الديوان » الأب يوسف جزراوي » وكيفَ للحماما يُحلّقُ في الغِماما؟!

وكيفَ للحماما  يُحلّقُ في الغِماما؟!

 

أ كَانَ لقائُكِ بهِ فُراقا؟!/أمْ في قُربهِ عنكِ ابتعادا؟/ فبِاللهِ عليكِ أما  كفاكِ جدالا!/ أوَلستِ أنتِ مَن طلبتِ منّهُ الرحيلَ لا الترحالا!/فأيُّ ذنبٍ  على ذلكَ الّذي أشتعل فيكِ ولأجلكِ اشتعالا؟/ إنْ باحَ لكِ  صدقا عمّا مضى في سواكِ  مثالا؟!/ أجيبيه: مُنذ متى وانتما على هذه الحالا؟!/ فما الضيرُ لو سألَ المُعَيْنَ لكِ عوْنا/ لعلّهُ يَرطُمُ الغَيْمَ بِالغيْمِ  لأجلكِ صيفا/ فيهَلَّ الْمَطَرُ قَطرةً ... قَطرةً  سبيلا/عسى يُلّينُ في قلبكِ اليباسا!/ فقط أجيبيه/ هل مِنَ النبلا أو العدل أن تُنادي عليه توسلا في دربٍ  عتمٍ إليكِ بِلا قنديلا؟!/ هلا أجبتي  ذاك النحاتا ورُدِّيَّ السوالا لمَن نحت لكِ الصخر تمثالا/ أشوقٌ منكِ  كانْ هذا يا دلالا/ أمْ  الفتِ صبَّ الزيتِ  دلالا على نارِ العتابا ؟!/ أ هي سجاياكِ المجْبولّة بِالملاما والرُجاما/ أمْ لغوُ المتعنتِ هي  لهُجتكِ في الكلاما؟!/يَا منْ أدعيتِ علو المقاما/ علامَ صد انغام عازف الصبابا/ أليسَ في هذا  لئما أم هي دربكةُ مزاجا؟/ فبينَ شرقٍ وغربٍ مشى في شارعكِ ليلا/ مضى صوُبكِ  قُدما دونَ اكترثا / ومَا المضي؟ سوى خطوة انجذابا!/
لكنّهُ رغم المعاناتا/ كُلّما مضى بِه إليكِ واستنشقَ مِن دربونتكِ هواءا/ تطلعَ إلى السّماءِ بِالقولِ: هبّها يَا رّبّيَّ نوم العوافيَّ نوما!/ فمن يدري لعلّكِ وطنٌ يشدو لهُ في منفا؟!/ ذاك الذي لا تعجبه الفرائض ولا القيودا/ يكون حُرًّا كُلّما وجدهُ بكِ أسيرا!/ فمالكِ  كُلما مشيتي في ظلِّمتكِ تعثرثينَ به ضوءا!/ بِا الله عليكِ كفا/ أوَلستِ تدرينَ أنَّ الحماما/ لا يُحلّقُ في سماءٍ مُكتظّة الغماما!.

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الأب يوسف جزراوي

الأب يوسف جزراوي

122

قصيدة

كاهن وباحث/شاعر وأديب عراقي مغترب له العديد من المؤلفات في الشأن الكنسي والأدبي وتاريخ العراق

المزيد عن الأب يوسف جزراوي

أضف شرح او معلومة