الديوان » محمد سند الشمري » دموع العين

عدد الابيات : 60

طباعة

أداري دموعَ العينِ عن أهل عترتي

وأمضي إلى حيث الدعاء يُجابُ

إلى كاظم الغيظ الذي قرب دجلةٍ

لهُ مشهدٌ صوب اليفاعِ وبابُ

منَ السادة الأشراف من آل هاشمٍ

إمامٌ تعلَّى شأنهُ  وجنابُ

تُعنَّى إليهِ الناس من كُلِّ بقعةٍ

ركاباً ومن بعد الركاب ركابُ

ويسعى إليهِ العارفون بحقِّهِ

لأنَّ الذي يسعى إليه يُثابُ

ويقصده أهلون بغداد كونهُ

قديماً بهِ للسائلين جوابُ

على يدهِ تجري الكراماتُ والأَلى

ومن أمر موسى ذي الجواد عجابُ

ومن أمر موسى إنَّ فيه كرامةٌ

عُبابٌ إذا شحَّ العطا ولبابُ

فللهِ قبرٌ  قد تبوَّء منزلاً

مهيباً كما الليث الجسور يهابُ

إذا ما قصدتَ الكاظميِّة وجهةً

إذاً أنت ضيفٌ غانمٌ ومُثابُ

قبورٌ لآل الطالبيِّن هَاهنا

عرينٌ ومثوىً للأسودِ وغابُ

وأهلاً وسهلاً بالضيوف ومرحباً

وللزائر الأوَّاب نعم مآبُ

قصدتم كريمَ الآل ترجون حاجةً

هنيئاً لكم إنَّ الدعاءَ مجابُ

لئن تدخل الصحن الشريف تخالهُ

جناناً وفيها لذَّةٌ و رحابُ

هنا يرقدُ الإحسانُ في حدِّ ذاتهِ

فكن سائلاً يأتي إليكَ جوابُ

وكن قاصداً بابَ الحوائج إنَّهُ

كريمٌ وما قومٌ أتوهُ وخابوا

وأوصيك أن تلقى الإمامَ بحضرةِ ( م )

الوقور الذي فيه الطيوب خِضابُ

ودونكَ أن تشقى فأنتَ مشرَّفٌ

بحوضٍ بهِ الماءُ النميرُ شرابُ

هو الكاظم الغيظ الذي إن قصدتهُ

قصدت الذي هانت عليه صعابُ

ودارت عليه الدائرات دوائراً

وما قال أُفٍّ قولهُ لصوابُ

هنيئاً لك العقبى بما قد صبرتهُ

ألا إنَّ هذا الصبر فيكَ مُثابُ

وسعيكَ مشكورٌ وجَدَّك صائرٌ

إلى المجد موصولٌ وفيك عُبابُ

ومثلك مثل الهاطلات على الفلا

تخلَّلها ماءٌ وليس سرابُ

يداك التي يُستنزلُ العُصمُ فيهما

كأنَّ الذي في راحتيك حِلابُ

كأنَّك بحرٌ  قد أفاضَ على القِرى

عيوناً غِزاراً  ملؤهنَّ عِذابُ

جوادٌ كريمٌ مثْلكَ السيفُ في الوغى

سليلاً وما ضمَّ السليلَ قِرابُ

تعاليت صرحاً إيَّها البدرُ في الدجى

له في الفيافي جيئةٌ وذهابُ

وأنت الذي منك المروءة تُرتجى

وأنت الذي فوق السحابِ سحابُ

وأنت المُسجَّى باذل الدين مهجةً

وما نحن  إلَّا في حماك طلابُ

وتعلو على برج السماء كمَن علا

على كوكب الجوزاء فهْوَ ترابُ

وتسمو جليَّاً عالياً دونك السما

لأنَّك نجمٌ ثاقبٌ وشهابُ

لأنَّك صنديدٌ وسيفٌ ورايةٌ

وحصنٌ منيعٌ للحمى وحجابُ

سليلٌ لقومٍ يُعرفون بأنَّهم

طعانٌ لأسباب القنا وضِرابُ

وفي حضرة الصحن الشريف تطأطات

رؤوسٌ ومالت للضريح رقابُ

وما أنتَ إلَّا ذلك القطبُ في الرحى

إذا درتَ دارت شيعةٌ وشِعابُ

فيا لهف نفسي أنت أرفع منزلاً

بطوبٍ تعلَّى ثُمَّ راح يُطابُ

أقلِّبُ طرف العين علِّي أرى بها

على البيد صرحاً تعتليه قبابُ

إلى باب مقصود الحوائج وجهتي

ولي حاجةٌ عَجلى وفيَّ رغابُ

وعندي من الأسباب ماطال شرحهُ

لما يعتريني في الحياة صعابُ

تعشَّمتُ خيراً عند موسى ابن جعفرٍ

ومن جود أبناء الرسول أثابُ

وإنَّي لفي فقرٍ  إلى الله دائماً

مدى الدهر أدعو والدعاءُ حجابُ

ولي دمعةٌ فوق الخدود همولها

ولي حسرةٌ بين الضلوع تُذابُ

ولي دعوة المظلوم قد ضاع حقُّهُ

وقد داهمتهُ حينذاك كلابُ

أقاسي هموم العيش ممَّا أصابني

وممَّا دهاني فاقةٌ وعذابُ

إلى الله أشكو الحال من ضعف حيلتي

على مايكون الدهرُ حين يُراب

ألا إنَّ هذا الدهر صار تكالباً

وأمسى كما الكلب العقور يُعابُ

ألا إنَّ هذا الدهر فيه مشقَّةٌ

وفيه من الخطب الجليل مصابُ

ألا إنَّ هذا الدهر أقبح فاعلاً

تمادى كثيراً إنَّهُ لغرابُ

ودارت رحى الأيَّام عن سوء خاطرٍ

من الذاهبات الدهر بئس ذهابُ

لقد أعوقتني مُدبِراتٌ تَمامها

عجافٌ بها ريبُ المنون عجابُ

أنا السيفُ حدَّاً والرماحُ أسِنَّةً

ولكنَّ أيَّام المشيبِ غِضابُ

ولاشكَّ يا مولاي إنَّك عارفٌ

بحالي يقيناً لايُسرُّ صحابُ

بلا ناصرٍ يعطي المجارَ جوارهُ

لما لم يلن عند الشداد صِلابُ

وها نحن نصبٌ للذي طاش سهمهُ

إذا مارمى نحن الذين نُصابُ

وأنتم سبيلُ الطيِّباتِ وأهلها

وأنتم إلى نيل الحوائج بابُ

وأنتمْ ولاةُ الأمر والناسُ دونكم

ومن دونكم أرضُ العراق خرابُ

وأنتم عماد الدين آل محمَّدٍ ( ص )

موازين عدلٍ إن أخلَّ  نِصابُ

أمانٌ لنا من كلِّ خوفٍ ومهلِكٍ

اذا زلزلت أرضٌ وقام حسابُ

رواسي لأهل الأرض أصحابُ نجدةٍ

بكم تُحفظ الدنيا لنا وتُحابُ

وتُستنزلُ الأرزاقُ للناس بعدما

تنزَّلَ في آل الرسول كتابُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن محمد سند الشمري

محمد سند الشمري

65

قصيدة

شاعر عربي من بغداد اكتب الشعر منذ نعومة أظافري..

المزيد عن محمد سند الشمري

أضف شرح او معلومة