عدد الابيات : 20
سَارَتْ كَمَا تَسْرِي النُّجُومُ بِمُهْجَتِي
فَالنُّورُ مِنْهَا فِي الْحَيَاةِ يُهَدَّبُ
يَا بَهْجَةَ الدُّنْيَا وَيَا سِحْرَ بَسْمَاتِهَا
أَنْتِ الْجَمَالُ وَفِيكِ حُسْنٌ يُعْجَبُ
مِنْ كُلِّ مَنْ رَامَ الْكَمَالَ بِزِينَةٍ
بِرُؤَاكِ يَغْشَى أَوْ يُسَاقُ وَيُسْلَبُ
هِيَ سَارَةُ الرُّوحِ الَّتِي أَحْيَتْ هَوَى
فِي الْقَلْبِ حِينَ جَفَتْ دُمُوعِي وَخَيَّبُوا
أَسْمَاؤُهَا شَجَرٌ يَنُوحُ بِذِكْرِهَا
وَتَهِيمُ أَطْيَارُ السَّمَاءِ وَتَصْحَبُ
إِنْ قِيلَ مَنْ أَسَرَ الْقُلُوبَ بِحُسْنِهِ
فَسَارَةُ الْأَمْلَاكِ قَوْمٌ يَجْذِبُوا
يَا مَنْ لَهَا طُولُ الْمَدَى مَحْمُودَةٌ
ذِكْرَاكِ فِي صَدْرِ الزَّمَانِ تُرَتَبُ
فَتَنَتْ فُؤَادِي فِي كَلَامِكِ سِحْرُهُ
وَاللَّحْظُ فِيهِ كَمَا السِّهَامِ يُصَوَّبُ
تَجْرِي بِأَعْطَافِ النَّسِيمِ كَأَنَّهَا
دُرٌّ تَفَتَّقَ فِي الْحَيَاةِ وَيُعْرَبُ
يَا قُرَّةَ الْعَيْنِ الَّتِي لَوْ طَالَهَا
نَظَرٌ لَخَابَ الْحُزْنُ وَالْخَوْفُ يَذْهَبُ
يَا أَيُّهَا الْبَدْرُ الَّذِي لَوْ أَقْبَلَتْ
سَارَتْ خُطَاهُ بِعِزَّةٍ لَا تَرْهَبُ
لَكِنَّنِي فِي الْحُبِّ صَبٌّ عَاشِقٌ
يَشْكُو الْهَوَى وَبِذِكْرِ سَارَةَ يَطْرَبُ
وَدَعِ الْحُسَّادَ فَإِنَّنِي لَا أُبَالِهِمْ
فَالْحُبُّ فِي قَلْبِي كَنَارٍ تَلْهَبُ
إِنْ كَانَ فِي كَوْنِ الْجَمَالِ مَدِينَةٌ
فَأَنْتِ مَلِيكَتُهَا وَنَحْنُ نَطْلُبُ
يَا زَهْرَةَ الْبُسْتَانِ يَا عِطْرَ الصِّبَا
إِنَّ الْمَدَائِحَ فِي حُلَاكِ تُعْجَّبُ
تَفْنَى الْقَصَائِدُ فِي الْوَصْفِ وَلَا أَرَى
إِلَّا الْمَدَى حَوْلَكِ يَمْتَدُّ أَرْحَبُ
أُسْمِيكِ أَسْمَاءَ الْجَمَالِ جَمِيعَهَا
فَسَارَةُ فِي نَفْسِي الْوَحِيدَةُ تُذَهْبُ
أَنْهَيْتُ كُلَّ الْحُبِّ حِينَ بَدَتْ لِيَا
فَالشَّوْقُ يَنْسَى كُلَّ حُزْنٍ يُعْتَبُ
يَا سَارَةُ الرُّوحِ الَّتِي لَا مِثْلَهَا
مِنْ بَيْنِ أَكْوَانِ الْوُجُودِ تُسَلَّبُ
أَتْمَمْتُ ذِكْرَاكِ بِخَيْرِ مَذَاكِرٍ
فَسَارَةُ فِي الْقَلْبِ الْحَنُونِ تُكْتَبُ
628
قصيدة