عدد الابيات : 20

طباعة

أبا صالحٍ إنَّني لا أفيقُ

لقد لاح شيبي وطالَ الطريقُ

وقد أرهقت عاتقي منذ صغري

همومٌ بها كُلُّ رحبٍ يضيقُ

وقد ساءني إنَّني بين قومٍ

رفاقٍ وما كان عندي رفيقُ

وقد أتعبتني تباريح دهري

كما شاقني جرحُ نفسي العميقُ

فمن بعد طول الزمان وضعفي

تداركتُ نفسي التي لا تفيقُ

وأدركتُ أنَّي كطفلٍ صغيرٍ

إلى حضن أمِّي كثيراً أتوقُ

لها في ضميري حنينٌ كأنَّي

عشيقٌ إلى القرب منها مشوقُ

كفرطٍ من الحبِّ فيه اشتغالي

هي العشقُ منهُ وقلبي العشيقُ

كأنَّي أرى وجهها في طريقٍ

وقد لاح لي من بعيدٍ طريقُ

ولستُ إذا ضقتُ ذرعاً بأهلي

سوى إنَّني بُعدها لا أطيقُ

وما كنتُ يوماً بها مُستخفّاً

وحاشا بأن كان منِّي عُقوقُ

لقد أرضعتني رضاعاً طهوراً

فنعمَ اصطباحٌ ونعمَ الغَبوقُ

وقد علَّمتني بأنَّي أصيلٌ

وأنَّ ارتباطي بأرضي وثيقُ

وعمري تخطَّى مِنَ الدهر حيناً

ووجهي كما الأرض وجهٌ عتيقُ

وليس كمثل العروبةِ أصلٌ

وليس كمثل العراق عريقُ

وليس كبغدادَ أرضٌ وأهلٌ

إذا عاد ذاك الزمانُ السحيقُ

وماقد رأيتُ من الناسِ رحباً

كرحب العراق الذي لايضيقُ

وما قد رأيتُ جواداً كريماً

به الخيرُ أصلٌ وطبعٌ حقيقُ

هو الشهم عندي بهذا الزمان

ونعم الصديقُ الوفيُّ الصدوقُ

لأنَّي بهِ أقتفي رهط قومي

وما الناسُ إلَّا فريقٌ فريقُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن محمد سند الشمري

محمد سند الشمري

65

قصيدة

شاعر عربي من بغداد اكتب الشعر منذ نعومة أظافري..

المزيد عن محمد سند الشمري

أضف شرح او معلومة