارَةُ، يَا مَهْدَ السَّكِينَةِ فِي الْفُؤَادِ
وَمِنَ الْمَوَدَّةِ مَا يُضَاءُ وَيُرْتَشَبَهْ
إِنِّي أُحِبُّكِ لَيْسَ يُدْرِكُ الْقَلْبُ حَدَّهُ
وَصْفُ الشُّعَرَاءِ إِذْ يَسِيرُ وَيُكْتَبَهْ
يَا نَجْمَةً فِي اللَّيْلِ أَبْهَرَ نُورُهَا
حَتَّى اسْتَحَى بَدْرُ السَّمَاءِ وَغَرَّبَهْ
يَا حُلْمَ عُمْرِي بِالْوُجُودِ وَبَهْجَتِي
يَا رَوْضَةً مِنْ نَرْجِسٍ تَتَطَيَّبَهْ
يَا مَنْ سَرَتْ رُوحِي إِلَيْكِ كَأَنَّهَا
طَيْفُ الْحَيَاةِ عَلَى الْخُيُوطِ تُرَكَّبَهْ
يَا حُبَّ عُمْرِي كَيْفَ أُخْفِي نَارَهُ؟
وَأَنَا الْمُكَابِدُ بِالْهَوَى الْمُتَعَذِّبَهْ
إِنْ كُنْتِ مِنْ خَمْرِ الْجِنَانِ صَبَبْتِهَا
فَالْعُمْرُ خَمْرٌ فِي هَوَاكِ يُعَاقِبُهْ
لَا الْحُبُّ يُنْسَى بَعْدَ عَهْدِكِ بِالْفُؤَادِ
وَلَا النَّوَى عَنْ مُقْلَتَيْكِ تَتَعَاقَبُهْ
إِنِّي أَرَى الْأَيَّامَ تَرْجِعُ شَوْقًا لِلْوَفَا
وَالْحُبُّ مَحْضُ الْعَهْدِ أُنْسٌ يُجْلَبُهْ
يَا سَارَةُ الْمَجْدِ الَّذِي قَدْ أَشْرَقَتْ
فِيهِ الْجِنَانُ وَقَدْ بَدَتْ وَيَتَغَلَّبُهْ
هَذَا الْغَزَلُ فِي حُبِّ عَيْنَيْكِ وَالْهَوَى
إِنْ غَابَ يَحْضُرُ فِي الْكَلَامِ وَيَكْتُبُهْ
إِنِّي نَظَمْتُ الْحُبَّ فِي أَسْمَى اللُّغَى
حَتَّى غَدَتْ كُلُّ الْحُرُوفِ تُرَحِّبُهْ
385
قصيدة