عدد الابيات : 19
ثَوْرَةُ الْعِزِّ يَا مَجْدَ الْأُلَى ضَرَبُوا
فَوْقَ الْجِبَاهِ مَدَى الْعَلْيَاءِ وَالْقُضُبَا
سَقَيْنَا الْأَرْضَ مِنْ دَمِنَا فَأَوْرَقَتِ
وَنُكِّسَتْ رَايَةُ الطُّغْيَانِ وَاحْتَجَبَا
جَلَبْنَا الْمَوْتَ يَحْبُو فَوْقَ صَهْوَتِنَا
فَخَاضَ جَيْشُ الطُّغَاةِ الرَّوْعَ مُضْطَرِبَا
وَقَدْ أَتَيْنَاكَ لَا نَخْشَى لَظَى حُكْمٍ
إِلَّا الْعَلَى وَالسُّهَى وَالنَّجْمَ إِذْ كَذَبَا
نَخُوضُهَا وَالْمَنَايَا فِي كُفُوفِنَا
وَالسَّيْفُ مِنْ كَفِّنَا وَالْمَوْتُ مُنْتَحِبَا
فَكَمْ قَتَلْتُمْ وَكَمْ شَرَّدْتُمُ ظُلْمًا
وَكَمْ طَمِعْتُمْ بِعَزْمٍ طَالَمَا غَلَبَا
أَيَحْسَبُ الْجَوْرُ أَنَّا نَسْلُكُ الْمَسْرَا
نَخْشَى الْمَنِيَّةَ وَنَأْبَى الرَّدَى سُبُلَا
إِنَّا خُلِقْنَا لِتَسْمُوَ الْأَرْضُ فِي قِيَمٍ
وَإِنْ تَسَاقَطَتِ الْأَجْسَادُ وَاحْتَجَلَا
إِنَّا بَنَيْنَا عَلَى الْمِعْرَاجِ مُرْتَقَنَا
لَنْ نَرْتَضِيَ الذُّلَّ أَوْ نُعْطِيَهُ وَجَلَا
وَقَدْ حَلَفْنَا وَقَسَمُ الْحَقِّ مُنْصِفُنَا
لَنَبْسُطُ الْعَدْلَ أَوْ نَفْنَى بِمَنْ نَكَلَا
سُقْنَا اللَّيَالِي إِلَى مَوْتٍ بِنَا كَلِفٍ
وَالْمَوْتُ يَرْفُضُ يَكُونَ لَنَا وَصْلَا
نُهَوِّنُ الْحَتْفَ إِنْ طَاغٍ يُرِيدُ هَوَانَا
وَكُلُّ طَاغٍ يَرَاهَا ثَوْرَةً وَهَنَا
لَنْ نُنْكِسَ الرَّايَةَ الْغَرَّاءَ يَا وَطَنِي
إِنَّا إِذَا مِتْنَا أَحْيَيْنَا أَوْطَنَا
يَا شَامُ هُبِّي وَأَعْلِي فِي ذُرَى زَمَنٍ
كُنَّا لَهَا أُسْدًا بِالْهَيْبَةِ فُتِنَا
إِنَّا نُجَرِّدُ سَيْفَ الْعِزِّ فِي يَدِنَا
إِمَّا الْعُلَى أَوْ نَرْتَضِي الْكَفَنَا
أَقْسَمْتُ وَاللَّهُ شَاهِدُنَا وَمُلْهِمُنَا
لِيُكْسَرُوا عَزْمَنَا وَنَرَى مُدُنَا
وَلَنْ نَعُودَ وَقَدْ خُضْنَاهَا بِيَدٍ
تُعَانِقُ الْمَجْدَ وَتَحْفِي الثَّرَى دِمَنَا
ثَوْرَةُ الْعِزِّ إِنَّا مِنْ جُدُودِكِ خُلِقْنَا
وَلَنْ يُهِينَ الْجَوَى رُوحًا لَهُ سَكَنَا
إِمَّا الْحُرِّيَّةُ الْغَرَّاءُ نَمْلِكُهَا
أَوْ فَوْقَ صَهْوَةِ خَيْلِ الْعِزِّ مُرْتَفِعَا
395
قصيدة