عدد الابيات : 45
عِيدُ الْجَمَالِ تَجَلَّى فِي مُحَيَّاهُ
وَالْكَوْنُ أَشْرَقَ مِنْ أَنْوَارِ مَغْنَاهُ
وَالزَّهْرُ فَاحَ بِعِطْرِ الْفَرَحِ مُبْتَهِجًا
يَشْدُو الرَّبِيعُ طَرُوبًا فِي ثَنَايَاهُ
وَالطَّيْرُ غَنَّى عَلَى الْأَغْصَانِ مُنْتَشِيًا
يَسْقِي الْقُلُوبَ نَشِيدَ الْعِيدِ وَسُمَاهُ
يَا عِيدُ، يَا بَسْمَةَ الْأَحْلَامِ كَمْ سَكَبَتْ
نُورَ الْأَمَانِ عَلَى الْآفَاقِ سِحْرُ نَضَّاهُ
قَدْ جِئْتَ تَمْسَحُ عَنْ عَيْنِ الْأَسَى شَجَنًا
وَتَبْعَثُ الْحُبَّ فِي الْأَرْوَاحِ تَهْنَاهُ
وَالْقَلْبُ يَخْفِقُ فِي شَوْقٍ لِرُؤْيَتِكُمْ
وَالشَّوْقُ يَهْمِي كَنَهْرٍ زَادَ مَجْرَاهُ
وَالدَّرْبُ يُزْهِرُ بِالْأَحْبَابِ إِذْ حَضَرُوا
كَالْبَدْرِ يَسْطَعُ أَنْوَارًا فِي ثَنَاهُ
كَمْ مِنْ فُؤَادٍ جَرِيحٍ جَاءَ يَرْقُبُهُ
رَجْعُ التَّلَاقِي وَأَشْوَاقُ وَحُبُّ بَنَاهُ
مُدُّوا الْأَيَادِي بِوَصْلٍ لَا يُفَارِقُكُمْ
فَالْوُدُّ أَسْمَى وَأَحْلَى مَا حَوَيْنَاهُ
لَا تَنْسَ أَنَّ اللَّيَالِيَ فِي تَقَلُّبِهَا
قَدْ تُرْجِعُ الْبُعْدَ ذِكْرَى بَعْدَ فِرْقَاهُ
فَالْعِيدُ بِالْحُبِّ أَحْلَى إِنْ جَمَعْتَ بِهِ
أَهْلًا وَأَصْحَابَ قَلْبٍ طَالَ نَجْوَاهُ
وَالْعَيْنُ تَدْمَعُ إِنْ طَالَ الْفِرَاقُ بِنَا
لَكِنْ لَنَا أَمَلٌ بِالْوَصْلِ سَوْفَ نَحْيَاهُ
يَا عِيدُ، يَا فَرْحَةَ الْأَزْمَانِ، يَا أَلَقًا
يَزْهُو بِهِ الْكَوْنُ إِشْرَاقًا وَسِيمَاهُ
جِئْنَاكَ نَحْمِلُ مِنْ أَشْوَاقِنَا قُبَلًا
تُهْدِي الْقُلُوبَ صَفَاءً فِي لُقْيَاهُ
يَا عِيدُ، أَهْلِي وَأَحْبَابِي أُبَارِكُهُمْ
بِالْعِزِّ، بِالْخَيْرِ، بِالْإِحْسَانِ أَرْعَاهُ
يَا فَرْحَةَ الدَّهْرِ يَا بَسْمَةً مُكَلَّلَةً
بِالْمَجْدِ، تُهْدِي الْمَدَى بِشْرًا وَنُعْمَاهُ
أَهْلِي الْكِرَامُ، لَكُمْ فِي الْقَلْبِ مَنْزِلَةٌ
عُمْرُ الْمَحَبَّةِ، مَا أَخْفَيْتُ مَسْرَاهُ
كُلُّ السَّعَادَةِ، كُلُّ الْحُبِّ أَمْنَحُكُمْ
مِنْ مُهْجَتِي، وَعَبِيرُ الْوُدِّ أَزْكَاهُ
يَا إِخْوَتِي، يَا رِفَاقَ الدَّرْبِ، يَا سَنَدِي
أَنْتُمْ مِنَ الْعُمْرِ أَنْوَارُهُ وَمَغْنَاهُ
عِيدِي بِكُمْ فَرْحَةٌ تَزْهُو بِلُؤْلُؤِهَا
وَالْوُدُّ تَاجٌ فَرِحٍ عَلَى الْأَيَّامِ أُزْكَاهُ
يَا مَنْ مَلَكْتُمْ فُؤَادِي، هَا أَنَا لَكُمْ
أَدْعُو بِأَنْ يَحْفَظَ الرَّحْمَنُ مَأْوَاهُ
لِلَّهِ سُبْحَانَهُ نَسْأَلُهُ فِي عِيدِنَا فَرَحًا
يَبْقَى بِدَرْبِ الْمَدَى زَهْرًا نُحَيَّاهُ
يَا عِيدُ، زِدْنَا صَفَاءً فِي مَوَدَّتِنَا
كَيْ لَا يُفَرِّقَنَا دَهْرٌ حُزْنٌ بِجَفْوَاهُ
مَا أَجْمَلَ الْعِيدَ إِنْ طَابَتْ مَنَازِلُنَا
بِالْحُبِّ، بِالْعَفْوِ، بِالْأَحْلَامِ تَرْعَاهُ
وَالطِّفْلُ يَمْرَحُ فِي الدُّنْيَا وَزِينَتِهَا
كَالْبَدْرِ يَلْمَعُ إِشْرَاقًا وَبَسْمَاهُ
وَالنَّاسُ بَيْنَ لِقَاءٍ لَا يُفَارِقُهُمْ
شَوْقٌ، وَبَيْنَ دُعَاءٍ فِي زَوَايَاهُ
يَا عِيدُ، يَا قَبَسَ الْأَرْوَاحِ إِنْ لَهَا
فِيكَ الْمُنَى، وَرَبِيعُ النَّفْسِ مَرْعَاهُ
فَامْنُنْ عَلَيْنَا بِأَيَّامِ الْفَرَحِ مُجَلَّلَةٍ
بِالْحُبِّ، تَرْوِي ظَمَأَ الْقَلْبِ مَسْرَاهُ
مَا زِلْتَ فِي كُلِّ آنٍ شُعْلَةً وَهُدًى
وَالدَّهْرُ يَبْسُمُ فِي الدُّنْيَا بِذِكْرَاهُ
هَذَا الصَّبَاحُ سُرُورٌ لَيْسَ يُشْبِهُهُ
إِلَّا ابْتِسَامُ الدُّنَا فِي حُسْنِ مَرْآهُ
تَرَاقَصَ النُّورُ فِي الْآفَاقِ مُبْتَهِجًا
وَفَاضَ بِالْبِشْرِ حَتَّى عَمَّ مَغْنَاهُ
وَالطِّفْلُ يَرْكُضُ بَيْنَ الْأَهْلِ لِمَرَحٍ
كَأَنَّهُ الطَّيْرُ بَيْنَ الْغُصْنِ يَلْقَاهُ
وَالْأُمُّ تَبْسُطُ كَفَّيْهَا بِالْحُنُوِّ مُهَلِّلَةً
وَتَسْكُبُ الدَّعْوَةَ الْبَيْضَاءَ تَغْشَاهُ
وَالْأَبُ يَبْسُمُ فِي أَبْنَاءِ مُهْجَتِهِ
كَأَنَّهُ الْبَدْرُ يُنِيرُ وَيَزْهُو فِي سَنَايَاهُ
يَا عِيدُ، هَلَّتْ عَلَيْنَا مِنْكَ أَنْجُمُهُ
وَزَانَتِ الدَّارَ أَفْرَاحٌ لِوَصْلٍ نُحَيَّاهُ
حَلْوَى الْمَحَبَّةِ فِي الْأَكُفِّ قَدْ حَمَلَتْ
شَهْدَ الْوِصَالِ، وَأَنْدَى الْعِطْرِ رَيَّاهُ
وَالْجُودُ فَاضَ بِأَيْدِي الْخَيْرِ لِفَرَحٍ
فَمَا أَحْلَاهُ وَمَا أَسْمَى مَعْنَاهُ
وَالْقَلْبُ يَرْقُصُ نَشْوَانًا بِمَسَرَّتِهِ
يَشْدُو كَعُودِ مِسْكٍ تَرَنَّى فِي نِدَاهُ
يَا فَرْحَةَ الْعِيدِ، يَا بُشْرَى مُجَلَّلَةً
بِالنُّورِ، يَا بَسْمَةً فِي الْقَلْبِ أَغْلَاهُ
عُدْتَ فَأَشْرَقْتَ فِي الدُّنْيَا بِطَلْعَتِك
وَأَزْهَرَتْ مُهْجَتِي بِالْحُبِّ رُؤْيَاهُ
يَا عِيدُ، زِدْنَا سُرُورًا فِي مَوَدَّتِنَا
كَيْ لَا يُفَرِّقَنَا صَيْمُ دَهْرٍ بِجَفْوَاهُ
يَا عِيدُ، جِئْنَا بِعُمْرٍ ضَاحِكٍ أَمَلًا
نَسْعَى، وَتَسْبِقُنَا الْأَشْوَاقُ تَهْدَاهُ
وَالرُّوحُ تَلْهَجُ بِالْأَدْعِيَةِ فِي ثِقَةٍ
لِلَّهِ وَحْدَهُ نَسْأَلُهُ عَفْوًا وَعُلْيَاهُ
401
قصيدة