وحيدٌ في متاهاتي
أنا والشِّعرُ ملهاتي
أسيرُ
وأبذُرُ الأحلامَ في أقصى مساحاتي
يباغتُني دخَانٌ غامضٌ
من قعرِ مرآتي
ولكنْ هٰهنا عينٌ
وأخرى تسكنُ الآتي
ولا أَعِي سَيري
أفي فوضى الشوارعِ أم بفوضى القلبِ والفِكْرِ؟
أسيرُ..
أسيرُ في ليلي
وأتْبَعُ لحنَ ناياتِ الخواطرِ
من ضلوعِ الصدرِ يعزفُهُ فمُ الشِّعرِ
وأمتطي خَيلَا
يُطيِّرُني إلى غيمِ الخيالِ وعالَمٍ أحلى
أرى فيهِ جَمالًا
لا أرى تحتي لهُ مِثْلَا
وسرتُ حتى في حديقةِ قلبيَ الخجلى
نَمَتْ في سورِها دِفلى
رأيتُ بها خيـالًا
في جمالٍ
في كمالٍ
في طفولتِها
فأجرَيتُ الهوى من تحتِها نهْرَا
وسرتُ
ولم أَعُدْ حولي أرى زهرَا!
وسرتُ وسرتُ..
"ما بالُ الطبيعةِ لم تعدْ خضرَا!"
تفقَّدتُ الحديقةَ
لم أجدْ دفلايَ!
"يا ليتَ الحياةَ الآنَ من أثوابِها تعرى"
أسيرُ وليتَ ثُقبًا أسودًا في داخلي
يمحو الهمومَ وكلَّ ما يستنزفُ الصبرَا
وسرتُ وسرتُ...
حتى صرتُ خِلًّا للمسافاتِ
وصارت لي عدوًّا في الصداقاتِ
أسيرُ بمتحفِ الذكرى
فمن تُحَفٍ تُريني الحَتْفَ أحيانَا
إلى تُحَفٍ بها أرتدُّ جذلانَا
ويومَ الوصلِ… آهٍ!
يومَ سُكَّرَتَينِ ترمينا
تدوِّرُنا
تذوِّبُنا
أناملُ حبِّنا في الشايْ
فيحسُونَا على مَهَلِ
جنونُ الحبِّ كالثمِلِ
وهل تَحْلِينَ إلا بالهوى دنيايْْ؟
أسيرُ...
في صدري عصافيرُ الحكايا ملَّت الأقفاصَ
تشكو لي تأخُّرَ موسمِ الهجرة
إلى عُشٍّ بَنَتْهُ بأُذْنِك اليسرى
وأمشي...
كلما صادفتُ منعطفًا
أراكِ
فألمحُ الجَنَّة
أمُدُّ إليكِ كفي
كي تصافحَ كفيَ الوجنة
فأبصرُها بهاويةٍ
تُسمى "الواقعَ الأدنى"
17
قصيدة