حُلِّي لِيَهبطَ من جنانِ الخلدِ شِعرٌ شَعرَكِ المرفوعا
حُلِّيهِ كي ينفضَّ ختمُ خياليَ المكبوتِ
ثم يطُوفَ حولَكِ هائمًا
مستلهمًا مما يشاءُ من الجمالِ بديعا
حُلِّيهِ حَلَّ أشعةِ الشمسِ الشفيفةِ
والمُداعِبةِ النوافذَ
راسماتٍ للظلالِ ضياءَها الوهَّابَ سحرًا وافتتانا
حُلِّيهِ ينتشرِ العبيرُ
ويستثِرْ في الياسمينِ أمانيَ العُمُرِ القَصِيَّةَ
أن يكونَ مُدلَّلَ الخُصُلاتِ
ملفوفًا بها لفَّ الوليدِ لكي ينامْ
حُلِّي جناحًا دافئًا
للشارداتِ من الحمامْ
حُلِّيهِ حتى تهتدي ريحُ الصَّبا للعزفِ
عزفِ ليالٍ اتَّشحتْ بأنفاسِ الحيارى الوالهينَ
القاتلينَ الشوقَ صبرًا واحتراقا
حُلِّيهِ كي يتعلمَ المطرُ الحبيسُ هطولَهُ
حُلِّي اصطخابَ الهائجاتِ المائجاتِ
الضارباتِ الشاطئَ المصقولَ غُنْجًا واختيالا
حُلِّيهِ تَزْهُ بهِ مفاتنُكِ الأُلى يُجرِمْنَ فيَّ كواسيًا وعواريا
حُلِّيهِ تنتظمِ القصيدةُ
شعرةً بجوارِ أخرى
فوقَ شطرَينِ استدارَا
كي يكونَا للهلالِ منازلَهْ
***
يا ذاكُما النجمانِ
مِن بينِ الليالي تنظرانِ إليَّ نظرةَ ثائرٍ
في وجهِهِ احتقنتْ دِماهْ
ها قبضتايَ
وها شفاهيَ
أطلقتْ في الأُفْقِ صَيحةَ حربِها
آهًا فآهْ
والنصرُ كلُّ النصرِ
أن أمتصَّ ضَوْءَكُما
فتنطفئَا
وكلٌّ بالغٌ أقصى مُناهْ
يا شَعرَكِ المحلولَ
أنتَ مُلاءةُ الكونِ التي غُزِلتْ سماءً لي
بأقدسِ راحتَينِ
بها تسافرُ راحتايَ إلى جنانٍ لا يغادرُها الربيعْ
كيفَ تحلُّ فيَّ مَعاقِدَ القلقِ المُجلجِلِ
في أقاصي الروحْ!؟
يا سهري الطويلَ
ويا تمايُلَ قلبيَ اللاهي بأُنسِك
يا اشتعالَ الهمسِ شِعرًا
يا تسلُّلَ قُبلةٍ خجلى
إلى خدٍّ تداعبُهُ إذا ما نسمةٌ هبَّتْ
ويا دَفْقَ المشاعرِ في مُلامسةٍ حَيِيَّة
كُنْ هكذا مَلِكًا على عرشٍ جليلًا
واتخذني مؤنسًا ومنادمًا وخليلا
17
قصيدة