غريبٌ أنت يا قلبى

لتذكر من يجافيِكَ 

وتمضى فى الهوا عبثاً

تصدُّ مَنْ يناديكَ

وبين الذكْرِ والصَّدِّ

وبينَ الهجْرِ والوُدِّ

مسافاتٌ

وأحلامٌ

وأيامٌ

تمزقكَ وتُحييكَ

وتسألكَ عن العشقِ

وأىِّ الشوقِ يكفيكَ

وأنت أسيرُ نبضاتٍ

بلا جسدٍ ليبكيكَ

فباللهِ لتَصْدُقَنِى

أترضى العشق يُدْمِيكَ

وحزنٌ جاء في مَهَلٍ

وجرحٌ ساكنٌ فيك؟

وتغرقُ في خرافاتٍ

تواسيها فَتُنْسيكَ

وألم يعتصر صدرك

ودمع فى مآقيك

* * *

يغازلك بلا أمل

يباعدك.. ويدنيك

ويعبث فى خيالاتك

ويسخر من أمانيك

يلملم من حماقتك

وفى زهْوٍ.. ليُلْقيك

وأنت حبيسُ إحساس

عبثًا منه يَشفيك

تُسر الروح فى حزن

ويأبى السر يُفشيك

ومن تفضحك؟ عيناك

فيـجْري الدمعُ يَشْكُوكَ

تداري الضعفَ فى عينٍ

سقاها الهجرَ يُسقيك

تلوم القلب فى بؤس

وتأبى أن يجاريك

لتُبقى على وُدِّ الذي

مضى عمرًا يجافيك

وتكشف عن جراحات

فلا يَصْغى مداويك

وتَرْضَى الهجرَ والصدَّ

لتُسعِدَ مَنْ يُشاقِيكَ

ولم تجنِّ سوى الجرحِ

وليتَ القلبَ يهديك

إلى عينٍ يُحركها

رجاءٌ عالقٌ فيك

فتجرح رغم آنَّاتك

مَنْ بالرُّوحِ يَفْديك

* * *

كفاك الذلّ يا قلبى

أما ذقناه يكفيك؟

أما ترضى على ضعفك

بقلب هائمٍ فيك؟

ينادى عليك فى هَمْس

ويسكن فى ضواحيك

ويرقُبك بتَحْنانٍ

وفى عينيه يُؤويك

يفيض نعومة تغري

وبالقبلات يُرْويك

ولو شئت أمدَّتك

بما يروى ويكفيك

تنادى عليها فتلبى

بعطر فاحَ يغريك

وثوبٍ يُخفى خيراتٍ

وتظهرُ بعضَ يرشيك

لتنسى من أذلَّتك

وتحميها وتحميك
وتبقى أميرة القصر

ومُلْكًا فى أياديك

ففكرْ أنتَ فى مَهَلٍ

وَنَحّي قلب ناسيك

لتسكنَ روحَ مَنْ تَرْجو

لتُرضيها وترضيك