عدد الابيات : 54
أما زلتَ تبكي الدارَ ثُمَّ تنوحُ
نعم إنَّ في البيداء بعض دوارسٍ
فيا لكَ من شيخٍ يهيمُ صبابةً
وها أنت تسترعي الوقوفَ مطوَّلاً
وفي مشهد الأطلالِ ثَمَّ لواعجٌ
لتستذكرَ العشقَ القديمَ صراحةً
على رسم دارٍ يندب الربع حظَّهُ
فلا تُسمعِ الجيران شكوى مُفارقٍ
ومن ذا الذي يعطيكَ دون مقابلٍ
لعلَّ الذي ترجوه ما عاد سانحاً
وسبحان مَن أبقاكَ رهنَ إشارةٍ
وأنت الذي في الأمسِ ما كنتَ هكذا
وما لكَ منها غير زفـرةٍ عاشـقٍ
فدع عنكَ رسمَ الدارِ إنًَ حديثها
ليسلوكَ في أرضِ الطفوفِ على الأسى
به سبطُ خير المرسلين مجندلاً
ورأسٌ على نَصل الرماح مضرَّجاً
على الوجه آثارٌ تُسَال من الدما
إمامٌ قتيلٌ أعظم اللهُ أجرهُ
ومن دونه بدرُ العشيرة غائبٌ
ألم تدرِ إنَّ الطالبيَّاتِ هاهنا
سبايا وزين العابدين مكبَّلاً
وهل سبيُ ربَّاتِ الخدورِ شجاعةٌ
وهل طعنُ عبدالله في النحر غايةٌ
وهل هكذا يُجزى الرسولُ بأهلهِ
تسافلَ هذا الدهرُ وازدادَ فعلهُ
يضيقُ على الحرِّ الكريمِ برحبهِ
يعاندُ أفذاذ الرجال وإنَّهُ
أ بيتٌ لأحفاد النبوُّة مقفراً
وهاتيك في أرض الشآم منابرٌ
أباحوا دماءً لابن بنت نبيِّهمْ
تغيَّر وجهُ الشمس واحمرَّ لونها
أناخت على صدر الحسين إناخةً
كأنَّ الذي وارى التراب مُحمَّدٌ
مصابٌ أصاب الدين في عقر دارهِ
ألا إنَّ هذا الأمر قد زاد حدُّهُ
لقد ضاقتِ الأرحابُ في آل هاشم
ودارت على ركب الحسين دوائرٌ
وناحت على فقد الحسين نوائحٌ
وإنَّا لفي حزنٍ على آل أحمدٍ
لنا في قصاص المجرمين لوقفةٌ
فلن تبردَ النارُ التي في صدورنا
ولن تهدأ النفسُ التي خلجاتُها
ولن يصبر الحرُّ الكريم على الأذى
أبا صالحٍ إنَّا نعود بأمرنا
أبا صالحٍ فيما نقول وشملنا
لقد ساءنا قولٌ يقولُ بكفرنا
وفعلٌ ينافي الحقَّ رغم وضوحهِ
فوالله ما مات العراقُ وإنَّما
وانتم على نحر البغاة بواترٌ
ولولاكمُ الأرض تموج بأهلها
تعاليتمُ فوق الكرام تعالياً
فيا شهم من قوم كرامٍ أجاودٍ
فلا خير في الأيَّام إن أنت غائبٌ
61
قصيدة