الديوان » ماهر كمال خليل » نداءٌ من أعماق الوجع

أنوارُ شوقٍ نحو ثكناتِ الأسى تعبرُ
وموجٌ منهارٌ، يحولُ بينَ الميقاتِ البعيدِ
يطفئُ وجهَ الصبحِ البريِّ المُنبثقِ
وينادي النادلُ: “أيها العاصرُ تمهّلْ!”
فإن بعضَ الخمرِ يُزهِقُ… ولا يُثمِلُ!
 
يوميٌّ معطاءٌ… كأن الترابَ تبعثرَ
من جرّةِ لبانٍ نسيت وجهتَها
أو كأن الطيبَ قد فاضَ من يدٍ مرتعشةٍ
 
لم تعُد تحفظُ غرامًا يُؤتمنُ
دعي نفسي، أيا هفوةَ الرجاءِ، تمهلي
بين يدي نادلٍ يسقي كؤوسَ الموتِ بِتحررِ
أو تُربةَ الأرضِ المغتالةِ حولَ المدافنِ!
 
في حدقِ العينِ دمعٌ يُواري شُعلةَ الملهوفِ
فتعلو من لهفتِها صيحةُ المظلومِ بلا مُغيثٍ!
وأسألُ ظلي: أما زلتَ تمشي؟ أم انطفأتْ
كندبةً في جدارِ الرخامِ، لا تُرحمُ
 
وتهوي خيالاتُ قلبي سُدىً بالانتظارِ
كأن الغيابَ اختنق… والصمتُ لم يجرِ بعدُ
غيمةٌ تهمي على خيامِ القومِ نزفًا ماطرًا
وصوتُ معولٍ في عروقي يُغني تائهًا
 
لِينبشَ صدى ما مضى وما قد يجري
وتبقى أنتَ ذِكرى البيداءِ، مِنَ الألفِ إلى الياءِ والنونِ!
(جميع الحقوق محفوظة )

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن ماهر كمال خليل

ماهر كمال خليل

22

قصيدة

ماهر كمال خليل، شاعر كوردي من إقليم كوردستان العراق، وُلد في العراق بتاريخ 1 كانون الأول/ديسمبر 1976. نشأ في مدينة الموصل، ثم انتقل إلى مدينة دهوك عام 1991. تخرّج في كلية الحقوق – جامعة صلاح

المزيد عن ماهر كمال خليل

أضف شرح او معلومة