عدد الابيات : 30
قِفْ بِي عَلَى أَطْلَالِ حُبٍّ يَزْدَهِرُ
فِيهَا لِسَارَةَ سِرُّ قَلْبِي يُعْتَصَرُ
يَا نَسْمَةَ الْفَجْرِ الَّتِي حَلَّتْ بِهِ
رُوحِي تُغَنِّي وَالْحَنَايَا تَسْتَعِرُ
سَارَتْ بِوَجْهِ الْحُبِّ نَجْمَةَ لَيْلِنَا
وَالشَّوْقُ يَسْبِقُ خَطْوَهَا وَيَسْتَشِرُ
عَهْدًا قَطَعْنَا فِي الرُّبُوعِ كَأَنَّهُ
وَشْمٌ بِقَلْبِ الْعُمْرِ لَا يَتَغَيَّرُ
سَارَتْ بِقُرْبِي كَالْأَمَانِي لَوْنُهَا
وَالْحُبُّ يَحْكِي أُفْقَهَا الْمُتَجَوِّرُ
قَدْ كُنْتُ أَظْمَأُ لِلْوِصَالِ كَأَنَّنِي
ظَمْآنُ صَحْرَاءٍ إِلَيْهَا أُبْتَدَرُ
فَسَقَتْنِيَ الْوَصْلَ الَّذِي لَا يَنْتَهِي
حَتَّى غَدَا صَدْرِي بِهِ يَتَفَطَّرُ
وَالْوَفَاءُ شِعَارُنَا فِي حُبِّنَا
لَا غَدْرَ يَحْكُمُنَا وَلَا مَنْ يَغْدِرُ
سَارَةُ، أَنْتِ النُّورُ يَشْرُقُ فِي دَمِي
وَالْعِشْقُ يَسْرِي بِالْعُرُوقِ وَيَزْهُرُ
إِنِّي وَعَدْتُكِ أَنْ أَظَلَّ مُوَحَّدًا
بِحُبِّكِ الْمَصُونِ وَالْعَهْدِ الْمُقَدَّرِ
لَا لَيْلَ يَطْوِي نُورَ حُبِّكِ فِي دَمِي
وَلَا غُرُوبٌ بَعْدَ طَيْفِكِ يُطْمَّرُ
هَلْ يُخْلِفُ الْوَاعِدُ وَعْدَ مُحِبَّةٍ؟
إِنَّ الْمُحِبَّ بِوَعْدِهِ يَتَطَهَّرُ
وَالْحُبُّ أَنْقَى مَا يَكُونُ بِصِدْقِهِ
يَبْنِي جَبَابِرَةَ الْقُلُوبِ وَيَسْتَقِرُّ
إِنَّا عَلَى دَرْبِ الْوَفَاءِ سَنَمْضِي
حَتَّى نُزَفَّ إِلَى السَّمَاءِ وَنُقْبَرُ
يَا زَهْرَةً فِي الْبَيْنِ تَزْهُو عِطْرَهَا
وَشَدَتْ بِالْعِشْقِ وَالْقَلْبُ يُؤْثِرُ
وَالْحُبُّ نَجْمٌ لَا يَغِيبُ وَفِي سَمَا
سَارَةَ، أَشْرَقَ حِينَ كَانَ يُدَبِّرُ
سَارَةُ، عَيْنُ الْحُبِّ تَسْكُنُ نَبْضَكِ
وَالْوَعْدُ يَبْقَى كَالشِّمَالِ وَيُظْهِرُ
إِنِّي رَهِينُ الْحُبِّ أَحْيَا بِلَحْظِكِ
وَالشَّوْقُ يَصْدَحُ بِالْخَيَالِ وَيَثْأَرُ
سَارَةُ، أَنْتِ الْحُلْمُ يُزْهِرُ فِي يَدِي
وَالْعَهْدُ لَا يَحْنُو لِغَيْرِكِ يَكْسِرُ
أَفَلَا تَرَيْنَ الْوَفْدَ يَحْمِلُ حُبَّنَا
لِلسَّمْعِ وَالْقَلْبِ الَّذِي يَتَحَجَّرُ؟
سَارَةُ، لَا تَنْسَيْنَ أَنِّي قَائِلٌ:
أَنْتِ الْحَبِيبَةُ فِي الْفُؤَادِ وَتُحْفَرُ
إِنِّي سَأَبْقَى فِي وُجُودِكِ صَادِقًا
وَالْوَعْدُ دَيْنٌ فِي الرِّقَابِ وَيُؤْجَرُ
فَلْيَشْهَدِ الْعُشَّاقُ أَنِّي فِي هَوَى
سَارَةَ صَادِقٌ كَالنَّجْمِ لَا يَتَحَجَّرُ
إِنِّي وَعَدْتُ اللَّهَ أَنْ أَبْقَى عَلَى
عَهْدٍ مَعَ الْحُبِّ الَّذِي لَا يُقَدَّرُ
هَذَا الْوَفَاءُ فِي الْحَيَاةِ مَبَادِئٌ
لَا يُخْلَفُ الْعُهْدُ الْكَرِيمُ وَيُنْكِرُ
سَارَةُ، أَنْتِ النُّورُ يَسْرِي فِي دَمِي
وَالْوَعْدُ مِيثَاقُ الْقُلُوبِ الْأَطْهَرُ
مَا زِلْتُ أَذْكُرُكِ كَأَنَّكِ زَهْرَةٌ
فِي الصَّبْحِ تُنْبِتُ وَالْجَمَالُ يُزَهِّرُ
سَارَةُ، هَذَا الشِّعْرُ نَاجَى حُبَّنَا
وَالْعِشْقُ يَحْمِلُ طَيْفَكِ الْمُتَنَوِّرُ
يَا زَهْرَةً فِي الْبَيْنِ أَشْرَقَ ضَوْؤُهَا
فِي كُلِّ قَلْبٍ بِالْحَنَانِ يُبَشِّرُ
هَذَا الْوَفَاءُ فِي الْحَيَاةِ عَقِيدَةٌ
وَالْعِشْقُ بَاقٍ مَا بَقِينَا نُثْمِرُ
464
قصيدة