عدد الابيات : 36

طباعة

يا صَاحِبَ الهَمِّ لُذْ بِالكَهْفِ مُعتَبِرَا

يَجْـلُو بِآيَـاتِهِ عَـنْ قَـلْـبِـكَ الكَـدَرَا

آيٌ تُكَـشِّفُ أَسْـرَارَ القَـضَـاءِ وَأَسْـ

ــتَارَ البَـلَاءِ الَّتِي قَد حَيَّـرَتْ فِكَرَا

الحَـمْدُ للَّه مَـنْ أَوْحَـىٰ بِلَا عِـوَجٍ

ذِكْرًا نَذِيرًا بَشِيرًا لِلْـوَرَىٰ دُرَرَا

فَمَا عَلَـيْكَ إِذَا وَلَّـوْا وَقَد نُصِـبَتْ

فِي الأَرضِ آيَاتُهُ تَبْدُو لِمَنْ نَظَرَا

مِـنْ فِتْـيَةٍ آنَسُـوا بِاللَّهِ غُـربَـتَـهُمْ

فِـي مَـوْطِـنٍ عَـامِـرٍ لَـٰكِـنَّـهُ كَفَـرَا

فَـرُّوا بِـإيـمَـانِـهِـمْ، واللَّهُ أَوْرَثَـهُـمْ

كَهْفًا يَضُمُّ الهُدَىٰ وَاللُّطفَ وَالعِبَرَا

كَهْفًا بِإِيمَـانِهِمْ قَد شَعَّ حِينَ دَجَا

شِركٌ فَأَحلَكَ أَرضَ اللَّهِ وَانْتَشَرَا

نَامُـوا فَـكَـانُوا لِخَـلْـقِ اللَّهِ آيَـةَ مَـنْ

أَحيَا العِظَامَ، وَمَنْ آوَىٰ، وَمَنْ نَصَرَا

يَا سُـوءَ عَـاقِـبَـةِ الكُـفْـرَانِ مِـنْ أَلَمٍ

يَا حُسْنَ مَا يُرتَجَىٰ لِلْعَبْدِ إِنْ صَبَرَا

فَانْـظُر لِآلَائِـهِ وَاخـتَر لِنَـفْـسِــكَ إِنْ

بِئْسَ الشَّرَابُ وَإِنْ نِعمَ الثَّوَابُ تَرَىٰ

وَانْظُر إِلَىٰ صَاحِب الجَنَّاتِ مِنْ بَطَرٍ

إِذْ غَــرَّهُ مُــلْــكُــهُ؛ أَوْدَىٰ بِــهِ غَــرَرَا

يَـمْـشِـي بِصَـاحِـبِـهِ يَزْهُو بِـجَـنَّـتِـهِ

ولَا يَـظُـنُّ تَـبِـيدُ الدَّهْـرَ مُـفْـتَـخِـرَا

حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ فَانْمَحَـقَتْ

جَنَّاتُهُ، وسِوَىٰ الحَسْرَاتِ مَا عَثَرَا

إِذْ جَـاءَهُ الأَمْـرُ لَا مَــالٌ وَلَا وَلَــدٌ

يَرُدُّ عَنْـهُ القَـضَا، مَا كَانَ مُنْـتَصِرَا

كالـمَـاءِ أَنْـزَلَهُ مِـنْـهُ النَّـبَاتُ عَـلَا

ثُمَّ اسْتَحَالَ هَشِـيمًا بَعدَهُ فَذَرَىٰ

تِلْكَ الحَيَاةُ فَلَا تَفْـتِـنْـكَ زِينَتُهَا

زَهْـوٌ وَلَـهْـوٌ فَنَاءٌ فَادَّخِر وَطَـرَا 

وَاذكُر خُطَىٰ العَبْدِ مُوسَىٰ كَدَّهُ طَلَبٌ

لِلْعِـلْمِ فِي سَـفَرٍ حَـتَّىٰ أَتَـىٰ الخَـضِرَا

وَذِي نُبُـوَّةُ مُـوسَـىٰ عَنْـهُ مَا شَفَعَتْ

عِنْدَ احتِدَامِ القَضَا قَد عَزَّ مَنْ صَبَرَا

فَصَـاحَبَ القَـدَرَ المَحـسُومَ مُضْـطَرِبًا

مِـمَّا سَـيَلْـقَىٰ وَمَا يَخـفَىٰ وَمَا ظَـهَـرَا

 كَـيْـفَ اِبْتِـلَاءُ أُولِي فُـلْـكٍ بِـرِزْقِـهِـمُ

وَكَـيْـفَ مِحـنَـتُـهُمْ كَـانْتْ لَهُمْ ظَفَـرَا

بَلْ كَيْفَ يَحتَمِلُ الأَهْلُونَ فَقْدَ ضَنًىٰ

وَكَـيْـفَ أَرهَــقَــهُــمْ كُـفْـرًا إِذَا كَـبُـرَا

وَكَيْـفَ أَحـسَنَ ضَيْفٌ لِلَّذِينَ أَبَـوْا

قِرَاهُ مِنْ بَخَـلٍ بَلْ كَانَ مِنْهُ قِرَىٰ

فَكَـانَ مِنْ حُسْـنِهِ فِيـهِمْ إِقَامَتُهُ

جِـدَارَ كَـنْـزٍ لِـيُـتْـمٍ كَـانَ مُدَّخَرَا

لَا تُـدرِكُ العَـيْنُ أَلـطَـافَ الإِلَـٰهِ فَـإِنْ

سَلَّمْتَ أَمْرَكَ يُكْشَفْ عَنْكَ مَا سُتِرَا

وَكُــلُّ فِـعـلٍ لَـهُ تَــأْوِيــلُ حِـكْـمَـتِـهِ

إِنْ غَابَ عَنْكَ فَظُنَّ الخَيْرَ مُصطَبِرَا

لَعَـلَّ يَهْـوَىٰ الفَـتَىٰ مَنْـحًا؛ يُـعَـذِّبُـهُ

أَوْ يَكْرَهُ المَنْعَ عَنْهُ يَكْشِفُ الضَّرَرَا

وَاذكُـر إِذَا مَـكَّـنَ اللَّهُ الـمُــلُـوكَ فَـكَـمْ

أَرسَوْا مِنَ العَدِل؟ بَلْ كَمْ مِنْهُمُ فَجَرَا!

قَد مَلَّكَ اللَّهُ ذَا القَرنَـيْنِ مَـمْـلَـكَـةً

حُدُودُهَا الشَّمْسُ إِمْسَاءً وَمُبْتَدَرَا

وَكَـانَ أَعـدَلَ خَـلْـقِ اللَّهِ قَـاطِـبَةً

وَأَحكَمَ السَّدَّ حَتَّىٰ يَنْـهَوِي قَدَرَا

مَـالٌ وَعِلْمٌ وَدِيـنٌ سُـلْـطَةٌ فِتَنٌ

مَفْتُونُهُمْ بِيَدِ الدَّجَّالِ كُنْ حَذِرَا

تِريَاقُهُمْ نُورُ بَيْن الجُمْعَتَيْنِ فَكُنْ

بِالكَـهْفِ مُعـتَصِـمًا بالذِّكْرِ مُـدَّكِرَا

هَذِي المَعَانِي كَفَافُ القَلْبِ إِنْ وُعِيَتْ

تَـحـيَـا بِـهَا هَـانِـئًـا تَـلْـقَـىٰ بِهَا ظَـفَـرَا

وَصَلِّ رَبِّي عَلَىٰ المُختَارِ سَيِّدِنَا

مُـحَـمَّـدٍ وَعَلَىٰ الآلِ وَمَنْ ذَكَـرَا

مُـحَـمَّـدٌ مَنْ حَبَاهُ اللَّهُ مُعجِزَةً

بِكُلِّ مَا حَازَهُ فِي كَوْنِهِ بَشَرَا

مُــحَــمَّــدٌ قَــدرُهُ أللَّهُ يَـعــلَــمُــهُ

وَإِنَّ مَدحَ الوَرَىٰ عَنْ حَدِّهِ قَصُرَا

يَا رَبِّ صِلْنَا بِحَبْلٍ مِنْ شَفَاعَتِهِ

إِلَىٰ الجِنَانِ فَلَا أَشَدَّ مِنْهُ عُرَىٰ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن محمود الجدامي

محمود الجدامي

3

قصيدة

مَحمُود الجِدَامِيّ، مصريّ الجنسيّة من مُحافَظةِ المنيا، سُنِّيُّ المُعتَقَد حنفيُّ المَذهب، مُتيَّمٌ باللُّغةِ العربيّة وعُلومِها ومُحِبٌّ للشِّعر والشُّعراء، يَدرُسُ بكُليَّةِ دارِ العُلوم.

المزيد عن محمود الجدامي

أضف شرح او معلومة