الديوان » محمد سند الشمري » رعى الله بغداد

عدد الابيات : 36

طباعة

رعى اللهُ بغدادَ التي أستقيلُها

وماهان عندي فضلُها وجميلُها

وما فارقت عيني ليومٍ وليلةٍ

محالاً وما قد تاه عنَّي سَبيلُها

هي الجرحُ لايرضى الشِّفاءَ وأنَّها

دموعٌ على مجرى الخدودِ همولُها

لها في صميمِ القلبِ بين جوانحي

سيوفٌ وقد يُدمي الفؤادَ نصولُها

كأمِّي التي لا أستقيمُ بدونها

كما إِنَّني بين الرجال سَليلُها

رعى اللهُ بغدادَ التي كم أحبُّها

وإنَّي لها سِلْمٌ وإنَّي خليلُها

وإنَّي لها سهلُ الخليقةِ طائعاً

وما الناسُ إِلَّا طبعها وأصولُها

وإنَّي لَأَرضى أن أصابَ بطعنةٍ

على أن أرى جيشَ الغزاةِ يجولُها

وإِنَّي لَأَرضى أن أموتَ بحسرتي

ولا يعتلي ظهرَ الجوادِ رذيلُها

وإِنَّي لمقتولٌ بثأرِ قصيدتي

وقد يبتغي وجهَ العراقِ قتيلُها

ولا يصبحُ الموتُ الوشيكُ مصيرها

وأنكى من الموتِ الوشيكِ ذَلولُها

ولا قدًّرَ اللهُ الذي ما سألتهُ

سؤالاً وقد خابَ الرجاءَ سَؤولُها

بصبرٍ على بلوى الزمان احتسابها

وحرصٌ على درء الشرورِ عُدُولُها

وكانت عروسَ الدهرِ للعلمِ منزلاً

قديماً وفي البلدانِ شحَّ مثيلُها

وكانت كما الحصنِ المنيع لأهلِها

وأمست وقد ساد البلادَ عميلُها

وهَبْ إنَّ في بغدادَ بعض مجاهلٍ

فما صحَّ إنَّ الأجمعينَ جَهولُها

وهَبْ إنَّ في بغدادَ دعوة باطلٍ

فلا ينبغي عند العقولِ قبولُها

وهَبْ إنَّ ماءَ الوجهِ صار قضيَّةً

عضالاً وتستعصي عليكَ حلولُها

وما الناسُ تدري من تُصدُّقُ حولها

وما المرءُ في هذا الزمان يطولُها

فلا تطلبِ العونَ الذي ما وجدتهُ

كثيرٌ على بعضِ الرجالِ قليلُها

ولا تلعنِ الأيَّامَ فيما قضت بهِ

هي الناسُ ترضى أن تُهانَ عقولُها

هي الناسُ في هذا الزمان عجائبٌ

فلا ضير إن ساد العزيزَ ذليلُها

إذا مارأيتَ المرءَ في الذلِّ طاعناً

ويسعى إلى العيشِ الحقيرِ فحولُها

فلا تأمنُ النفسُ الكريمةُ عثرةً

وهيهات ألَّا يستحيل حصولُها

فمن عُسرةٍ تُبقيكَ في البؤس جازعاً

الى فاقةٍ تُلقى عليك ذيولُها

وما الحرُّ في هذا الزمان مُنعَّماً

بعيشٍ وما الشهمُ الأصيلُ ينولُها

رعى اللهُ أيتامَ العراق ونسوةً

ثكالى وقد وارى الترابَ بعولُها

لقد عزَّ في نفسي الكلامُ وإنَّني

أسفتُ على ماقد يئول مئولُها

وعندي من الزعم الأكيد دلائلٌ

شهودٌ عدولٌ والعراقُ دليلُها

وما خفت قول الحقِّ منذ طفولتي

وفي وجه أشقى الأشقياء أقولُها

متى يصبحُ السلمُ الحقيقُ حليفها

ويُنزعُ عن نار الحروب فتيلُها

متى يا بلادَ القهر والذلِّ والضَّنى

يذود عن الماء النمير أصيلُها

وأنتم بلا صوتٍ ورأيٍ مناهضٍ

وانتم على رأس العَذول عَذولُها

وأنتم رضيتم أن يباد نخيلها

ويقتاد ما خلف الحدود فسيلُها

وأنتم رضيتم أن تموتَ خيولُها

وإن كان يستهوي النفوسَ صهيلُها

إلى اللهِ لا للناس دَرُّ مدينتي

رعى اللهُ بغدادَ التي أستقيلُها

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن محمد سند الشمري

محمد سند الشمري

65

قصيدة

شاعر عربي من بغداد اكتب الشعر منذ نعومة أظافري..

المزيد عن محمد سند الشمري

أضف شرح او معلومة