عدد الابيات : 21
عِيدٌ أَتَى بِكِ يَا رَوْعَةَ الْأَعْيَادِ
يُهْدِي الضِّيَاءَ لِوَجْهِكِ الْوَضَّادِ
وَالْكَوْنُ يَزْهُو فِي بَهَاءِ صَبَاحِهِ
كَالطُّهْرِ يُشْرِقُ مِنْ جَبِينِ سُعَادِ
سَارَتْ عَلَى دَرْبِ الْفُؤَادِ بَشَائِرٌ
تَشْدُو بِأَنَّ الْعِيدَ عِيدُ فُؤَادِي
وَسَمَوْتِ فِي عَيْنِي مَلَاكًا بَاسِمًا
وَضَّاءَ كَالْفَجْرِ النَّقِيِّ الضَّادِي
يَا زَهْرَةَ الْأَيَّامِ، يَا سِحْرَ أَنْغَامِهَا
يَا كُلَّ حُسْنٍ فِي الدُّنَا وَمُرَادِي
الْعِيدُ أَنْتِ، وَحُسْنُ وَجْهِكِ بَسْمَةٌ
تُحْيِي الْفُؤَادَ وَتَبْعَثُ الْأَعْيَادِ
فَالْعِيدُ إِنْ كُنْتِ السَّعَادَةَ فِيهِ لِي
زَادَ السُّرُورُ عَلَى الْمَدَى وَزِيَادِي
كُلُّ الْمَوَاسِمِ فِي حُضُورِكِ بَهْجَةٌ
وَإِذَا غَدَوْتِ، فَكُلُّ وَقْتٍ عَادِ
عِيدُكِ بُشْرَى لِلزَّمَانِ، فَكَوْنُهُ
يَحْيَا بِذِكْرِكِ فِي الْمَدَى الْمَيَّادِ
فَاسْعَدِي حَبِيبَتِي، وَهَذِي مُهْجَتِي
تُهْدِيكِ عِيدًا فِي هَوَاكِ يُنَادِي
عِيدٌ يَمُرُّ وَأَنْتِ فِيهِ عِيدِي
وَالنُّورُ يُشْرِقُ مِنْ سَنَى تَوْحَادِي
الْعِيدُ أَنْتِ.. فَكَيْفَ أَفْرَحُ لَحْظَةً
إِنْ لَمْ تَكُونِي فِي الْمَدَى كَعْبَادِي؟
الْعِيدُ لَيْسَ سِوَى ابْتِسَامَةِ عَيْنِكِ
أَوْ هَمْسَةً تَأْتِي مِنَ التَّغْرَادِي
الْعِيدُ أَنْتِ، فَكُلُّ شَيْءٍ بَعْدَكِ
صَمْتٌ يُنَاجِي صَمْتَهُ الْمِعْهَادِ
يَا وَرْدَتِي، وَالْحُسْنُ يَقْطُرُ مِنْكِ
كَالْمَاءِ يَهْمِي مِنْ نَدَى الْوَرْدِ النَّادِ
مَهْمَا تَأَنَّقَ فِي الْمَدَى زَهْرُ الرُّبَى
تَبْقَيْنَ أَجْمَلَ زَهْرَةٍ فِي أَعْيَادِي
فَالْعِيدُ حَيْثُ تَكُونُ عَيْنُكِ نَجْمَةً
وَالْعِيدُ حَيْثُ يَطِيبُ لِي تَجْوَادِي
وَالْعِيدُ حَيْثُ يَضِيءُ وَجْهُكِ فَرْحَةً
وَيَفِيضُ كَالْبَحْرِ الْمُضِيءِ الْمِدَادِ
سَارَةُ.. أَمِيرَةُ كَوْنِيَ الْفَانِي
وَالْعِيدُ عِنْدَكِ شَاعِرٌ وَوُرُودِ
كُلُّ الْمُنَى فِي أَنْ أَكُونَ بِحَضْنِكِ
وَأَقُولَ: "عِيدُكِ دَائِمٌ.. يَا عِيدِي"
385
قصيدة