"عذرًا، أيا حُبُّ"
عذرًا، أيا حُبُّ، إني اخترتُ…
أن أمحوَ من قلبي حروفَ الغزلِ،
وأُنهي وئامَ عشقٍ
قد تزاوجَ بيننا…
لأعصرَ من نبضي وجعًا
أعتكِفُ في زوايا الروحِ صمتًا ورهفاً
ما كان هوايَ وهنًا؟ حاشا!
فاعلمي… ذاكَ ليسَ مني،
كنتُ أبلغُ فيكِ صدقًا،
منكِ لي… بل عنكِ أنتِ،
كأنَّ حضورَكِ فيَّ
أجملُ منكِ!
والآن… صرتِ أنتِ المَعلمَ وطريق الوصَلِ!
سألتُ مَن مرّوا هُنا مثلي:
أأصابني الجنون؟
أم هيَ روحٌ ألبَسَتني
ثيابَ الفُتون؟
أزيدُ منكِ ما رسا… وما جابَ من قبلُ
فضاءَ فكري،
يا مُقلةَ العينِ… ويا نبضَ القلبِ.
هوايَ دجلةُ حين يعانقُ عِشقَ الفراتا،
نيلٌ… في قلبِ كلِّ إنسانٍ من أهلِ مِصرَ،
غصنُ تينٍ من عُلوِ جبالِ كوردستان
وشامٌ كأنه… بستانٌ ينزفُ عشقًا ويُورقُ وطنًا.
بكِ الدهرُ استدارَ صورةً تُلهمُ العشّاقَ،
تُثني الثناءَ على الخالقِ المُبدِع.
لم يكن بي وهنٌ حينَ لكِ اعتزلتُ نفسي،
بل فيضُ حبٍّ… وعرفانٌ شُكرٍ
عذرًا لِمن لا يُبصرُ جمالَ المعشوقة،
فالقلبُ يرى… ما لا تراهُ أعينُ الخلقِ.
وأنا أمضي بين جُفونِها،
أتلمّسُ أنوثةَ حُسنِها،
علَّ تنهيدةً منها…
تُوقظُ فيّ إحساسَ الحنينِ… وشَغفَ الصِبا!
أشرقي فيَّ كالشمسِ فوقَ رُبوعِ السهلِ،
حومي حولَ تخومِ العشق،
تنفّسي مِن كِلتا رئتَيَّ، واحبسي نبضي،
تمهّلي… لا تفكّري بالرجوعِ عني،
واشهدي للهِ والناسِ،
بعظيمِ صفاءِ وبرأةِ هذا القلب!
بِصَفاءِ ونَقاءِ هذا الحُبِ
ماهر كمال خليل
(جميع الحقوق محفوظة – لا يجوز النسخ أو الاقتباس دون إذن الكاتب)
25
قصيدة