عدد الابيات : 17
أَخِي وَأُخْتِي، يَا سَنَاءَ مَحَبَّتِي
وَيَا نَبْعَ حُسْنٍ فِي الْحَيَاةِ الدَّوَائِقِ
فَكُنْتُمْ ضِيَاءَ الْعُمْرِ فِي كُلِّ لَحْظَةٍ
تُعَانِقُنِي بِالْعَطْفِ فِي كُلِّ طَارِقِ
وَلَكِنْ غَلَبْتَ النَّاسَ أَنْ تَتَّبِعَ الْهَوَى
وَفَاءً يَرُوقُ الْعَيْنَ مِنْ كُلِّ رَائِقِ
فَأَنْتُمْ نُجُومُ الْأُنْسِ فِي لَيْلِ خُطْوَتِي
وَفِي حُزْنِيَ الْمَوْجُوعِ كُنْتُمْ رَفَائِقِ
أَخِي إِنَّكَ الدَّرْبُ الَّذِي لَا أُفَارِقُهُ
وَفِي كُلِّ حَالٍ أَنْتَ عَوْنِيَ الثَّائِقِ
وَأُخْتِي مَلَاذِي فِي الْحَيَاةِ وَعِطْرُهَا
تُزِينُ رُبَايَا فِي الزَّمَانِ الْمُلَائِقِ
فَكُنْتُمْ رِفَاقَ الدَّهْرِ فِي كُلِّ مَوْكِبٍ
وَفِي كُلِّ دَرْبٍ لِلصِّبَا كُنْتُمْ صَادِقِ
وَفِيكُمْ تَرَاءَى الْوَصْلُ فِي كُلِّ نَظْرَةٍ
تُبَارِكُنِي أَعْيَادُ الْحَيَاةِ الْفَوَائِقِ
إِذَا غَابَتِ الْأَزْمَانُ عُدْنَا لِذِكْرِكُمْ
وَحِينَ الْوِدَاعِ نَبْكِي عَلَى كُلِّ فَائِقِ
وَكَمْ فَرِحَتْ نَفْسِي بِكُمْ فِي صِبَايَةٍ
وَفِي كُلِّ يَوْمٍ كَانَتِ الْأَعْيُنُ شَائِقِ
فَأَنْتُمْ رَفِيقَا الْعُمْرِ فِي كُلِّ وَجْهَةٍ
وَفِي كُلِّ دَرْبٍ كُنْتُمُ الْحُبَّ ذَائِقِ
إِذَا غَابَتِ الْأَيَّامُ عُدْنَا لِذِكْرِكُمْ
كَمَا يَسْكُنُ الطَّيْفُ الْجَمَالَ الرَّوَائِقِ
وَلَا زِلْتُمُ الْعِزُّ الَّذِي فِي سَمَائِنَا
يُضِيءُ بِحُبٍّ فِي الْحَيَاةِ الْمَرَافِقِ
وَأَدْرَكْتَ مَنْ قَدْ كَانَ قَبْلَكَ عَامِلًا
بِضِعْفَيْنِ مِمَّا قَدْ جَبَى غَيْرَ رَاهِقِ
فَسِيرُوا مَعِي دَرْبَ الْمَحَبَّةِ دَائِمًا
وَنَبْقَى كَأَهْلٍ فِي السَّمَاءِ النَّوَاسِقِ
فَأَخِي هُوَ السَّنَدُ الَّذِي لَا يُفَارِقُنِي
وَأُخْتِي هِيَ النُّورُ فِي كُلِّ خَالِقِ
وَلَا زِلْتُمَا لِي دَرْبَ خَيْرٍ وَمَحَبَّةٍ
تُضِيئَانِ فِي الْعُمْرِ بِنُورٍ بَرَّائِقِ
385
قصيدة