عدد الابيات : 26

طباعة

#fadybouaz 

 

أعدك

 

أعِدك، يا من لبستَ الطغيانَ تاجًا،

أيها القاسي، الجائعُ لدمعنا،

تسلبُ منّي قوتي، وشربي، ودوائي،

وتجردني من غطاء الحياة الكريمة،

كأنّك تأنسُ لعذابي،

وتتغذّى على انهياري البطيء.

 

تقتلُني... لا دفعةً واحدة، بل

كما يغرسُ الجوع أنيابه في طفلٍ

لا يملك سوى الصبر والصمت،

وما بقي لي من الأمل،

إلا الموتُ...

موتٌ يحملُ النجاة من ظلمك،

ويحملُك إثمًا لا يُنسى.

 

سأجعل من رحيلي

وصمةَ عارٍ،

تلاحقُ اسمك،

وتكشفُ طغيانك،

كما يكشفُ النهارُ وجهَ الليل الكاذب.

 

وحين تروي سيرتكَ الألسنُ،

سيعلمُ العالمُ

أن رحمتك كذبة،

وأن كرمك نافذةٌ للظالمين وحدهم،

أما نحنُ،

من أحببناك، ووثقنا بك،

فقد سلّمنا أنفسنا لِجَحِيمٍ من الحرمان.

 

عدلكَ لا يعرف وجوهنا،

ولا يسمع صراخنا،

فهو ميزانٌ يميلُ حيث يريد الطغيان،

ويترك الأبرياء في هاوية لا قاع لها.

 

لكن تذكّر،

أنا لم أمت صمتًا،

بل أعلنتُ في وجهك الحقيقة،

وبدموعي غسلتُ قناعك من الخير الزائف،

وعندما أقف أمامك،

ستُطأطئ رأسك إلى الأرض،

لا خضوعًا، بل انكشافًا،

لذنوبٍ لن تُغتفر،

ولقصةٍ ستُلاحقك كظلّك،

تُذلّك كلما حاولتَ الادّعاء بالنقاء.

 

فادي بوعز

جميع الحقوق محفوظة ©️

السبت 2/8/2025 

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن فادي بوعز

فادي بوعز

139

قصيدة

انا شاعر غير عنصري عالمي عربي من لبنان 🇱🇧 مبادئي الحب السلام لا عنصرية

المزيد عن فادي بوعز

أضف شرح او معلومة