عدد الابيات : 13
رَأَيْتُكِ بَدْرًا فِي سَمَاءِ التَّبَسُّمِ
وَفِي عَيْنَيْكِ سِحْرٌ يُزِيلُ التَّوَهُّمِ
إِذَا مَا أَطْلَلْتِ، انْقَشَعَ اللَّيْلُ عَنْ دُجَى
فَأَنْوَارُهُ تَغْدُو كَسُطُوعِ الْأَنْجُمِ
وَفِي ثَغْرِكِ الدُّرُّ النَّفِيسُ إِذَا بَدَتْ
بَشَاشَتُهُ أَبْهَى مِنَ الْعِقْدِ الْمُنَظَّمِ
حَدِيثُكِ مُوسِيقَى تَسِيلُ رَقَائِقًا
كَأَنَّ الْهَوَى غَنَّى بِأَوْتَارِ الْكَلِمِ
فَكَيْفَ أَصُوغُ الشِّعْرَ إِلَّا لِجِيدِكِ
وَأَرْنُو لِخَصْرٍ كَالنَّسِيمِ الْمُنَعَّمِ
تُلَامِينَ إِنْ شَاقَ الْهَوَى عَاشِقًا صَبَا
وَمَا الْعِشْقُ إِلَّا لِلْعَفِيفِ الْمُتَيَّمِ
رُمُوشُكِ سِهَامٌ فِي الضُّلُوعِ مُصَوَّبَةٌ
إِذَا أُطْلِقَتْ أَدْمَتْ فُؤَادَ الْمُهَيَّمِ
أَنَا فِيكِ ضَائِعٌ، أَذُوبُ كَأَنَّنِي
نَسِيمٌ تَوَارَى بَيْنَ أَكْمَامِ الْبَلْسَمِ
فَيَا حُبَّ عُمْرِي، هَلْ لِقَلْبِيَ مَأْمَنٌ
وَهَلْ لِي بِدِفْءٍ مِنْ حَنَانِكِ مُتَحَتِّمِ؟
إِذَا مَا ابْتَعَدْتِ، اسْتَحَالَتْ أَيَّامِي
ظَلَامًا يُجَلِّي بُؤْسَهُ كُلُّ مَأْتَمِ
وَإِنْ جُدْتِ قُرْبًا، عَادَتِ الرُّوحُ بَاسِمَةً
كَطَيْرٍ عَلَى غُصْنٍ تَرَاقَصَ فِي النَّغَمِ
أَيَا مَنْبَعَ الْإِلْهَامِ، يَا كُلَّ مُهْجَتِي
أَرَاكِ بِقَلْبِي رَغْمَ غَيْمِ التَّكَتُّمِ
فَلَوْلَاكِ مَا عَانَقَ الْقَصِيدُ بَيَانَهُ
وَلَا رَاحَ يَبْنِي مَجْدَهُ فَوْقَ الْقِمَمِ
663
قصيدة