عدد الابيات : 14
تَسَامَتْ كَمِشْكَاةٍ تُضِيءُ بِفَخْرِهَا
وَتُحْيِي رُبُوعَ الْعَدْلِ مِنْ ظُلْمِ غَابِ
أَيَا ثَوْرَةَ الْأَحْرَارِ، طُوبَى لِمَوْكِبٍ
يُرَفْرِفُ فِيهِ الْحُرُّ كَالطَّيْرِ صَابِ
تَهُبِّينَ كَالْعِقْدِ النَّضِيدِ جَمَالُهُ
وَتَنْفَضُّ أَيْدِي الْقَاهِرِينَ بِحَابِ
وَمَا كَانَ فَجْرُ الْحُرِّ إِلَّا بِذِكْرِهِم
ثُوَارٌ عَلَى الْجِرَّاحِ نَارٌ تُذَابِ
وَفِي كُلِّ سَهْلٍ، كَانَ خَطْوِيَ عِزَّةً
وَفَوْقِي سِهَامُ الْبَغْيِ مِثْلَ السَّرَابِ
وَكَمْ طَأْطَأَ الْأَعْدَاءُ لِلْمَجْدِ رَأْسَهُمْ
فَمَجْدُ الثُّوَارِ الْحَقُّ يَعْلُو صِحَابِ
تَلَتْ نَارُكِ الْأَجْيَالَ حَتَّى غَدَتْ لَهُمُ
دِرَاسَةُ أَوْطَانٍ بِدَمِّ الْكِتَابِ
سَيَذْكُرُهُمْ كُلُّ الْوُجُودِ، وَإِنْ غَفَا
زَمَانٌ، فَفَجْرُ الْحُرِّ أَحْيَا الْغِيَابِ
وَفِي كُلِّ عَهْدٍ، يَبْتَنُونَ بِدَمْعِهِم
مَسَاعِدَ تَارِيخٍ عَلَى الْأَبْوَابِ
فَسِيرُوا، فَفَجْرُ الْحُرِّ مِنْهُمْ تَنَامَى
وَحَتَّى نَرَى الْمَوْعُودَ فَوْقَ الرُّكَابِ
أَقُومُ إِلَى سَيْفِي، وَأَعْلُو مَقَامَهُ
فَمَا الْحُرُّ إِلَّا مَنْ يَذُودُ الْعِتَابِ
بَنَيْنَا مِنَ الدَّمِّ الطُّهُورِ قَصَائِدًا
تُحَاكِي مَدَى الْأَجْيَالِ طِيبَ السَّرَابِ
وَإِنْ كَانَ لِلثَّأْرِ الْقَدِيمِ شُجُونُهُ
فَصَوْتُ الثُّوَارِ الشَّجْرُ يَنْبُتُ بِرَابِ
وَفِي كُلِّ أُفُقٍ، نَرْتَقِي عَزَّ مَجْدِنَا
وَنَرْوِي حُكَايَا الْخَيْرِ فِي كُلِّ بَابِ
472
قصيدة