خَطَّ القَدَرُ أنا، حِينًَا،
مكسورًا في أجملِ عُمْري
أزحفُ إلى النورِ، والليلُ
يشدُّ جبيني من رأسي
وجدتُ على الدربِ جبالًا
من وَجَعٍ، أعلى من صبري
جبالٌ لا تُقاسُ بمسعى
ولا تُنهكُها خُطَبُ الوعظِ
علوتُ إليها نِيّةً،
والهوى في القلبِ قد فاضَ من سِرّي
وفي فُؤادي فَيضُ حبٍّ…
لو بدا، لأفنى حُطامي وعزمي...
أُصغي لهمسِ النجومِ،
علّ في صَمتِها تسموُ الروحُ
وأعلو إليهِ… كأنّي صلاةٌ
تُؤذّنُ في القلبِ..
فإذا خُطايَ تاهتْ،
مدَّ لي الغيبُ سِرَّ النورِ كي أصِل...
ألقاهُ نارًا في وجَعي،
وندىً في صمتي، ونبضًا في تنهيدتي
ما ردّتِ الجبالُ نِدائي
ولا سَكتَ الصوتُ في ذاتي
فالراجِي إذا ضلَّ الطريقَ،
اللهُ يُرشِدهُ إن صَفَا في الصَلاةِ
هوَ البدءُ إن غِبتُ،
وهوَ اليقينُ إذا نُفِيتُ من كَينونَتي
صوتٌ يهمِسُ لي:
“لَكَ معنىً لم يكتملْ… فانهَضْ من شَتاتِكَ يا فتَى
قُمْ من كَثرةِ السقوطِ…
فالذنبُ ظلٌّ… لا يُطفئُ تجلّي الرجاءِ إذا صفا
ويَهتزُّ جبيني ساجدًا…
كأنَّ النورَ ترقرقَ في مناجاتي
وأعلمُ أن لا بابَ يُغلقُ
لمن عادَ يبكي على آثارِ الزَلاتِ
فهو العظيمُ الذي إن شاءَ
غَفَرَ الخطايا بنورِ رحماتهِ
ويُغني الشُكرَ…
بفيضِ الجُودِ أضعافًا، وكرّات
ماهر كمال خليل
(جميع الحقوق محفوظة )
25
قصيدة