تحبُّ اثنين يا قلبى
فما أقساكَ من خافقْ
تروح لهذي تُسمعها
كلامًا من هوًى دافقْ
وهذي تهوَى لمستَها
وشوقى لعينها سابقْ
فمن منهم أنا أهوى
وفى أىٍّ أنا صادقْ
تحب اثنين يا قلبى
فما أقساك من خافق
* * *
تدقُّ النبضَ أمنيةٌ
ترددها شرايينى
ويصرخ قلبى رحماكَ
مع الاثنين تُعيينى
أراك اليوم منقسمًا
وتأبى أن تداويني
فحبٌّ صاحَ أَظْهِرْنى
وحبٌ نادى أخفينى
وهذى أراها فى شوْقٍ
وبعدَ الدين هي ديني
وهَذِي أُفْنِى أوقاتى
فِدَا عينيها يكفينى
وأمضى حياتى حيرانًا
ويأبى الفكر يهدينى
فهذي رضاها أمنيةٌ
وهذى بقاها يرضيني
ولا أملكْ سوى قلبٍ
وبينهما أنا عاشقْ
تحب اثنينَ يا قلبى
أحبكما ولا أنْكرْ
فلست بمُجتَنِى منكرْ
ولكن أخشى من يومٍ
أرى قلبى به يُكسر
أحبكِ أنتِ سيدتي
وفى الحب أنا أبحرْ
بمجدافٍ من الشوقِ
ومجدافٍ من السكَّرْ
فأنتِ اليومَ مولاتى
بمولاتى أنا أفخرْ
وقلبُك بتُّ أسكنُه
وأرْجو الغد أن يغفر
يسامحنى لإحساسى
فحبُّك قط لم يضمر
فأنتِ الحقّ أمنيتى
وأنتِ المسكُ والعنبرْ
ودون رضاكِ سيدتى
أخاف العينَ أن تُفْطَر
وأما الأخرى أهواكِ
وبينكما أنا اُشْطَر
بدونِ القصد أحببتُ
ولستُ أُرائى أو أفخرْ
تحب اثنين يا قلبي
فما أقساك من خافقْ
أعيشُ الهَمَّ فى قلبى
وحب اثنين مأساتى
تؤرقنى عيونُهما
وقد سلَّمْتُ راياتى
فأنتِ الروحُ مسكنُكِ
ومحضُ رضاكِ غاياتى
وهذِي تطرقُ القلبَ
وحبها من حماقاتى
فكيف أعودُ يا قلبُ
وكيف أداوى أنَّاتى
وأقصف في الهوى قلمي
وأقسو فوق ممحاتى
لأمحو منهما قلبًا
أذلَّ عمقَ خطواتى
وأُبقينِى على دربك
وأصحو من خيالاتى
فإنى لم أرى غيرَك
وإن أيقظتُ شهْواتى
وضلتنى أحاسيسى
وأعمتنى غشاواتى
فلن أُبقي سوى ذِكْرَكْ
تردِّدُه ابتهالاتى
فأنتِ الجزءُ من نفسي
وأنتِ البعضُ من ذاتى
وكيف تَغُرُّنى السُّبل
وكيف أموت مَوْلاتي
فمحضُ الشك يذبحنى
ويقتل حسن بَسْماتي
ويُبْقِى طيفَ عينايا
يضيع خلف دَمْعاتي
وأما الأخرى.. فلترحلْ
فأنتِ مرارُ كاساتى
وأنت البؤسَ والحيْرَة
وأنتِ وجْعُ ليلاتِى
وأنتِ الفكرُ والسُّهْدُ
وغيمٌ فى سماواتى
فباللهِ ذري قلبي
وكوني في خيالاتي
فما أقساكَ من خافق
10
قصيدة