الديوان » سلمان عبدالله سلمان » تحتَ سماءِ المُخيِّلة

ينازعُني كلما لاحَ طيفٌ من الشِّعرِ قلبي

 

يقولُ: ترفَّقْ ترفَّقْ!

فما الشِّعرُ إلا انفتاقُ الجروحِ القديمة

 

يَنِزُّ إذا طافَ من جُرحِهِ كلماتٌ مُسَنَّنةٌ

تَجرحُ الحلقَ إن نُطِقتْ

 

كلماتٌ منغَّمةٌ بصدًى

يتردَّدُ منذ سنينَ ببئرٍ معطَّلةٍ تتبطَّنُ جوفَهْ

 

كلماتٌ تنامُ النهارَ

وتصحو إذا أعتمَ الليلُ

تصحو وتوقدُ أحزانيَ الخامداتِ

لتؤنسَ وحشتَها

وأنا أتلوَّى على نارِها

فتصهرُني الكلماتُ قصيدة

 

***

 

تفتَّقْ تفتَّقْ

عن الكلماتِ المجنَّحةِ المُستكِنَّة

 

فهذي سماءُ المُخَيِّلةِ ازَّيَّنتْ بكواكبِها

لتُنيرَ دروبَ الجمالِ الخفية

 

***

 

ألستَ إذا قلتَ يا شِعرُ للشيءِ: "كُنْ" فيكونْ؟

 

هَلُمَّ وصُغْ لي فتاةً كما أشتهي

 

وجهُها: مطلعٌ

لا يغادرُ ذاكرةً سمعتْهُ لأولِ مرة

 

مقلتاها: قصائدُ لا تنتهي

في خيالاتِ شاعرْ

 

وجنتاها: ضياءٌ يسيلُ أسيلًا

من البدرِ في بيتِ شِعرِ جميلِ بنِ مَعْمَرْ:

"هيَ البدرُ حُسنًا…"

 

فمُها: كلماتُ قصيدةِ حُبٍّ رقيقة

 

شَعرُها: ألِفاتٌ لآهاتِ عاشقْ

 

جيدُها: من "فَعولُنْ فَعولُنْ فَعولُنْ فَعولُ"

 

خصرُها: رقَصاتُ القوافي بصوتِ مغنيةٍ عربية

 

صدرُها: دَفَّتانِ لديوانِ شِعرِ النهودْ

 

ولها عَجُزٌّ ذو مجازٍ كثيفْ

 

فمدَّ ليَ الشِّعرُ تحتي بساطَ المجازِ

وألبسَ يُسرايَ خاتمَهُ

ثم قالْ:

 

لكم في المجازاتِ ما للنبيِّ من المعجزاتْ

 

فكُنْ أنتَ يا شاعرٌ

نبيًّا لأحلامِك المشتهاةْ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن سلمان عبدالله سلمان

سلمان عبدالله سلمان

17

قصيدة

ينازعُني -كلما لاحَ طيفٌ من الشِّعرِ- قلبي يقولُ: ترفَّقْ ترفَِّقْ! فما الشِّعرُ إلا انفتاقُ الجروحِ القديمة

المزيد عن سلمان عبدالله سلمان

أضف شرح او معلومة